< ترامب يُصعّد من حدة المواجهة النووية مع روسيا بسبب السوشيال ميديا
النبأ
رئيس التحرير
خالد مهران

ترامب يُصعّد من حدة المواجهة النووية مع روسيا بسبب السوشيال ميديا

دونالد ترامب
دونالد ترامب

أبلغ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب روسيا يوم الجمعة بأنه أمر غواصتين نوويتين أمريكيتين بتغيير مسارهما ردًا على تعليقات نشرها الرئيس الروسي السابق على مواقع التواصل الاجتماعي، وكان هذا تصعيدًا علنيًا نادرًا بين القوتين النوويتين العظميين، ولحظة غير عادية من المواجهة في العصر النووي، برزت علنًا وعلى الإنترنت.

ولم يتضح على الفور ما إذا كانت أي من الغواصات الأمريكية قد غيرت مسارها، حيث أحال البنتاغون طلبًا للحصول على مزيد من المعلومات إلى البيت الأبيض.

وكتب ترامب هذه التعليقات ردًا على منشورات الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف على الإنترنت، مستشهدًا بتقارير حول استراتيجية نووية سوفيتية من حقبة الحرب الباردة تُعرف باسم "اليد الميتة"، والمُصممة لنشر الأسلحة النووية حتى في حال مقتل الأفراد المُكلفين بتشغيلها في ضربة أولى. 

ولم تؤكد الحكومة الروسية رسميًا هذه القدرة، ولكن في عام ٢٠١١، ادعى قائد متقاعد لقوات الصواريخ الاستراتيجية الروسية إمكانية إعادة تفعيلها عند الحاجة. في مقالٍ له على موقعه الإلكتروني "تروث سوشيال"، وصف ترامب تصريحات ميدفيديف بأنها "مستفزة للغاية"، وقال إنه اتخذ هذا الإجراء كإجراء احترازي. 

تعليقات ترامب وتهديده

وكتب ترامب: "أمرتُ بنشر غواصتين نوويتين في المناطق المناسبة، تحسبًا لأن تكون هذه التصريحات الحمقاء والمُحرضة أكثر من ذلك". 

وأضاف: "الكلمات بالغة الأهمية، وقد تؤدي في كثير من الأحيان إلى عواقب غير مقصودة، وآمل ألا تكون هذه إحدى تلك الحالات".

وكان ترامب يرد على منشورٍ كتبه ميدفيديف على الإنترنت يوم الخميس، مفاده أن على الرئيس ترامب أن يتذكر أفلام الزومبي، وألمح إلى مدى "خطورة" الرد النووي الروسي. 

وكتب ميدفيديف: "فليتذكر أفلامه المفضلة عن "الموتى السائرون"، وكذلك مدى خطورة "اليد الميتة" غير الموجودة في الطبيعة".

عندما سُئل دونالد ترامب عن سبب أمره بإعادة نشر الغواصات النووية، قال: "وُجّه تهديدٌ ولم نرَ أنه مناسب، لذا عليّ أن أكون حذرًا للغاية؛ لذا أفعل ذلك حرصًا على سلامة شعبنا. لقد وُجّه تهديدٌ من رئيسٍ روسيٍّ سابق، وسنحمي شعبنا".

وكان الخلاف الإلكتروني بين ترامب وميدفيديف، الذي غالبًا ما يُمثّل مُتصيّدًا للكرملين على تويتر، قد تفاقم في وقتٍ سابقٍ من يوم الخميس. 

فبعد أن رفض ميدفيديف مهلة ترامب القصيرة لروسيا للموافقة على اتفاق سلام في أوكرانيا، وانتقده ترامب على موقع "تروث سوشيال"، ونصح ترامب ميدفيديف بـ "الحذر في كلامه"، ووصفه بأنه "رئيسٌ سابقٌ فاشلٌ لروسيا"، وقال إنه "يدخل منطقةً بالغة الخطورة".

وهذه ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها ترامب وسائل التواصل الاجتماعي لإرسال إشارةٍ حول الترسانة النووية الأمريكية. 

ففي ديسمبر 2016، بعد انتخابه رئيسًا لأول مرة، كتب ترامب على تويتر أن الولايات المتحدة "يجب أن تُعزّز وتُوسّع قدراتها النووية بشكلٍ كبير"، وأثارت هذه التعليقات آنذاك مخاوف من أن يُشعل ترامب سباق تسلح جديد بزيادة مخزون الولايات المتحدة من الأسلحة النووية، الذي خُفِّضَ بموجب اتفاقيات الحد من التسلح مع روسيا بعد نهاية الحرب الباردة. 

واقترح ترامب زيادة الإنفاق على القوات النووية، إلا أن العدد الإجمالي للرؤوس الحربية الأمريكية انخفض منذ أن بلغ ذروته في أواخر الستينيات، وظلّ ثابتًا إلى حد كبير في السنوات الأخيرة.