< بسبب حجب مواقع إخبارية ومنصات اجتماعية.. جيل «زد» يحرق نيبال
النبأ
رئيس التحرير
خالد مهران

بسبب حجب مواقع إخبارية ومنصات اجتماعية.. جيل «زد» يحرق نيبال

بسبب حجب مواقع إخبارية
بسبب حجب مواقع إخبارية ومنصات اجتماعية.. جيل «زد» يحرق نيبال

أحرق المتظاهرون في نيبال البرلمان ومقار أحزاب ومنازل رئيس البلاد وعدد من الوزراء فيما أعلن رئيس الوزاء الثلاثاء استقالته لمواجهة الأزمة.

وأكد رئيس الوزراء النيبالي، شارما أولي، خلال رسالة وجّهها إلى الرئيس النيبالي، رام شاندرا بودل، أن استقالته أتت نتيجة لحالة الطوارئ في البلاد التي اجتاحتها احتجاجات حاشدة في محاولة منه لتسوية الأزمة السياسية بطريقة دستورية.

وجاء في نص الرسالة حسب صحيفة "هيمالايا تايمز": "نظرًا للوضع الاستثنائي السائد في البلاد ومن أجل تسهيل المزيد من الجهود نحو تسوية سياسية دستورية وحل المشاكل قررتُ الاستقالة من منصب رئيس الوزراء اعتبارًا من تاريخ سريانها... حسب القانون".

وقُتل 16 متظاهرا نيباليا على الأقل، أمس الاثنين، خلال احتجاج عشرات الآلاف على حظر الحكومة مواقع التواصل الاجتماعي في نيبال، مما أثر على الشركات التجارية والسياحة، بينما لم يعد الناس قادرين على التواصل مع أقاربهم في الخارج.

ومنذ يوم الجمعة الماضي، حجبت السلطات النيبالية 26 منصة، قالت إنها غير مسجلة، من بينها مواقع التواصل الاجتماعي الشهيرة واتساب، وفيسبوك، وإنستغرام، وتيك توك، ويوتيوب، وإكس، وريديت، و"لينكد إن"، وبينترست، وسيغنال، الأمر الذي أثار غضب المواطنين الذين طالبوا برفع الحظر ومكافحة الفساد.

ونزل الآلاف إلى الشوارع في العاصمة كاتماندو، حيث واجهتهم الشرطة النيبالية بالرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع ومدافع المياه والهراوات، في حين اخترق المحتجون الحواجز وحاولوا اقتحام مبنى البرلمان، وأفادت وسائل إعلام محلية بأن الشرطة استخدمت الذخيرة الحية ضد المتظاهرين.

وأعلنت الصحيفة عن مقتل 19 شخصًا وإصابة أكثر من 500 خلال الاحتجاجات التي اجتاحت البلاد بعد أن حجبت الحكومة عددًا من منصات التواصل الاجتماعي.

وكان رئيس الوزراء النيبالي قد قدم استقالته، في وقت سابق من اليوم، على خلفية الاحتجاجات الحاشدة التي شهدتها البلاد، نقلًا عن نائبه براكاش سيلوال.

وألغت حكومة نيبال الثلاثاء قيودًا فرضتها يوم 4 سبتمبر (أيلول) على فيسبوك وإنستغرام وواتساب، وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي، التي لم تكن مسجلة في وزارة الإعلام وتقنيات المعلومات.

كما اقتحم متظاهرون منزل رئيس نيبال وأضرموا النيران فيه، وذلك وفقًا لما ذكرته قناة "إن دي تي في". وعرضت القناة فيديو من وسائل التواصل الاجتماعي يظهر محتجين وهم يقومون بأفعال تخريبية في المنزل.

وفي وقت سابق، ووفقًا لموقع "نيبال نيوز"، أشعل المتظاهرون النيران في منازل عدد من السياسيين في العاصمة النيبالية كاتماندو، بما في ذلك منزل بوشبا كمال داهال الذي يرأس الحزب الشيوعي النيبالي (الوسط الماوي)، ومنزل وزير الإعلام وتقنيات المعلومات بريثفي سوبا غورونغ، ومنزل وزير الداخلية راميش ليخاك، الذي استقال من منصبه على خلفية الاحتجاجات في البلاد.

وتجمع المتظاهرون الثلاثاء مجددًا أمام مبنى البرلمان النيبالي في كاتماندو وقاموا بإشعال الإطارات وقطع الطرق مطالبين باستقالة الحكومة، بينما فرضت السلطات حظر تجول، نقلا عن وكالة "تاس" الروسية.

والاثنين، خرج آلاف المتظاهرين الشباب في احتجاج أُطلق عليه تسمية "ثورة الجيل زد" في العاصمة النيبالية، وعارض المشاركون في الاحتجاج قرار الحكومة بحظر عمل وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات المراسلة، وطالبوا بإنهاء الفساد.

وذكرت قناة "إنديا اليوم" أن عناصر حفظ النظام استخدموا الأسلحة الخفيفة ومدافع المياه والغاز المسيل للدموع، وقُتل 19 شخصًا وأصيب أكثر من 100 آخرين، حيث جرت الاحتجاجات في عدد من المدن الكبرى في نيبال.

