< صاحبة الـ17 عاما تطعن زوجها في الرقبة بحلوان
النبأ
رئيس التحرير
خالد مهران

صاحبة الـ17 عاما تطعن زوجها في الرقبة بحلوان

مسرح جريمة
مسرح جريمة

في واحدة من أبشع الجرائم التي شهدتها منطقة حلوان، تحولت مشادة بين زوجين إلى جريمة قتل صادمة مساء أمس، بعدما أقدمت فتاة تبلغ من العمر 17 عامًا على طعن زوجها بسكين في رقبته داخل مسكن الزوجية، الكائن أعلى مطعم "أكلة سمك" في شارع محمد سيد أحمد، ثم لاذت بالفرار بعد دقائق من ارتكاب الجريمة.

الزوج، 39 عامًا، يعمل في تجارة الخردة ويقيم بمنطقة التبين، وهو أب لخمسة أبناء من زوجته الأولى. قبل نحو شهر فقط، ارتبط بالمتهمة التي تنحدر من منطقة الحمامات بمدينة العامرية بالإسكندرية، في زواج أثار التساؤلات منذ بدايته بسبب فارق السن الكبير وظروف الفتاة الاجتماعية والعمرية.

لحظات ما قبل الطعنة

في يوم الجريمة، اكتشف الزوج أن زوجته الجديدة تتواصل بشكل مستمر مع خطيبها السابق، ما أدى إلى مشادة حادة بينهما، اتصل على إثرها بشقيقته طالبًا حضورها فورًا بعد أن صارحها بما علمه لكن ما لم يكن في الحسبان، والسكين كانت أسرع من شقيقته.

خلال أقل من ساعة، نفّذت الزوجة ما بدا وكأنه قرارًا مُسبقًا أو فعلًا انتقاميًا، وطعنت زوجها طعنة واحدة فقط في الرقبة، تسببت في وفاته فورًا داخل غرفة نومه.

اعتراف عبر الهاتف

بعد ارتكاب الجريمة، لم تهرب المتهمة في صمت، بل تواصلت مع خطيبها السابق وأبلغته أنها "خلصت على جوزها"، في اعتراف أثار شكوك الأجهزة الأمنية حول وجود تحريض أو تواطؤ محتمل من الطرف الآخر.

وبحسب التحقيقات الأولية، فإن الفتاة كانت تظهر الهدوء والتماسك خلال الأيام السابقة، ما صعّب على المقربين منها توقّع نيتها في ارتكاب جريمة قتل، لكن التحقيقات ما زالت مستمرة لتحديد مدى تورّط أطراف أخرى في الجريمة أو التحريض عليها.

الشرطة والنيابة في المشهد

فور تلقي البلاغ، انتقلت قوة أمنية من رجال مباحث حلوان بقيادة المقدم محمد مجدى رئيس المباحث إلى مكان الحادث، وتم فرض كردون أمني على محيط العقار، ونُقل جثمان المجني عليه إلى مشرحة زينهم تحت تصرف النيابة العامة، التي باشرت التحقيق وطلبت تحريات المباحث.

كما بدأت فرق البحث الجنائي بتفريغ كاميرات المراقبة القريبة من العقار وتتبع خط سير المتهمة الهاربة، وسط أنباء تفيد بمحاولتها الاختباء خارج القاهرة الكبرى، وربما بمحافظة موطنها الأصلي في الإسكندرية.

زواج على الورق.. ونهاية بالدم

تفتح هذه الجريمة الباب أمام تساؤلات قانونية واجتماعية خطيرة: كيف تم هذا الزواج؟ هل هو موثق رسميًا رغم أن الفتاة لم تبلغ السن القانونية؟ هل كان الخطيب السابق طرفًا فاعلًا أو محرضًا؟ وأين كانت الرقابة المجتمعية والأسرية في مثل هذا النوع من الزيجات غير المتكافئة؟


محامٍ متخصص في قضايا الأحوال الشخصية صرح أن مثل هذه الزيجات التي تتم في "الظل" دون توثيق رسمي، تُشكّل خطرًا على الطرفين، وتتحول بسهولة إلى بيئة خصبة للعنف والجريمة.

الشارع يتحدث.. صدمة الأهالي

الجريمة تركت صدمة هائلة في نفوس الأهالي، خصوصًا في شارع محمد سيد أحمد، حيث وقع الحادث فوق مطعم شعبي يرتاده الكثيرون يوميًا.

أحد الجيران قال: "كنا نسمع أن الزوجة صغيرة وبيغير عليها جامد، لكن محدش كان متوقع إن ده يحصل. الحتة كلها مصدومة، والناس مش قادرة تستوعب اللي حصل."

فيما أضاف آخر: "الراجل كان محترم وبيربي أولاده، بس اختار غلط. الجواز ده من أوله كان باين عليه إنه مش طبيعي."

بيت فوق مطعم.. وسكين في العنق

بيت صغير فوق مطعم شعبي.. شهد بداية زواج لم يُكمل شهره، ونهايته كانت أبشع من الخيال. طعنة واحدة أنهت حياة رجل، ودماء سالت تحت سقف وُصف منذ البداية بأنه هشّ.

أما الزوجة القاتلة، فاختارت الهروب والاعتراف لخطيبها السابق، في حلقة لا تزال النيابة تسعى لتفكيكها، القضية لم تُغلق بعد. والتحقيقات مستمرة، لكن المؤكد أن جريمة شارع محمد سيد أحمد بمدينة حلوان ستظل حديث أهالي حلوان لفترة طويلة، ليس فقط لبشاعتها، ولكن لأنها سلّطت الضوء على زواج القاصرات، والضعف المجتمعي، وخطورة الاختيارات غير المحسوبة.