< لماذا يزيد الذكاء الاصطناعي من احتمالية الكذب؟
النبأ
رئيس التحرير
خالد مهران

لماذا يزيد الذكاء الاصطناعي من احتمالية الكذب؟

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

كشفت دراسة جديدة أن الناس يشعرون براحة أكبر عند استخدام الذكاء الاصطناعي، ورغم ذلك فالناس أكثر عرضة للخداع عند استخدامهم للذكاء الاصطناعي.

ووجد العلماء أنه عندما يُفوض الناس مهامًا أو يُعطون أوامر لتقنيات الذكاء الاصطناعي، فإن غالبيتهم يشعرون بالراحة عند توجيهه للكذب.

وهو ما يعني أنه يجب أن نفكر مليًا في كيفية، ومتى، وكيف نستخدم الذكاء الاصطناعي في المجالات عالية المخاطر مثل المالية، والصحة، والتعليم، والأعمال التجارية، خاصةً وأن تصرفات الأفراد قد تكون لها عواقب وخيمة على الآخرين والمجتمع ككل.

وإذا تمكن الناس من الغش في امتحان في كلية الطب، أو إدارة الأعمال، أو الحقوق، فإنهم لا يتعلمون المهنة بشكل صحيح فحسب، بل هم أيضًا أكثر عرضة لإيذاء الآخرين من خلال تقديم نصائح قانونية أو طبية أو تجارية خاطئة.

وركز البحث، الذي أُجري على 13 دراسة وشارك فيه أكثر من 8000 مشارك، على كيفية إعطاء الناس التعليمات للذكاء الاصطناعي.

ووجد أن حوالي 85% من الناس يكذبون، على الرغم من أن 95% منهم كانوا صادقين عندما لم يكونوا يتعاملون مع الآلات.

وبالتالي فاستخدام الذكاء الاصطناعي يخلق مسافة أخلاقية مناسبة بين الناس وأفعالهم، فقد يدفعهم إلى طلب سلوكيات لا يمارسونها بالضرورة بأنفسهم، ولا قد يطلبونها من بشر آخرين.

تفاصيل الدراسة

استخدم العلماء "مهمة رمي النرد" الشائعة، حيث يراقب المشاركون نتيجة رمي النرد ويُبلغون عنها، ويحصلون على أجر أعلى مقابل كل رمية أعلى، حيث حلل الباحثون ما يحدث عندما يُفوض الناس مهمة الإبلاغ عن الرمية إلى الذكاء الاصطناعي.

وفي إحدى الحالات، طُلب من المشاركين تحديد أولوية للذكاء الاصطناعي على مقياس من سبع درجات، من "تعظيم الدقة" إلى "تعظيم الربح"، وانخرط حوالي 85% من المشاركين في ممارسات غير نزيهة، وطلب ما بين ثلث ونصف المشاركين من الذكاء الاصطناعي الغش إلى أقصى حد.

كما طُلب من المشاركين أداء المهمة دون تدخل الآلة، حيث أبلغ جميع المشاركين تقريبًا عن رمي النرد بصدق.

وتُظهر الأبحاث السابقة أن الناس يميلون أكثر إلى الكذب عندما يتمكنون من النأي بأنفسهم عن العواقب. وجاء في الدراسة الجديدة: "يصبح من الأسهل ثني أو كسر القواعد عندما لا يراقب أحد - أو عندما يقوم شخص آخر بذلك".

وتُظهر الدراسة الجديدة أن الناس أكثر استعدادًا للانخراط في سلوك غير أخلاقي عندما يتمكنون من تفويضه إلى... الآلات - خاصةً عندما لا يكون عليها التصريح بذلك صراحةً، وتُظهر النتائج بوضوح أننا بحاجة ماسة إلى تطوير الضمانات التقنية والأطر التنظيمية.

ولكن الأهم من ذلك، أن المجتمع بحاجة إلى مواجهة معنى مشاركة المسؤولية الأخلاقية مع الآلات.