< سرقة "شنطة فاضية" تكشف مافيا التوك توك في المعصرة
النبأ
رئيس التحرير
خالد مهران

سرقة "شنطة فاضية" تكشف مافيا التوك توك في المعصرة

سرقة شنطة فاضية تكشف
سرقة "شنطة فاضية" تكشف مافيا التوك توك في المعصرة

لم تكن واقعة سرقة حقيبة سفر من سيدة في دائرة قسم شرطة المعصرة مجرد حادث عابر، بل أصبحت عنوانًا لظاهرة آخذة في التوسع داخل الأحياء الشعبية، حيث تحول "التوك توك" من وسيلة مواصلات غير رسمية إلى أداة سهلة وسريعة في جرائم الخطف والسرقة.

بداية الواقعة

البداية جاءت عندما تقدمت سيدة ببلاغ إلى قسم شرطة المعصرة، أفادت فيه بتعرضها لسرقة حقيبة سفر أثناء سيرها بالشارع، بعدما باغتها 4 أشخاص يستقلون توك توك، وقاموا بخطف الحقيبة في لحظات قبل أن يلوذوا بالفرار.

لكن المفاجأة أن الحقيبة كانت فارغة تمامًا، ليكتشف الجناة أنهم لم يحصلوا على أي غنيمة، قبل أن يتم ضبطهم سريعًا بعد جهود مباحث المعصرة التي حددت هويتهم وألقت القبض عليهم.

التوك توك.. وسيلة نقل تحولت إلى أداة جريمة

منذ دخوله مصر في مطلع الألفية الجديدة، انتشر التوك توك بشكل عشوائي في المناطق الشعبية والعشوائية، وأصبح وسيلة انتقال رئيسية للكثير من الأهالي، لكن غياب الترخيص والرقابة حوله إلى وسيلة مثالية للهروب بعد ارتكاب جرائم الخطف والسرقة.

الجناة يستغلون سرعته وصغر حجمه للتحرك في الشوارع الضيقة والفرار بعيدًا عن أعين الأمن، وعدم وجود لوحات معدنية أو بيانات واضحة يُصعّب عملية التتبع، انتشاره الكثيف في مناطق مثل المعصرة، حلوان، والتبين جعله خارج السيطرة بشكل كبير.


جرائم متكررة بنفس الأسلوب

حسب مصادر أمنية، تزايدت خلال الأشهر الماضية البلاغات الخاصة بجرائم السرقة باستخدام التوك توك في جنوب القاهرة، غالبية القضايا تتعلق بسرقة حقائب السيدات أو الهواتف المحمولة في الشوارع الجانبية.

كما تشير التحريات إلى أن غالبية المتورطين شباب عاطلون يستغلون التوك توك في تكوين "عصابات صغيرة" تنفذ جرائم سريعة وتعتمد على تقسيم الأدوار: قائد التوك توك، المنفذ، والمراقب.

جهود أمنية وتشريعية

الأجهزة الأمنية في أقسام مثل المعصرة وحلوان تكثف الحملات لضبط المركبات المخالفة وملاحقة العناصر الإجرامية، لكن الأزمة الأكبر تكمن في غياب تشريع واضح ينظم عمل التوك توك، ويحدد تراخيصه ومساراته.

بعض المقترحات طالبت بفرض تراخيص إجبارية ووضع أرقام معدنية لكل مركبة لتسهيل ضبط المتورطين في الجرائم.


أصوات من الشارع

عدد من الأهالي في المعصرة وحلوان أكدوا أن التوك توك بات يمثل "خطرًا يوميًا" على المارة، خاصة السيدات وكبار السن، البعض يطالب بتحديد خطوط سير رسمية، بينما يرى آخرون أن الحل يكمن في بدائل مواصلات آمنة ومنظمة.

رغم أن واقعة "شنطة السفر الفاضية" بدت كوميدية في تفاصيلها، إلا أنها تعكس مأساة حقيقية يعيشها الشارع المصري يوميًا. فالتوك توك لم يعد مجرد وسيلة نقل، بل تحول إلى وسيلة في يد الخارجين عن القانون، وبينما تتحرك الأجهزة الأمنية للحد من الظاهرة، يبقى السؤال: هل تكفي الحملات الأمنية وحدها؟ أم أن الأزمة تحتاج إلى تدخل تشريعي ومجتمعي شامل يضع حدًا لفوضى التوك توك في مصر؟