< من ملاهي رومانيا إلى قاعات التحقيق.. القصة الكاملة لسقوط نورا دانيال
النبأ
رئيس التحرير
خالد مهران

من ملاهي رومانيا إلى قاعات التحقيق.. القصة الكاملة لسقوط نورا دانيال

القصة الكاملة لسقوط
القصة الكاملة لسقوط نورا دانيال في قبضة الأمن

أثار ضبط الراقصة نورا دانيال جدلًا واسعًا بعد أن وقعت في قبضة قوات الأمن عقب نشرها محتوى خادش للحياء عبر منصات التواصل الاجتماعي، لتتصدر قضيتها المشهد العام وتفتح الباب أمام التساؤلات حول رحلتها المثيرة من الشهرة إلى السقوط.

نشأتها وبدايتها الفنية

وُلدت نورا دانيال في ديسمبر عام 1998 لأب مصري وأم إيطالية. ومنذ طفولتها أبدت اهتمامًا ملحوظًا بفن الرقص، حيث بدأت ممارسة الرقص الغربي في سن السابعة عشرة. ومع مرور الوقت، استطاعت أن تفرض نفسها في الأوساط الفنية الأوروبية بفضل موهبتها واحترافها.

بدأت مسيرتها الاحترافية في أحد الملاهي الليلية برومانيا، حيث حققت شهرة سريعة وجذبت الأنظار بفضل مهاراتها المميزة. هذا النجاح ساعدها على الانتقال إلى مصر عام 2019 لتجربة الرقص الشرقي، المجال الذي ظل حلمًا يراودها.
وشاركت نورا في مسابقة للرقص الشرقي فور قدومها إلى مصر، وتمكنت من الفوز بالمركز الثاني، ما فتح لها أبواب الشهرة عربيًا ودوليًا. وفي العام التالي، أعادت المشاركة في نفس المسابقة لتحصد المركز الثالث، الأمر الذي عزز من حضورها على الساحة الفنية. ووسعت نطاق عروضها لتشمل عدة دول أوروبية وعربية، ليصبح اسمها واحدًا من أبرز الأسماء في مجال الرقص الشرقي بين الراقصات الأجنبيات.
انتقلت نورا لاحقًا إلى مقاطعة بادوفا شمال إيطاليا، حيث التحقت بأحد أكبر النوادي الليلية الأوروبية، واستمرت في صقل مهاراتها بالرقص الشرقي، بجانب ما اكتسبته سابقًا من خبرة في الرقص الغربي. ومع ذلك، كان شغفها الأكبر يظل مرتبطًا بالرقص الشرقي، الذي تعلمت تفاصيله على يد أساتذة بارزين في مصر، ما مكنها من إتقان أنماط متنوعة، بينها الرقص العصري والصعيدي، ومنحها شعبية واسعة بين الجمهور العربي.

انتقادات ومحتوى خادش

رغم نجاحها وشهرتها، لم تخلُ مسيرة نورا من الجدل. فقد تعرضت لانتقادات حادة بسبب نشرها مقاطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي ظهرت فيها بملابس اعتُبرت خادشة للحياء، وبإيحاءات وصفت بأنها غير لائقة. وأشارت التحقيقات لاحقًا إلى أن الهدف من نشر هذه المقاطع كان جذب أكبر عدد من المشاهدات وتحقيق أرباح مالية من المنصات.
مع تصاعد الجدل، باشرت الإدارة العامة لحماية الآداب بقطاع الشرطة المتخصصة تحرياتها، وتوصلت إلى معلومات دقيقة تثبت تورط نورا في نشر محتوى غير لائق عبر الإنترنت. وبناءً على ذلك، جرى ضبطها في دائرة قسم شرطة العجوزة بمحافظة الجيزة.

وخلال عملية الضبط، عُثر بحوزتها على هاتف محمول يحتوي على أدلة تثبت قيامها بنشر المقاطع المخلة عمدًا. وخلال التحقيقات، اعترفت نورا دانيال بأنها لجأت لنشر تلك الفيديوهات بهدف زيادة نسبة المشاهدات وبالتالي تحقيق أرباح مالية عبر منصات التواصل الاجتماعي، غير أن هذا السلوك جرّ عليها انتقادات واسعة واعتُبر إساءة للفن الشرقي وتاريخه.

وبهذا، تحولت رحلة نورا من راقصة صاعدة حققت نجاحًا محليًا ودوليًا، إلى متهمة تواجه إجراءات قانونية بسبب ممارسات اعتُبرت خارجة عن حدود الفن.