< عاملان يقتلان مسنًّا داخل جبانة الخليفة لخنقه وسرقته.. والنيابة تحيلهما إلى الجنايات
النبأ
رئيس التحرير
خالد مهران

عاملان يقتلان مسنًّا داخل جبانة الخليفة لخنقه وسرقته.. والنيابة تحيلهما إلى الجنايات

عاملان يقتلان مسنًّا
عاملان يقتلان مسنًّا داخل جبانة الخليفة لخنقه وسرقته

في جريمة مروعة هزّت منطقة الخليفة بالقاهرة، كشفت النيابة العامة تفاصيل مقتل رجل سبعيني على يد عاملين من بائعي الخردة، أقدما على خنقه داخل مسكنه الكائن بجبانة قديمة، وسرقا متعلقات منزله قبل أن يلوذا بالفرار، ليقعا بعد أيام في قبضة المباحث.

بلاغ وعثور على جثمان داخل الجبانة

تعود بداية الواقعة إلى بلاغ تلقاه قسم شرطة الخليفة من الأهالي يفيد بانبعاث رائحة كريهة من داخل جبانة يسكنها رجل مسن يُدعى يوسري حنفي إبراهيم رزق، يبلغ من العمر نحو 70 عامًا.

وعلى الفور، انتقل رجال المباحث إلى المكان، وتبيّن وجود جثمان المجني عليه ممددًا على سريره داخل الغرفة التي يقيم بها، وحول عنقه حبل أخضر سميك، ويداه مقيدتان بحزام جلدي، فيما بدت الغرفة مبعثرة وقد اختفت منها بعض المنقولات والأدوات المنزلية.

شهادة نجل المجني عليه

في التحقيقات، شهد تامر يوسري حنفي إبراهيم (43 سنة – قهوجي)، نجل المجني عليه، بأنه علم من الأهالي أن اثنين من عمال الخردة شوهدوا يترددون على مسكن والده قبل الواقعة بيومين، ثم غاب والده عن الأنظار، حتى تم العثور عليه مقتولًا.
وأكد أن الجناة توجهوا إلى المسكن بقصد السرقة، وعندما شعر بهم والده، أجهزوا عليه بالحبل والحزام الجلدي لإزهاق روحه ومنع كشف أمرهم.

اكتشاف الجريمة

وشهد سيد طه علي أحمد (40 سنة – مساعد طباخ)، بأنه اعتاد زيارة المجني عليه بحكم الجيرة، وفي يوم الحادث مرّ على الجبانة فلم يسمع ردًا منه رغم نداءاته المتكررة، ففتح الباب ليجد الجثمان ممددًا على السرير وحول عنقه الحبل، واليدين مقيدتين، والغرفة في حالة بعثرة تامة، ما دلّ على وقوع جريمة قتل بغرض السرقة، فأبلغ الشرطة على الفور.

شهادة شاهدة الرؤية

كما شهدت أمينة سيد حسين محمد (38 سنة – ربة منزل)، بأنها أثناء وجودها بمحيط الجبانة في يوم الواقعة، أبصرت المتهمين يخرجان من العقار عبر السور الخلفي، وبحوزتهما حقائب عدة، وعندما استوقفت أحدهما وسألته عن محتواها، أجابها بأنهما سرقاها من أحد الأشخاص ويحاولان الفرار.
وأضافت أنها عقب سماعها بخبر مقتل المجني عليه سارعت بإبلاغ رجال الشرطة بما رأته، وأدلت بأوصاف الجناة بدقة.

تحريات المباحث وضبط المتهمين

وأكدت تحريات المقدم أحمد ياسر القردي، رئيس مباحث قسم الخليفة، أنه فور تلقي البلاغ انتقل لمحل الواقعة، وتبين أن الجريمة تمت بدافع السرقة.

وبتكثيف التحريات، توصل إلى هوية مرتكبي الواقعة، وهما عاملان في العشرينات من عمرهما من بائعي الخردة بالمنطقة، اعتادا تعاطي المواد المخدرة.

وأضاف أن المتهمين دخلا إلى مسكن المجني عليه بقصد سرقته، وحينما حاول مقاومتهم خنقه الأول بحبل أحضره من المكان، فيما كبله الثاني بحزام جلدي حتى فارق الحياة، ثم استوليا على المنقولات وفرّا هاربين.
وبعد استصدار إذن النيابة العامة، تم ضبطهما، وعُثر بحوزتهما على جزء من المسروقات وكميات من المواد المخدرة بقصد التعاطي، وبمواجهتهما اعترفا تفصيليًا بارتكاب الجريمة على النحو الوارد بالتحريات.

اعترافات المتهمين أمام النيابة

وباستجوابهما في تحقيقات النيابة العامة، أقرا بأنهما خططا لسرقة المجني عليه لعلمهما بأنه يعيش بمفرده داخل الجبانة، وأنهما تسلقا السور الخلفي للعقار ليلًا أثناء نومه.

وأضافا أنه أثناء شروعهما في سرقة محتويات الغرفة، استيقظ المجني عليه، فقام أحدهما بإحكام حبل حول عنقه، بينما استخدم الآخر حزامًا جلديًا لتقييد يديه، حتى خارت قواه وفارق الحياة.

وأوضحا أنهما استكملا السرقة وفرّا هاربين، مبررين فعلتهما بتأثير المواد المخدرة التي كانا يتعاطيانها قبل الواقعة.

معاينة النيابة لمحل الجريمة

وثبت من معاينة النيابة العامة أن العقار محل الحادث عبارة عن جبانة ذات سور مرتفع، لها واجهة مغلقة بحاجز حديدي وخشبي، وبها باب حديدي يؤدي إلى غرفة من طابقين، أحدهما تحت الأرض.

وتبين وجود آثار كسر وبعثرة بمحتويات الغرفة، والحبل ملتف حول عنق الجثمان، والحزام مثبت على اليدين، في مشهدٍ يؤكد ما ورد بأقوال الشهود واعترافات المتهمين.

نتائج تقرير الطب الشرعي

وكشف تقرير مصلحة الطب الشرعي أن المجني عليه رجل في نهاية العقد السابع من العمر، متوسط البنية، يرتدي ملابس رمادية اللون، وحول عنقه حبل أخضر سميك.

وأثبت التقرير أن سبب الوفاة هو إسفكسيا الخنق بالحبل، وأن الإصابات حيوية حديثة حدثت نتيجة الشد القوي على العنق، وأدت إلى انسداد مجرى التنفس واحتقان الوجه والعينين، مما تسبب في الوفاة الفورية.

قرار الإحالة

وبناءً على ما أسفرت عنه التحريات وأقوال الشهود واعترافات المتهمين وتقرير الطب الشرعي، قررت نيابة جنوب القاهرة الكلية إحالة المتهمين إلى محكمة الجنايات بتهمة القتل العمد المقترن بجناية السرقة، إذ ارتكبا جريمة القتل عمدًا بغير سبق إصرار أو ترصد، بأن خنقا المجني عليه حتى الموت تسهيلًا لسرقته،
فارتبطت الجنايتان ارتباطًا لا يقبل التجزئة، وطالبت النيابة بتوقيع أقصى العقوبة عليهما جزاءً لما اقترفت أيديهما.