حظر التدخين بالتشريعات الحكومية.. هل يُفيد؟

يُعدّ التدخين سبب رئيسي للوفاة التي يُمكن الوقاية منها، ففي بريطانيا على سبيل المثال، يُودي التدخين بحياة 40 شخصًا يوميًا، نتيجةً لأمراض القلب المرتبطة به - أي ما يعادل 15 ألف حالة وفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية سنويًا.

وتسعى عدد من دول العالم إلى إقرار مشروع قانون لمنع التبغ والسجائر الإلكترونية من خلال البرلمان دون تأخير - والذي من شأنه أن يُقيّد نكهات السجائر الإلكترونية ويُوقف مبيعات التبغ تدريجيًا لأي شخص وُلد بعد 1 يناير 2009.

ويهدف هذه التشريعات، إلى توسيع المناطق الخالية من التدخين لتشمل خارج المدارس والملاعب والمستشفيات.

تحذيرات سابقة من التدخين

لعقود، حذّر الخبراء من أن تدخين التبغ، الذي يحتوي على أكثر من 7000 مادة كيميائية، بما في ذلك القطران، يمكن أن يُضيّق الشرايين ويُتلف الأوعية الدموية، مما قد يُؤدي مع مرور الوقت إلى أمراض القلب والسكتات الدماغية.

كما أن هذه العادة القاتلة تزيد من ضغط الدم ومعدل ضربات القلب واحتمالية الإصابة بجلطات دموية قاتلة، كما يُطلق التدخين غازات سامة مثل أول أكسيد الكربون، الذي يحل محل الأكسجين في الدم، مما يُقلل من توافر الأكسجين للقلب.

وفي الآونة الأخيرة، أظهرت الأبحاث أن السجائر يمكن أن تُضعف هذا العضو الحيوي وتُزيد من سماكته، مما يُصعّب ضخ الدم المُنقذ للحياة في جميع أنحاء الجسم، وكلما زاد التدخين، تدهورت وظائف قلبه.

كما وُجد أن المراهقين الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية بانتظام أكثر عرضة بثلاث مرات للتدخين في مراحل لاحقة من حياتهم، وفقًا لتقرير صادم نُشر في وقت سابق من هذا العام.

ولطالما أظهرت الأرقام كيف ارتفعت نسبة الشباب الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية بشكل كبير وسط تراجع التدخين التقليدي، حيث يستنشقها الآن أكثر من ثلث الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و18 عامًا بانتظام، ولكن يعتقد الباحثون أن هذه الأجهزة قد تُشكل تهديدًا أسوأ للأطفال مما كان يُعتقد.

حظر التدخين الإلكتروني

يقول الخبراء إن حظر السجائر الإلكترونية التي تُستخدم لمرة واحدة والذي فُرض في يونيو قد يُسهم في هذا الاتجاه، مما يُعرّض مئات الآلاف لخطر الإصابة بالخرف وأمراض القلب وفشل الأعضاء إذا ظلت السجائر الإلكترونية التي تُستخدم لمرة واحدة والتبغ دون قيود.

وحتى الآن، ارتبط التدخين بما لا يقل عن 16 نوعًا مختلفًا من السرطان، بالإضافة إلى أمراض القلب والرئة المختلفة، والعقم، وتكاليف مضاعفات أخرى، مما يُودي بحياة أكثر من 8 ملايين شخص سنويًا، بما في ذلك أكثر من 890 ألف شخص نتيجة استنشاق الدخان السلبي.

ويعود ذلك إلى أن السجائر الإلكترونية تسمح للمستخدمين باستنشاق النيكوتين كبخار يُنتج عن تسخين سائل يحتوي عادةً على مزيج من السموم الضارة والنكهات.

يخشى الخبراء من أن يؤدي ارتفاع نسبة النيكوتين إلى زيادة معدل ضربات القلب وضغط الدم، كما هو الحال لدى المدخنين، مما يؤدي إلى انقباض الأوعية الدموية وإتلاف جدران الشرايين.