< استدرجته بحيلة عاطفية.. فتاة وثلاثة متهمين يخطفون طالبًا ويسرقونه في أكتوبر
النبأ
رئيس التحرير
خالد مهران

استدرجته بحيلة عاطفية.. فتاة وثلاثة متهمين يخطفون طالبًا ويسرقونه في أكتوبر

فتاة وثلاثة متهمين
فتاة وثلاثة متهمين يخطفون طالبًا ويسرقونه في أكتوبر

في جريمة جديدة تعكس أساليب الخداع الإلكتروني التي يستخدمها بعض الجناة للإيقاع بضحاياهم، أمرت نيابة أكتوبر الكلية بإحالة عاملين وعاطل وطالبة إلى محكمة الجنايات، لاتهامهم بخطف طالب يبلغ من العمر 17 عامًا، وسرقته بالإكراه، بعد استدراجه عبر وسيلة احتيالية قادتها المتهمة الثالثة.

بداية التعارف.. من محادثة عادية إلى فخ محكم

كشفت أوراق القضية أن المجني عليه مهاب ممدوح عبد الرحمن محجوب، 17 عامًا، طالب ومقيم بمدينة الشيخ زايد، تعرف على المتهمة الثالثة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تطورت بينهما المحادثات سريعًا، لتوهمه الأخيرة برغبتها في مقابلته وجهًا لوجه.

وفي يوم الواقعة، اتفقت المتهمة مع المجني عليه على مكان اللقاء، دون أن يدرك أنه في طريقه إلى مصيدة أعدّها المتهمون مسبقًا.

لحظة التنفيذ.. تهديد بالمطواة وسرقة بالإكراه

وبحسب أقوال المجني عليه في التحقيقات، فإنه ما إن وصل إلى المكان المتفق عليه بالطريق العام بدائرة قسم شرطة ثالث أكتوبر، حتى فوجئ بثلاثة شبان يهاجمونه.
أحدهم أشهر سلاحًا أبيض من نوع “مطواة” في وجهه مهددًا إياه بإيذائه جسديًا إن لم يسلمهم هاتفه المحمول.

تحت وطأة التهديد والخوف، اضطر المجني عليه إلى تسليمهم الهاتف، قبل أن يلوذوا جميعًا بالفرار تاركينه في حالة من الذهول.
وأضاف المجني عليه أن المتهمة الثالثة كانت على علم كامل بمخطط السرقة، بل كانت الوسيلة التي استخدمها المتهمون لاستدراجه بحيلة عاطفية زائفة.

تحرك سريع من المباحث

لم تمر ساعات على الواقعة حتى تلقى النقيب عبد الحليم محمد عبد الحليم، معاون مباحث قسم شرطة ثالث أكتوبر، بلاغ المجني عليه، وبناءً على ما ورد في أقواله، تم تشكيل فريق بحث لكشف ملابسات الجريمة.

أجرى الضابط تحريات سرية موسعة، أكدت صحة البلاغ، وكشفت عن هوية المتهمين الأربعة، وبعد تتبعهم، تمكن من ضبط المتهم الأول وبحوزته الهاتف المحمول المسروق، بالإضافة إلى مطواة استخدمت في تنفيذ الواقعة.

اعترافات تفصيلية تكشف خطة الاستدراج

وخلال استجوابه، أقر المتهم الأول بارتكاب الواقعة بالاشتراك مع باقي المتهمين، موضحًا أن المتهمة الثالثة تولت مهمة استدراج المجني عليه عبر الإنترنت، بينما تولى هو وزميلاه تنفيذ السرقة باستخدام السلاح الأبيض.

وأوضح أن الاتفاق بينهم تم قبل أيام من الحادث، وأنهم اختاروا المكان بعناية ليكون بعيدًا عن أعين المارة، مما يسهل تنفيذ الجريمة والفرار دون ملاحقة فورية.

التحريات تؤكد صحة الواقعة

وأكد النقيب عبد الحليم في محضره أن تحرياته السرية توصلت إلى صحة أقوال المجني عليه واعترافات المتهم الأول، وأن الواقعة تمت بتخطيط مسبق بين جميع المتهمين.

وأضاف أن ما جاء في التحريات يتطابق مع مضمون الرسائل والمحادثات التي عُثر عليها في هاتف المتهمة الثالثة، والتي تضمنت تنسيقًا مسبقًا لاستدراج المجني عليه وسرقته.

مواجهة قانونية وتعريف بالأدوار

وعند عرض المتهمين على النيابة العامة، تم إجراء عرض قانوني للمجني عليه، والذي تعرف عليهم جميعًا دون تردد، محددًا بدقة دور كل منهم في تنفيذ الجريمة؛ فالطالبة كانت صاحبة الخطة ووسيلة الاستدراج، والمتهمان الآخران نفذا الاعتداء والسرقة، فيما احتفظ المتهم الأول بالهاتف المسروق.

الإحالة إلى محكمة الجنايات

عقب انتهاء التحقيقات، أمرت نيابة أكتوبر الكلية بإحالة المتهمين الأربعة إلى محكمة الجنايات المختصة، لاتهامهم بارتكاب جرائم الخطف بالتحايل والسرقة بالإكراه، مع مراعاة صغر سن المتهمين الثاني والثالثة اللذين لم يتجاوزا الثامنة عشرة من العمر.

وأكدت النيابة في قرار الإحالة أن الوقائع ثابتة قبل المتهمين ثبوتًا كافيًا بالأدلة القولية والفنية، وعلى رأسها أقوال المجني عليه، واعتراف المتهم الأول، وتحريات المباحث، ومحضر الضبط.

تحذيرات من جرائم "الاستدراج الإلكتروني"

حذرت الأجهزة الأمنية من تنامي جرائم الاستدراج عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة التي تستهدف فئة المراهقين، مؤكدة أن مثل هذه الوقائع باتت تتخذ أشكالًا مختلفة، منها التواصل العاطفي الزائف أو الإعلانات الوهمية، بهدف السرقة أو الابتزاز.

وأكدت المصادر أن الأجهزة المختصة تتابع تلك الأنشطة عبر دوريات إلكترونية، وتدعو المواطنين لعدم الانسياق وراء أي دعوات مشبوهة أو مقابلات غير مأمونة المصدر.


جريمة أكتوبر لم تكن مجرد واقعة سرقة، بل درس قاسٍ عن خطورة الثقة المطلقة في العلاقات الافتراضية، وعن ضرورة وعي الشباب بخدع بعض المتربصين على الإنترنت.
بين براءة طالب لم يبلغ الثامنة عشرة ومكر مجموعة من الجناة، انتهت الحكاية بإحالتهم جميعًا إلى قاعات الجنايات، لتقول العدالة كلمتها الأخيرة.