< من منصة القضاء إلى حبل المشنقة.. إسدال الستار على قضية الإعلامية شيماء جمال
النبأ
رئيس التحرير
خالد مهران

من منصة القضاء إلى حبل المشنقة.. إسدال الستار على قضية الإعلامية شيماء جمال

الإعلامية شيماء جمال
الإعلامية شيماء جمال

أسدل الستار على قضية مقتل الإعلامية شيماء جمال بتنفيذ حكم الإعدام في حق الزوج وشريكه، تلك القضية التى دارت أحداثها منذ 3 سنوات، لتنتهي بتنفيذ حكم الإعدام في حق المتهمان الزوج القاضي المعروف أيمن عبد الفتاح حجاج وشريكه حسين الغرابلي، وترصد السطور التالية القصة الكاملة للقضية، من وقت وقوع الجريمة حتى تنفيذ حكم الإعدام.

تفاصيل مثيرة شهدتها القضية

القضية شهدت تفاصيل كثيرة ومثيرة بداية من رحلة زواج القاضي من الإعلامية الراحلة  شيماء جمال سرا، والخلافات التي نشبت بينهما بعد الزواج رغبة من الزوجة في إعلان زواجهما، الأمر الذي قبل بالرفض من المتهم، ونشبت على إثرها مشاجرة بينهما، أكدتها نجلتها البالغة من العمر 11 عاما، أمام النياية العامة، بإنّها سمعت مشادة كلامية حادة بين والدتها وزوجها، هددته والدتها بأنّها ستعلن زواجهما رسميًا عبر "فيسبوك" إذا لم يبادر هو بذلك، وأمهلته حتى شهر أغسطس قبل أن تضطر لإعلان الزواج بنفسها ونشر الوثيقة عبر حسابها.

فقرر القاضي التخلص من زوجته، وقام بإستدراجها من أمام أحد المولات الشهيرة بمدينة السادس من أكتوبر، إلى مزرعة بمنطقة أبو صير بالبدرشين جنوب محافظة الجيزة، بحجة حل الخلافات بينهما، وإنه سوف يمنحها تلك المزرعة، وما أن دلفت إلى المزرعة وجلسا داخل الاستراحة فطلب من المتهم الثاني  بعمل كوب شاي، فا قام بالتعدي عليها بالضرب بجسم سلاح ناري طبنجة مرخصة افقدها توازنها وقاما الإثنين بكتم أنفاسها حتى فارق الحياة.

وبمساعدة المتهم الثاني الغرابلي قاما بدفنها داخل حفرة، تم اعدادها مسبقا للتخلص من الجثة واشعلا النار في الجثة لطمس معالمها.

بلاغ أسرة المجني عليها للأجهزة الأمنية 

بدأت الجريمة تتكشف شيئآ فا شئ، بعدما تقدمت أسرة المجني عليها شيماء جمال، ببلاغ للأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة، بإختفائها في ظروف غامضة.

خطة بحث أجهزة الأمن بمديرية أمن الجيزة 

فابدأت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة، بوضع خطة بحث محكمة، كشفتها كاميرات المراقبة، وكان أخر ظهور للمجني عليها أمام أحد المولات بمنطقة السادس من أكتوبر، بصحبة الزوج أيمن حجاج الذي اقتادها إلى مزرعة  بمنطقة أبو صير بدائرة مركز البدرشين جنوب محافظة الجيزة.

ومن هنا بدأت الشكوك تحوم حول قيام الزوج باستدراج المجني عليها إلى المزرعة والتخلص منها، ليتمكن فريق البحث من تحديد المتهمان في الواقعة الزوج وشريكه المدعو حسين الغرابلي.

ضبط المتهم الثاني 

وبتقنين الإجراءات تمكنت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة من ضبط المتهم الثاني في الواقعة،الذي أعترف أمام جهات التحقيق بارتكابهما الجريمة، وأنه ساعد المتهم الأول في ذلك، وأرشد عن مكان دفن جثة الإعلامية شيماء جمال داخل مزرعة تم استأجارها مسبقا لتنفيذ الجريمة والتخلص منها.

ضبط المتهم الرئيسي في الواقعة 

وبتتبع خط سير المتهم الرئيسي في الواقعة الذي استقر به الامر للهروب والتخفي بمحافظة السويس، وبتقنين الإجراءات تمكنت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة، بالتنسيق مع مديرية أمن السويس، من ضبط القاضي أيمن عبد الفتاح حجاج، واقتياده إلى ديوان عام قسم شرطة البدرشين.

