< بعد تصريح "الأعلى أجرًا".. ماجدة موريس: مي عمر تبحث عن التريند وأراها ممثلة عادية
النبأ
رئيس التحرير
خالد مهران

بعد تصريح "الأعلى أجرًا".. ماجدة موريس: مي عمر تبحث عن التريند وأراها ممثلة عادية

ماجدة موريس ومي عمر
ماجدة موريس ومي عمر

تصدرت الفنانة مي عمر، المشهد الفني خلال الأيام القليلة المادية، بعد تداول أنباء تفيد بأنها ستحصد أجرًا خياليًا قدره 50 مليون جنيه مقابل بطولة مسلسلها الجديد «غسيل ومكوة» في موسم دراما رمضان 2026.

هذا الرقم الضخم جذب أنظار المتابعين للوسط الفني، الذين وصفوه بأنه رقم فلكي، سيشعل سباق الأجور بين أبطال مسلسلات رمضان 2026، وبشكل ينذر بتغيير خريطة ميزانيات الأعمال الفنية بوجه عام.

«غسيل ومكوة» بـ50 مليون جنيه.. مى عمر تشعل سباق الأجور بين نجوم صناعة الدراما 

وأثار الإعلان عن أجر مي عمر، ردود فعل متباينة داخل الوسط الفني، فمن جهة، يرى البعض أن الأمر لا يتجاوز إطار الدعاية الاستعراضية التي تهدف إلى تسليط الضوء على المسلسل، وجذب الانتباه الجماهيري قبل التصوير أو العرض، وقد يكون الرقم نفسه وسيلة تسويقية أكثر من كونه انعكاسًا فعليًا للعقد الحقيقي.

ومن جهة أخرى، حذر البعض من التركيز على الأرقام العالية والذي قد يدفع الإنتاج الفني إلى الهاوية، حيث يصبح الأجر أهم من المحتوى، وتغيب الرسالة، وتستنزف ميزانية الإنتاج في أجور الفنانين، وتهمل جودة السيناريو والإخراج لصالح النجومية.

يأتي ذلك في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجه الصناعة الفنية حاليًا، بدءًا من تضخم تكاليف الإنتاج وصولًا إلى هشاشة التمويل.

ولا يقتصر الأمر على مي عمر وحدها، فقد سبق أن أثار الفنان محمد رمضان جدلًا كبيرًا عندما أعلن أنه الأعلى أجرًا، مما دفع إلى المطالبة بوجود ضوابط وتنظيم لأجور النجوم حتى لا يصبح السباق على الأجر وحده هو المقياس.

ولم يصدر أي إعلان رسمي من شركات الإنتاج أو الفنانين الآخرين بشأن أجورهم في رمضان 2026، مما يجعل الحديث عن الأجور في ذلك الموسم أقرب إلى التكهنات منه إلى اليقين.

مي عمر

تفجير قنبلة

من جانبها، قالت الناقدة الفنية ماجدة موريس: «مي عمر عايزة تعمل ترند، وممكن المنتج صادق الصباح الذي ينتج لها هي وزوجها المخرج محمد سامي يدفع لها كده، لكن عندي سؤال ليه هي تعلن؟».

وأضافت «موريس» -في تصريحات خاصة لـ«النبأ»-: «عادة الفنانين لا يعلنوا عن أجورهم بشكل رسمي خوفًا من الضرائب والحقد والحسد وغيره، فكونها تتردد تلك الأرقام في هذا الوقت، فواضح جدًا أنها تلفت أنظار الصحف والمواقع لها، وواضح أن اسمها لم يعد متداولًا في أخبار الفنانين، فأرادت تفجير قنبلة حتى تعود للأضواء».

وعن رأيها في مي عمر كفنانة، أشارت الناقدة الفنية إلى أن تصريح بأنها الفنانة الأعلى أجرًا يعود إلى شعور قاتل بالغرور، وأنها تريد أن تصبح نجمة أكثر مما وصلت له، وهناك أعمال نالت إعجابي مثل مسلسل نعمة الأفوكاتو الذي جسدت فيه دور المحامية، لكن أداءها في مسلسل إش إش كان جيدًا في بعض المشاهد، وأخرى أداءها كان ضعيفًا.

واختتمت ماجدة موريس حديثها قائلة: «مي عمر مش الممثلة اللي ننتظر المسلسل بتاعها مخصوص عشان هي في العمل، لكن كنا بنعمل كدة مع فاتن حمامة وسعاد حسني وغيرهن من النجمات ذات الموهبة، لكن مش هيعمل كدة عشان مي عمر».

