هل يعود ذئب الدايري الذي انقرض منذ 10 آلاف سنة؟

ذئب الدايري أحد المخلوقات التي انقرضت منذ 10 آلاف سنة، حيث كانت ذئاب الدايري تجوب أمريكا الشمالية في قطعان، ولكن مع نهاية العصر البلستوسيني، أي قبل حوالي عشرة آلاف عام، اختفت من السجل الأحفوري، حيث كان الذئب الدايري أكبر من ذئاب الرمادية الحالية.
ولكن من خلال البحث عن أفضل بقايا الحمض النووي القديمة تمكنوا من العثور على جينات ذئب الدايري وسن عمره 13،000 عام وجزء من جمجمة عمره 72،000 عام، وعلى الرغم من الأضرار الجسيمة، قدمت هذه العينات أدلة جينية كافية لرسم خريطة جينوم لحيوان الذئب الدايري.
وقارن العلماء مخطط الحمض النووي لحيوان الذئب الدايري بمخطط الذئب الرمادي الحالي، وحددوا بدقة 14 جينًا رئيسيًا مسؤولة عن هياكل أثقل، وفراء أكثر كثافة، وأقدام أكبر - وهي سمات جعلت الذئب الدايري مخيفة للغاية، ثم أعادوا كتابة تلك الجينات الأربعة عشر إلى خلايا جذعية للذئب الرمادي، مُحدثين عشرين تعديلًا دقيقًا حوّلت الحمض النووي للذئب العادي إلى "بديل للذئب الرهيب"، كل ذلك دون استخدام أي خيط من الحمض النووي القديم في الجينوم النهائي.
وفي المختبر، أصبحت هذه الخلايا المُعدّلة أجنة زُرعت في أمهات بديلة للذئاب الرمادية، وهي أمهات كلاب في جوهرها، ولكنهما ينموان بسرعة. حتى في هذه المرحلة، فإن جماجمهما الأعرض وبنيتهما العضلية تُميزهما بالفعل عن صغار الذئاب العادية.
ومن المُرجح أن يصل وزن هذه الجراء الجديدة إلى حوالي 120-140 رطلًا عند بلوغها، مُقارنةً بالذئاب الخيالية التي يبلغ وزنها 200 رطل.
اختبارات على هذه الجراء المعدلة بيولوجيًا
تُشير اختبارات السلوك المبكرة إلى أكثر من مجرد فضول الجراء، حيث تُظهر هذه الجراء ضغط عض أعلى في التجارب المُصغّرة وغرائز حفر الجحور التي تُطابق آثار ذئاب الرعب المحفوظة في أسِرّة الحفريات.
وتعيش هذه الجراء في محمية آمنة مساحتها 2000 فدان في تكساس، حيث يُراقب الباحثون كل شيء، من طريقة تحيتهم لبعضهم البعض إلى أنماط عواءهم - وهو أمر يُعتقد منذ زمن طويل أنه فُقد في عصور ما قبل التاريخ.
لا تتوقع أن تلتقي بهذه الحيوانات الضخمة في يلوستون أو حتى سيبيريا، حيث ازدهرت كلاب البليستوسين، فإدخال حيوانات مفترسة إلى عالم لم يعد فيه مساحة أو توازن لها سيثير مخاوف بيئية وأخلاقية خطيرة.
ولكن في النهاية تلك الكلاب ليست ذئبًا رهيبًا بموجب أي تعريف للأنواع على الإطلاق، وبالتالي فإعادة توطينها قد يهدد مجموعات الذئاب الرمادية الحالية بدلًا من إصلاح النظم البيئية المتدهورة.
ففي النهاية، تغيرت النظم البيئية على مدى 10،000 عام - وإطلاق سراح حيوان مفترس شبه منقرض قد يؤثر بشكل غير متوقع على شبكات الغذاء الحديثة.
من جرو واحد إلى قطيع؟
لا شك أن هذا الإنجاز في الاستنساخ مذهل، ولكنه يُثير جدلًا محتدمًا: هل ينبغي للبشر إحياء أنواع انقرضت منذ زمن؟ يخشى المدافعون عن رعاية الحيوان على صحة وسلامة الحيوانات التي أُعيد إحياءها، والتي وُلدت في المختبرات ورُبيت تحت رعاية بشرية.