إبراهيم مدكور يكتب: أكتوبر المجد.. حين نطقت الأرض بالنصر

في كل عام، يعود السادس من أكتوبر ليُذكّرنا أن لهذه الأرض رجالًا إذا وعدوا صدقوا، وإذا قاتلوا انتصروا.
إنها ليست مجرد ذكرى حرب، بل شهادة ميلاد جديدة لوطن أثبت أن كرامته لا تُباع، وأن عزته لا تُقاس بميزان القوة، بل بميزان الإرادة والإيمان.

في ذلك اليوم من عام 1973، تحولت الرمال إلى نار، والمياه إلى جسر عبور، والجنود إلى أسطورة تُروى للأجيال. لم يكن السلاح وحده هو من صنع النصر، بل روح المصري التي لا تعرف الانكسار، وشعب يقف خلف جيشه يؤمن أن الله لا يخذل من يدافع عن حقه.

كانت مصر وقتها كيانًا واحدًا… الجبهة في القتال، والشارع في الدعاء، والمصانع في العمل، والبيوت في الصبر. كان الوطن كله يتحرك بإيقاع واحد: “العزة لمصر، والنصر لنا.”

ذلك اليوم لم يكن نهاية معركة، بل بداية وعي جديد بأن الوطن لا يحيا إلا بوحدة أبنائه، وأن الكرامة لا تُمنح، بل تُنتزع بالإصرار والتضحية.

إن نصر أكتوبر لم يكن نصر جيل واحد، بل وعد متجدد لكل من يحمل اسم هذا الوطن، بأن مصر ستبقى قوية مهما تبدلت الظروف، ثابتة مهما اشتدت العواصف.
وستظل تكتب على صفحة التاريخ الخالدة:
هنا وُلد النصر… وهنا نطقت الأرض باسم مصر.