الناقدة الفنية ماجدة موريس

أجور رمضان 2025

وفي موسم 2025، كان اسم تيم حسن الأبرز على قائمة الأجور العالية، حيث تردد تقاضيه ما يقرب من مليون دولار مقابل مشاركته في أعمال درامية، أي ما يعادل خمسين مليون جنيه في ذلك التوقيت، وهو الرقم الشكّل معيارًا تقاس عليه المقارنات الحالية بين أجور النجوم.

أما أحمد السقا، الذي قدم الجزء الثاني من مسلسل «العتاولة»، فذكر أن أجره تجاوز الـ40 مليون جنيه، مما وضعه في فئة الفنانين الأعلى أجرًا في الموسم آنذاك، كما تردد أن أحمد مكي وصل أجره في مسلسل «الغاوي» إلى فئة أحمد السقا أيضًا، ما يعكس مدى التنافس على الوصول إلى القمة في سباق رمضان.

على الصعيد النسائي، تقاضت نيللي كريم نحو 25 مليون جنيه مقابل بطولة مسلسل «إخواتي»، كما حصلت دنيا سمير غانم، التي شاركت في مسلسل «عايشة الدور»، على المبلغ نفسه تقريبًا.

وفي السياق ذاته، ورد أن مصطفى شعبان تقاضى 25 مليون جنيه عن عمله «حكيم باشا»، وكذلك عمرو سعد في مسلسله «سيد الناس»، بينما ذكر أن ياسمين عبد العزيز تقاضت أجرًا مقاربًا أيضًا عن مسلسل «تقابل حبيب».

من جهة أخرى، تردد حصول آسر ياسين مقابل مشاركته في مسلسل «قلبي ومفتاحه» على 15 مليون جنيه، كما ورد أن محمد فراج حصل على نفس القيمة تقريبًا في مسلسل «منتهي الصلاحية»، أما هشام ماجد، أشارت التسريبات على أن حصل أيضا على 15 مليون جنيه في بطولة مسلسل «أشغال شقة جدًا».

هذه الأرقام، وإن بدت متقاربة في كثير من الحالات، تكشف عن نمط شائع في تسريب الأجور دون تأكيد رسمي، لكنها تعطينا إطارًا تقريبيًا لمستوى الأجور في موسم دراما مصر 2025.

وعند المقارنة بين الأرقام المتداولة في رمضان 2025 وبين الأجر المزعوم لمي عمر، يتبين أن هذه الأجور ليست بعيدة عن نطاق التسريبات، لكن ما جعل 50 مليون جنيه لمي عمر، أمرًا مثيرًا للجدل، هو أنه يكسر السقف المتعارف عليه خلال السنوات الأخيرة، ومن هنا يبرز السؤال: هل سيظل المحتوى الفني ضحية المعارك الإعلامية على الأجر؟

مستقبل أجور النجوم

ويبدو أن سوق الأجور في دراما رمضان يتجه إلى تصاعد مستمر، وهو أمر طبيعي في صناعة تنافسية تحتاج إلى النجوم الكبار، لكن التحدي الحقيقي يكمن في الموازنة بين ما يُدفع وما يُقدَّم، بحيث لا تُثقل الميزانيات على المنتجين ولا تفوق التكاليف قيمة العمل الفني نفسه.

وقد يكون الحل في المزيد من الشفافية من جانب المنتجين والفنانين حول بنود العقود، أو في وجود مؤسسات وسيطة تُشرف على نشر الأجور بعد التحقق، لكن يظل الجمهور هو الحكم النهائي: هل العمل يستحق هذا الأجر؟ هل النص والإخراج يبرران هذه الأرقام؟

أزمة الدعاية بالأرقام قد تؤدي لاحقًا إلى تضخم إعلامي يحول المسلسل إلى «علامة تجارية» تُسوَّق بالأسماء والأرقام، بدل أن يُقيَّم بجودته، وإذا استمر هذا التوجه من دون ضوابط، فقد يجد المنتجون أنفسهم محاصرين في دوامة تكاليف باهظة تُخنق الإبداع.

الأجر العالي ليس الضمان دائمًا

ومهما بلغت الضجة حول أجر يُعلن قبل بدء التصوير، يظل الحكم الأخير في يد العمل والجمهور، فنجومية الفنان لا تكتمل، إلا إذا قدّم مادة تستحق ما دُفع له، كما أن صناعة الدراما بحاجة إلى توازن دقيق بين الكلفة والعائد، وبين الأرقام الضخمة والمحتوى المؤثر.