< حالة معوية غامضة قد تؤدي إلى الزهايمر
النبأ
رئيس التحرير
خالد مهران

حالة معوية غامضة قد تؤدي إلى الزهايمر

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

تشير دراسة جديدة إلى أن مفتاح الكشف الاضطرابات العصبية التنكسية الشائعة، مثل الزهايمر وباركنسون، يكمن في الأمعاء وليس في الدماغ.

ووجد العلماء أن من يعانون من مشاكل هضمية شائعة، بما في ذلك نقص الفيتامينات والتهاب الأمعاء، أكثر عرضة لمشاكل الذاكرة المزعجة المرتبطة بمرض الزهايمر وباركنسون.

ولطالما أظهرت الأبحاث أن التهاب الأمعاء يمكن أن يُسبب مجموعة من المضاعفات الصحية، بما في ذلك مشاكل في نشاط الدماغ.

وأجرى الخبراء مؤخرًا، دراسة حول تأثير مختلف الحالات الهضمية والاستقلابية، مثل داء السكري، على مرضي الزهايمر وباركنسون، اللذين يُسببان تدهورًا إدراكيًا بسبب موت الخلايا العصبية في الدماغ.

ويُعد الزهايمر السبب الرئيسي للخرف، ورغم أنه غير قابل للشفاء حتى الآن، إلا أن التشخيص المبكر يُعدّ بالغ الأهمية لتحقيق نتائج أفضل، حيث يُمكن للعلاجات أن تُخفف الأعراض وتُبطئ تفاقم المرض. 

تفاصيل الدراسة

قال الباحثون: إن فهم العلاقة بين اضطرابات محور الأمعاء والدماغ والتنكس العصبي يُمكن أن يُوفر رؤى قيّمة حول التدخلات العلاجية، مع آثار كبيرة على الوقاية من الأمراض وعلاجها.

وفي هذه الدراسة، أجرى الخبراء أكبر تحليل للبنوك الحيوية حتى الآن لتقييم كيفية تأثير الاضطرابات التي تُؤثر على اتصال الأمعاء بالدماغ على خطر الإصابة بمرضي الزهايمر وباركنسون.

وحدد الباحثون 155 تشخيصًا مُتعلقًا باضطرابات الأمعاء والتمثيل الغذائي، ووجدوا أن عددًا من المشاكل الغذائية والجهاز الهضمي مُرتبط بزيادة خطر الإصابة بمرضي الزهايمر و/أو باركنسون.

ومن الجدير بالذكر أنهم وجدوا أن الأشخاص الذين يُعانون من أمراض القولون العصبي (IBD) - مثل داء كرون أو التهاب القولون التقرحي - أو ارتجاع المريء، أو داء السكري، أو متلازمة القولون العصبي (IBS) - كانوا أكثر عُرضة للإصابة بمرض الزهايمر في مراحل لاحقة من العمر.

وبالمثل، فيما يتعلق بمرض باركنسون، وُجد أن من يعانون من مشاكل هضمية مثل متلازمة القولون العصبي، أو مشاكل هرمون البنكرياس - كتلك التي تُلاحظ في مرض السكري - أو من يعانون من نقص فيتامين ب، أكثر عرضة للإصابة بالمرض.

ووفقًا لتحليل منفصل أجرته مؤسسة باركنسون، تُعد مشاكل الهضم من أكثر أعراض مرض باركنسون شيوعًا، حيث يُصيب الإمساك ما يصل إلى 70% من المرضى.

ويقول الخبراء إن هذا العرض غالبًا ما يبدأ قبل ظهور تأخر الحركة وغيرها من العلامات المبكرة للمرض، حيث خلص باحثو الدراسة الحالية إلى أن عوامل الخطر هذه قد تظهر قبل ظهور الأعراض بمدة تصل إلى 15 عامًا.

ومع ذلك، لاحظ الباحثون أن التشخيصات المتزامنة للحالات التي تؤثر على الاتصال بين الأمعاء والدماغ لا يبدو أنها تؤثر على إمكانية التنبؤ بمرض الزهايمر أو باركنسون بقدر ما تؤثر متغيرات أخرى مثل العوامل الوراثية.

يأتي هذا في الوقت الذي تُظهر فيه الدراسات أن مرضي باركنسون والزهايمر آخذان في الارتفاع، حيث يُعتقد أن أكثر من 400 مليون شخص حول العالم مصابون بهما.

وقدّر تحليل حديث أجرته جمعية الزهايمر التكلفة الإجمالية للخرف بـ 42 مليار جنيه إسترليني سنويًا، وتتحمل الأسر العبء الأكبر.