وأفادت تقارير إعلامية بأنه تم إجلاء مسؤولين حكوميين من العاصمة النيبالية بطائرات هليكوبتر عسكرية، عقب إشعال متظاهرين النار في منازل رئيس البلاد ورئيس وزرائها الحالي ورئيس وزراء سابق

وذكرت وكالة "رويترز" أن الحكومة رفعت الحظر عن منصات التواصل بعد أن تحولت المظاهرات إلى أعمال عنف، عندما أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي على محتجين حاولوا اقتحام البرلمان يوم الاثنين.

وتعد هذه الاضطرابات الأسوأ منذ عقود في البلد الفقير الواقع بين الهند والصين، والذي يعاني من اضطرابات سياسية وأزمات اقتصادية منذ احتجاجات عام 2008 التي أطاحت بالنظام الملكي.

شهود عيان قالوا لـ "رويترز" إن المحتجين أشعلوا إطارات وألقوا الحجارة على قوات مكافحة الشغب، بينما لاحق بعضهم عناصر الشرطة في الأزقة الضيقة. وتصاعد دخان أسود كثيف في سماء العاصمة، فيما انتشرت مقاطع مصورة على الهواتف تُظهر المواجهات. وأفادت وسائل إعلام محلية بأن منازل بعض السياسيين أُحرقت، وأن وزراء نُقلوا بمروحيات عسكرية، بينما لم تتمكن "رويترز" من التحقق من صحة هذه المعلومات.

 

وقال أحد المحتجين ويدعى روبين سريستا لـ "رويترز": "نقف هنا من أجل مستقبلنا.. نريد بلدًا خاليًا من الفساد، حيث يمكن للجميع الوصول إلى التعليم والمستشفيات والخدمات الطبية، من أجل مستقبل مشرق".

المنظمون وصفوا الاحتجاجات بأنها "انتفاضة الجيل زد"، تعبيرًا عن إحباط واسع بين الشباب من عجز الحكومة عن مكافحة الفساد وتوفير فرص اقتصادية. وأشار محتجون في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى "رويترز" إلى أن القرار جاء ردًا على الانتقادات عبر الإنترنت لأسلوب حياة "أبناء وبنات السياسيين والموظفين الفاسدين".

وجيل زد هو الجيل، الذي يقع مواليده بين أعوام 1997 و2012، وهو أول جيل لم تتسنَّ له الفرصة أن يعرف العالم بلا إنترنت، ومن أبرز سماتهم أنهم الجيل الرقمي الأصلي (Digital Natives) الذين نشأوا مع الإنترنت والتكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي، مما جعلهم ماهرين في استخدام الأدوات الرقمية ومرتبطين بها بشكل عميق، كما أنهم يتميزون بالوعي بالقضايا الاجتماعية والحياة الصحية، ويتأثرون بشكل كبير بالمحتوى والتفاعلات على وسائل التواصل الاجتماعي.

ووفقًا لموقع "mckinsey" فإن التسمية "Gen Z" هي امتداد للتسميات التاريخية للأجيال التي سبقتهم واختصارا لـ Generation z، مثل "Gen X" و"Gen Y" (المعروف أيضًا بجيل الألفية)، أُطلق عليهم هذا الاسم بهدف تصنيفهم اجتماعيًا وديموغرافيًا بناءً على السمات الثقافية والتكنولوجية المشتركة التي تميزهم.

ومن أهم سمات Gen Z هو ارتباطهم الوثيق بالتكنولوجيا، فهم يستخدمون الإنترنت للحصول على المعلومات، والتفاعل مع الآخرين، وحتى تحقيق دخل من خلال منصات مثل "يوتيوب" و"تيك توك" وغيرها من المنصات الرقمية.

معلومات عن نيبال

  • الاسم: جمهورية نيبال الديمقراطية
  • الاسم المختصر: نيبال
  • العاصمة: كتماندو
  • اللغة: النيبالية (رسمية)، وعشرات من اللغات القومية الأخرى
  • النظام السياسي: جمهوري
  • تاريخ النشأة: 21 ديسمبر/كانون الأول 1768
  • العملة: روبي نيبالي.
  • الموقع: تقع نيبال في جنوب شرق آسيا بين الهند والصين
  • المساحة: 147.181 كيلومترا مربعا
  • الموارد الطبيعية: الكوارتز، الحديد، النحاس، الأخشاب، المياه
  • المناخ: بارد معظم فترات السنة خاصة في المرتفعات.
  • التعداد: 30.986.975 نسمة (تقديرات يوليو/تموز 2014)
  • نسبة النمو: 1.82% (تقديرات 2014)
  • التوزيع العرقي: 15.5% شيتري، 12.2% براهمان هيل، 7.1% ماكار، 5.8% تامانغ، 5% نوار، بالإضافة إلى مجموعات أخرى
  • الديانة: 81.3% هندوس، 9% بوذيون، 4.4% مسلمون، 3.1% كيرانت، فضلا عن ديانات أخرى.