المؤبد لـ4 متهمين قتلوا شابًا بدار السلام عمدًا مع سبق الإصرار

في حكم رادع انتظرته أسرة المجني عليه "محمود أشرف محمود العسوي"، أسدلت محكمة جنايات القاهرة الستار على واحدة من أبشع جرائم القتل التي شهدتها منطقة دار السلام، بمعاقبة أربعة متهمين بالسجن المؤبد، بعد إدانتهم بقتل الشاب عمدًا مع سبق الإصرار والترصد.
البداية.. مشادة تحولت إلى جريمة
تفاصيل المأساة تعود إلى 11 ديسمبر من العام الماضي، حين نشبت مشادة كلامية بين المجني عليه والمتهم الأول "محمد بدر الدين الحسن" (22 سنة – حلاق)، ولم تكد لحظات تمر حتى تحولت المشادة إلى مشاجرة بالأيدي أمام أعين المارة، وتدخل بعض الأهالي لفض النزاع، فانصرف المتهم الأول، لكنه لم ينسَ ما حدث.
عاد بعد فترة قصيرة، ولكن هذه المرة لم يكن بمفرده، واصطحب شقيقه "حسن بدر الدين" (25 سنة – عامل)، وخالهما "مصطفى أحمد" (49 سنة – مساعد شرطة بقسم مصر القديمة)، ومعهم أبن خالهم "مروان مصطفى" (19 سنة – عاطل). وكان الأربعة يحملون أسلحة بيضاء أعدوها مسبقًا، قاصدين التخلص من المجني عليه.
شهادة الشهود
والده، أشرف العسوي، أكد أن المتهم الأول عاجل نجله بطعنة نافذة في الرأس، ثم تبعه المتهم الثالث بطعنة في الظهر، قبل أن يجهز عليه الرابع بطعنة استقرت في صدره، فسقط غارقًا في دمائه، الشاهد مروان أحمد صلاح، كاشير، تطابقت شهادته مع أقوال والد المجني عليه، مؤكدًا أن نية المتهمين كانت إزهاق روحه عمدًا، بينما شهد كل من سعيد فؤاد (ميكانيكي) ومحمد حنفي (موظف) ومحمد جمال (سائق)، بما يؤكد السيناريو الدموي ذاته، مشاجرة أولى بسيطة، غياب المتهم الأول لبعض الوقت، ثم عودة مدروسة مع شركائه مسلحين ومصممين على القتل.
التحريات: اتفاق مسبق على القتل
تحريات العقيد أحمد رضوان، رئيس مباحث قسم شرطة دار السلام، جاءت كاشفة لخطورة ما حدث، "المتهم الأول بيت النية وعقد العزم على قتل المجني عليه، واستنصر بباقي المتهمين الذين حضروا حاملين أسلحة بيضاء، وما إن ظفروا به حتى انهالوا عليه بالطعنات، قاصدين من ذلك قتله والخلاص منه".
ضبط المتهمين والأسلحة
وبناءً على البلاغ، تمكنت قوة مباحث دار السلام من ضبط المتهمين الثلاثة الأوائل، وبحوزتهم السلاح الأبيض المستخدم، فيما ظل الرابع هاربًا قبل أن يسقط لاحقًا في قبضة الأمن، وبمواجهتهم، أقروا بارتكاب الواقعة.
الطب الشرعي.. الحقيقة العلمية
التقرير الطبي الشرعي وضع النقاط على الحروف، مؤكدًا جرح رضي بفروة الرأس، وجرح طعني بالظهر أحدث قطعًا بغشاء التامور والقلب، جرح طعني بالصدر من الناحية اليسرى.
وأكد التقرير أن الإصابات الطعنية حيوية وحدثت من جسم صلب ذو حافة حادة (سكين)، وأن الوفاة جاءت نتيجة النزيف الدموي والصدمة النزيفية غير المرتجعة.
كاميرات المراقبة.. شاهد صامت
لم تقتصر الأدلة على الشهادات والتقارير، فقد كشفت النيابة عن وجود تسجيلات لكاميرات المراقبة بمحيط مسرح الجريمة، وثّقت لحظة الاعتداء الوحشي على المجني عليه، مؤكدة بما لا يدع مجالًا للشك صحة أقوال الشهود والتحريات.
كلمة الفصل
أمام هذه الأدلة الدامغة، أصدرت محكمة جنايات القاهرة حكمها بالسجن المؤبد على المتهمين الأربعة، بعد إدانتهم بقتل محمود أشرف عمدًا مع سبق الإصرار، وحيازة وإحراز أسلحة بيضاء دون مسوغ قانوني.
النهاية.. عدالة منصفة
بين دموع الأب المكلوم وأنات الأسرة المفجوعة، جاء الحكم ليؤكد أن يد العدالة لا تتوانى عن الاقتصاص من الجناة، وأن جرائم الثأر والانتقام مهما كان دافعها لن تمر دون حساب.