حين يبتسم أكتوبر لمصر.. الفراعنة يعبرون إلى المونديال من جديد

يبدو أن يوم الثامن من أكتوبر سيكون يومًا خالدًا في تاريخ الكرة المصرية، وكعادة شهر اكتوبر مع المصريين، فهو دائمًا ما يكون حافل بالإنتصارات العظيمة، فمع احتفالنا بذكرى انتصارات السادس من أكتوبر ينجح المنتخب الوطني في الوصول لكأس العالم للمرة الرابعة في تاريخه بعد أن فاز على مضيفه منتخب جيبوتي بثلاثية نظيفة في المباراة التي جرت بينها مساء الأمس بدولة المغرب.
وبالعودة لتاريخ الثامن من أكتوبر، نجد أنه في مثل هذا اليوم منذ 8 سنوات، نجح الفراعنة أيضًا في الصعود للمونديال في المباراة الشهيرة التي فاز فيها المنتخب على الكونغو في الدقيقة الأخيرة من زمن اللقاء عن طريقة ركلة جزاء سددها محمد صلاح في الدقيقة 94 من المباراة، ليكون بذلك يوم 8 أكتوبر هو يوم مميز في تاريخ الكرة المصرية، ومن الممكن أن نسميه اليوم المونديالي.
قد تكون وجهة نظر البعض أن مجموعة الفراعنة كانت سهلة وأن أمر الوصول كان ميسرا بعض الشيئ نظرًا لعدم وجود منافس قوي على بطاقة التأهل، ولكن لا بأس حتى إن خدمتنا القرعة هذه المرة بمجموعة سهلة بعض الشيئ، فقد كنا نعاني بشكل كبير خلال الأعوام الماضية من وقوعنا في أصعب المجموعات خلال منافسات التصفيات بأكملها، ولا ننسى مجموعة الفراعنة في تصفيات مونديال 2002 والتي ضمت السنغال في عز مجدها الكروي بقيادة الحاج ضيوف ومنتخب المغرب الذي كان بمثابة البعبع لنا بقيادة نجمه الكبير مصطفى حجي، ناهيك عن الجزائر وشراسة المواجهات، ولم يكن الأمر أقل سؤًا في تصفيات مونديال 2006، حيث ضمت مجموعتنا منتخبي الكاميرون وكوت ديفوار الأقوى في إفريقيا في هذا الوقت تحت زعامة النجمين التاريخيين صامويل إيتو وديديه دروجبا،، حتى في تصفيات 2010 ومع الجيل التاريخي لحسن شحاتة لم يكن الفراعنة لديهم حظ كافي خلال مشوار التصفيات وفشلنا في الصعود بعد تغيير قاعدة احتساب الهدف بهدفين خارج الديار ومن ثم الخسارة امام الجزائر في المباراة الفاصلة في أم درمان، لنأتي بعدها للفضيحة الكبرى امام منتخب غانا العريق والخسارة منه بستة أهداف مقابل هدف في مباراة تعتبر هي الأسوأ في تاريخ المنتخب المصري على مدار تاريخه، حتى في تصفيات موند\يال قطر 2022 وقعنا في فخ سوء الحظ امام المنتخب السنغالي الذي نجح في اقتناص بطاقة التأهل عبر ركلات الجزاء الترجيحية
كل هذه التصفيات واجهنا منتخبات في أزهى عصورها الكروية، وفي المقابل كانت تقع منتخبات أخرى في تصفيات أضعف ومن ثم نجدها تصعد للمونديال بكل غرابة، فمن كان يتوقع أن يصعد منتخب أنجولا أو توجو لتصفيات مونديال المانيا عام 2006 ولا يصعد منتخب مصر للبطولة.
من الوارد أن تكون خدمتنا القرعة وخدمنا الحظ هذه المرة بقرعة سهلة، ولكن بالنظر لتاريخ مصر في تصفيات المونديال نجد أنه من العدل أن يميل الحظ ناحية كفتنا بعض الشيئ وأن نصعد للمونديال ولو لمرة واحدة دون صعوبة في التنفس.
قد يكون تفكير البعض أن زيادة عدد الفرق في المونديال من 32 منتخب إلى 48 وبالتالي زيادة عدد المقاعد الإفريقية إلى 9 مقاعد بالإضافة إلى منتخب يخوض مباراة ملحق، أن هذا التغيير في نظام البطولة قدسهل بعض الشيئ من مأمورية منتخبنا في الصعود، ولكن ماذا لو كان يتواجد في مجموعتنا منتخب من العيار الثقيل، هل وقتها سيكون الأمر سهلًا أيضًا؟؟
الوصول لكأس العالم إنجاز تاريخي بكل المقاييس، خصوصًا وأن مصر ليست ضيف دائم بالمونديال، وعدد مرات مشاركتنا لا يتخطى أصابع اليد الواحدة، منهما مرة كانت قبل اختراع التلفاز ومرة في عام 90 منذ حوالي 35 عام،، فالحدث يستحق الفرحة بكل تأكيد.