< مفاجآة علمية: التوحد جزء من التطور البشري
النبأ
رئيس التحرير
خالد مهران

مفاجآة علمية: التوحد جزء من التطور البشري

التوحد
التوحد

اكتشف العلماء أن التوحد قد يكون جزءًا طبيعيًا من التطور البشري، حيث أشارت دراسة جديدة إلى أن ارتفاع معدلات التوحد واضطرابات النمو العصبي الأخرى قد يُعزى إلى كيفية تطور البشر في الماضي.

وشهدت حالات التوحد ارتفاعًا ملحوظًا على مدى عقود، حيث تُقدر منظمة الصحة العالمية أن حوالي طفل واحد من كل 100 طفل مصاب بالتوحد.

وفي حين أن هناك عددًا من العوامل التي يُنظر إليها على أنها وراء زيادة الحالات، لا يزال الخبراء غير متأكدين مما إذا كانت الزيادة ناتجة أيضًا عن الإفراط في التشخيص أو ما إذا كان المزيد من الأطفال مصابين بهذه الحالة.

لكن الآن، يقول باحثون أمريكيون إن الانتقاء الطبيعي ربما يكون قد أدى إلى ظهور جينات مرتبطة بمرض التوحد، حيث تتضمن السلوكيات المرتبطة بهذا الاضطراب عمومًا سمات معرفية فريدة لدى البشر.

وفي دراسة نُشرت في مجلة "علم الأحياء الجزيئي والتطور"، اكتشف خبراء من جامعة ستانفورد أن أكثر أنواع الخلايا العصبية الدماغية وفرةً في الطبقة الخارجية - والتي تُسمى الخلايا العصبية L2/3 IT - تطورت بسرعة استثنائية لدى البشر مقارنةً بالثدييات الأخرى.

وتضمن هذا التطور السريع انخفاضًا ملحوظًا في تنظيم الجينات المرتبطة بالتوحد والفصام، مما يدعم فرضية أن انخفاض التعبير عن الجينات المرتبطة بالتوحد لدى البشر يزيد من خطر الإصابة به.

ووفقًا للباحثين، شهد هذا التطور المتسارع تغيرات جذرية في الجينات المرتبطة بالتوحد، والتي يُرجَّح أنها كانت مدفوعة بالانتقاء الطبيعي - وهي آلية تطورية يتغير من خلالها النوع بمرور الوقت استجابةً للتغيرات في البيئة، أو التنافس بين الكائنات الحية، ومع ذلك، أضافوا أن سبب استفادة البشر من هذا التغيير لا يزال غير واضح.

أسباب الإصابة بالتوحد

أحد الأسباب المحتملة لذلك هو أن التطور السريع لهذه الجينات المحددة ربما يكون قد أبطأ نمو الدماغ بعد الولادة، مما زاد من القدرة على استخدام اللغة وأنماط التفكير الأكثر تعقيدًا.

وتشير نتائج الدراسة إلى أن بعض التغيرات الجينية نفسها التي تجعل الدماغ البشري فريدًا للغاية، هي التي جعلت البشر أيضًا أكثر تنوعًا عصبيًا.

ويأتي هذا البحث التاريخي في الوقت الذي أثار فيه ترامب موجة من الصدمة الأسبوع الماضي بادعائه أن تناول الباراسيتامول أثناء الحمل يُؤجج أزمة التوحد المتصاعدة.

كما أشارت مجموعة من الدراسات التي حظيت بتغطية إعلامية واسعة إلى وجود صلة محتملة بين استخدام الأم للباراسيتامول وارتفاع معدلات الإصابة بالتوحد أو اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

إلا أن النتائج متضاربة، ويؤكد الخبراء أن أي ارتباط بينهما لا يزال قائمًا على أدلة محدودة للغاية ومتضاربة.

وحثت أحدث دراسة، التي نُشرت الشهر الماضي من قِبل باحثين في مستشفى ماونت سيناي في نيويورك وكلية الصحة العامة بجامعة هارفارد، النساء على تناول الباراسيتامول أثناء الحمل فقط بناءً على نصيحة الطبيب - على الرغم من إقرار المؤلفين بأن الأدلة ليست قاطعة.

وحثوا الأمهات الحوامل على استخدام الباراسيتامول باعتدال، وتناول أقل جرعة فعالة فقط لأقصر فترة ممكنة، لكنهم أكدوا أن نتائجهم لم تثبت أن الدواء يسبب التوحد أو غيره من اضطرابات النمو العصبي بشكل مباشر.