أقوال المتهم أمام النيابة العامة 

تم إحالته المتهم إلى النيابة العامة التي باشرت التحقيقات، وقال المتهم أمام النيابة أنّه اصطحب شيماء إلى مزرعة في منطقة أبو صير بالبدرشين، والتي كان قد اشتراها بنيّة مصالحتها والاتفاق على الطلاق، مقدمًا المزرعة كهدية مقابل إنهاء العلاقة وديًا، مشيرا بأنّها رفضت العرض، وبدأت بالصراخ ومحاولة الاعتداء عليه بسكين داخل استراحة المزرعة، ما دفعه – حسب زعمه – لقتلها نتيجة انفعال لحظي.

تناقض أقوال المتهم تكشفها النيابة العامة 

وكشفت تحقيقات النيابة، تناقض واضح في أقوال المتهم، حيث تبيّن أنّ المزرعة الكائنة بمنطقة أبو صير، والتي عُثر فيها على جثمان المذيعة شيماء جمال، لم تكن مملوكة له كما ادعى بل كانت مستأجرة، وأنّ المتهمين خططا مسبقًا للجريمة بهدف التخلص من المجني عليها.

طالبت النيابة العامة، في مرافعتها أمام محكمة جنايات جنوب الجيزة، بتطبيق أقصى العقوبة على المتهمين، حيث قال ممثل النيابة إنّ كلمة السر في ارتكاب جريمة قتل شيماء جمال هي «اعمل لنا شاي يا حسين» إشارة لبدء تنفيذ الجريمة، وتغفيل المتهمة من أجل الانقضاض عليها وقتلها.

وأضاف ممثل النيابة أنّ المتهم الأول سدد للمجني عليها ضربات وجسم عليها وأطبق على عنقها، وعاد إليه المتهم الآخر وشل مقاومتها ومحاولاتها المستميتة لتنفس الهواء، مشيرًا إلى أنّ المتهمين اشتريا أدوات لحفر القبر، وأعدّا مسدسا وقطعة قماشية لإحكام قتل المجني عليها وشل مقاومتها، وسلاسل وقيود حديدية لنقل الجثمان إلى القبر بعد قتلها، ومادة حارقة لتشويه معالمه قبل دفنه.

أقوال شهود الإثبات

أقامت النيابة العامة الدليل على المتهمين من شهادة 10 شهود بينهم صاحب المتجر الذي اشترى منه المتهمان أدوات الحفر والمادة الحارقة لاستخدامها في قتل المجني عليها، معتمدة على إقرارات المتهميْنِ تفصيلًا في التحقيقات، والتي استهلت بإرشاد المتهم الثاني «الغرابلي» عن مكان الجثمان بالمزرعة وبيانه تفصيلات الجريمة، ثم إقرار المتهم الأول «حجاج» عقب ضبطه بارتكابه واقعة القتل.

تقرير الصفة التشريحية للجثة 

وكشفت نتائج تقرير الصفة التشريحية الصادر عن مصلحة الطب الشرعي عن أنّ وفاة المجني عليها نتجت عن كتم النفس والضغط الشديد على عنقها، ما أدى إلى انسداد المسالك الهوائية، وهو ما يتفق مع رواية النيابة العامة حول كيفية ارتكاب الجريمة وتوقيتها.

وشملت الأدلة ضد المتهمين تطابق البصمات الوراثية الخاصة بهما مع الآثار التي وُجدت على القطعة القماشية المستخدمة في تنفيذ الجريمة والتي عُثر عليها بجوار جثمان الضحية.

وأثبتت التحقيقات تواجد الشرائح الهاتفية التي استخدمها المتهمان والمجني عليها يوم الواقعة داخل النطاق الجغرافي لبرج الاتصالات القريب من موقع المزرعة التي شهدت الجريمة.

حكم المحكمة
 

في جلسة 16 أغسطس 2022 قررت المحكمة إحالة أوراق الزوج المتهم وشريكه للمفتي لاستطلاع رأيه في الحكم بإعدامهما، وفي جلسة 11 سبتمبر نطقت بحكم الإعدام.

رفض الطعن المقدم من المتهمان

في يوليو 2024 قررت المحكمة عدم قبول الطعن من المحكوم عليهم شكلا، وقبول عرض النيابة العامة للقضية وإقرار الحكم الصادر بإعدام المتهمين أيمن حجاج وحسين محمد في اتهامهما بالقتل وتأييد حكم إعدامهما.

تنفيذ الحكم

وبعد صولات وجولات من المحاكمة وتقدم هيئة الدفاع عن المتهمان بالنقض، وفي مطلع العام الجاري، أيدت محكمة النقض الحكم ليصبح باتًا ونهائيًا لا رجعة فيه، لتقوم مصلحة السجون الأسبوع الماضي بتنفيذ الإعدام بحق المتهمين، وتم التنفيذ داخل أحد السجون العمومية بحضور لجنة من النيابة العامة وممثلين عن وزارة الداخلية، وفق الإجراءات القانونية المتبعة.