ما هو التنمر وكيف تتعامل معه الآباء والمدارس؟
وجدت دراسة حديثة أنه عندما يعتقد الآباء أن طفلهم يتعرض إلى التنمر، فإن المدرسة لا توافق في حوالي ثلثي الحالات.
يمكن أن يكون التنمر في المدارس تأثير مدمر على الضحايا، حيث تُظهر الأبحاث أنه يمكن أن يؤدي إلى انخفاض الأداء الأكاديمي، والاكتئاب، والقلق، وحتى السلوك الانتحاري؛ لذا، يُعدّ منع التنمر والحد منه أولوية ملحة للحكومات وكذلك للأسر والمدارس.
ومع ذلك، فإن إحدى العقبات الشائعة أمام معالجة التنمر هي اختلاف الآباء والمدارس في كثير من الأحيان حول ما إذا كان موقف معين يُشكّل تنمرًا.
كما وجدت دراسة أجريت في المدارس النرويجية أنه عندما يعتقد الآباء أن طفلهم يتعرض للتنمر، فإن المدرسة لا توافق في حوالي ثلثي الحالات.
ماذا يعني "التنمر"؟
عند النظر في تعريف التنمر، ليس من المستغرب وجود خلافات، فتحديد التنمر ليس واضحًا تمامًا، ولكن التنمر هو شكل من أشكال العدوان الذي يُؤذي الضحية، ويتكرر حدوثه مع مرور الوقت، وينطوي على نية الإيذاء، وينطوي على اختلال في توازن القوى، حيث يشعر الضحايا بالعجز عن إيقاف المشكلة.
بعد الإبلاغ عن التنمر، ماذا تفعل المدرسة؟
وعندما يُبلغ طالب أو ولي أمر عن تنمر، عادةً ما يكون أول ما تفعله المدرسة هو التحدث مع الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور، ومراقبة التفاعلات بينهم، ومع ذلك، هناك العديد من التحديات في تحديد ما إذا كان السلوك تنمرًا.
أولًا، غالبًا ما يحدث التنمر في غياب البالغين، وغالبًا ما لا يُخبر الطلاب المعلمين، لذا فإن الملاحظة المباشرة ليست ممكنة دائمًا.
ثانيًا، حتى مع وجود المعلم، قد تكون الأشكال الاجتماعية للتنمر خفية للغاية، مثل الابتعاد لإبعاد شخص ما أو استخدام تعبير وجه ساخر، مما يسهل التغاضي عنه.
ثالثًا، قد يكون من الصعب تحديد ما إذا كانت هناك "نية للإيذاء"، إذ قد يدّعي الطلاب المتهمون بالتنمر (عن حق أو خطأ) أنهم كانوا "يمزحون فقط" أو لم يقصدوا الإيذاء أو الإزعاج.
رابعًا، ليس من السهل تحديد مسألة القوة، أو إذا كان الطالب أكبر سنًا أو أضخم جسديًا، أو إذا كان هناك عدة طلاب متورطين في التنمر، فقد يبدو فارق القوة واضحًا.
ولكن عندما تكون القوة مبنية على الشعبية، فقد لا يكون فارق القوة واضحًا، هناك أيضًا حالات قد يتهم فيها الطلاب الآخرين عمدًا بالتنمر لإيقاعهم في مشاكل (وهو ما قد يشكل بحد ذاته تنمرًا).