مجزرة في الفاشر.. سقوط 15 مدنيًا بنيران الدعم السريع وسط محاولات لإفراغ المدينة

تواصل مدينة الفاشر في شمال دارفور التعرّض لهجمات متكررة من قبل قوات الدعم السريع، في وقت تصاعدت فيه الدعوات لإخلاء المدينة من سكانها. الهجوم الأخير
أسفر عن مقتل 15 مدنيًا خلال محاولتهم مغادرة المدينة، ما أثار موجة من الغضب والاتهامات بتحويل الممرات الآمنة إلى مصائد للموت.
كشفت مصادر صحفية، أنه قُتل 15 مدنيًا على الأقل، السبت، بنيران قوات الدعم السريع أثناء مغادرتهم مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، تلبية لدعوات من قادة في تحالف "تأسيس" لإخلاء المدينة باعتبارها منطقة نزاع.
اتهمت مصادر محلية قوات الدعم السريع بإطلاق النار على المدنيين أثناء محاولتهم الوصول إلى منطقة "قرني" غرب الفاشر، حيث كانت مقررة كنقطة تجميع تمهيدًا لنقلهم إلى مناطق كورما وطويلة، الواقعتين تحت سيطرة حركات مسلحة موالية للدعم السريع.
أكدت المصادر أن بعض الشباب تم أسرهم بتهمة التعاون مع الجيش والقوة المشتركة، في حين أظهرت مقاطع فيديو بثتها منصات موالية للدعم السريع مشاهد لإعدام شبان مدنيين، وإلقاء جثثهم داخل خندق قرب أطراف المدينة.
انتقد رئيس فرع حركة تحرير السودان بقيادة مناوي في شمال دارفور، محمد آدم، دعوات إفراغ الفاشر، مؤكدًا أن من استجابوا لها تم استدراجهم وقتلهم، واتهم قيادات في التحالف، من بينهم الهادي إدريس والطاهر حجر، بممارسة الخداع بحق السكان.
دعا محمد آدم شباب المدينة إلى الصمود ورفض دعوات المغادرة، محذرًا من انتشار جرائم القتل والنهب والتنكيل في مناطق سيطرة الميليشيات.
أعلنت القوة المشتركة، المتحالفة مع الجيش، تصديها لهجوم جديد شنته قوات الدعم السريع على المدينة صباح السبت، في الهجوم رقم 225 منذ بدء الحصار في مايو 2024.
قال المتحدث باسم القوة المشتركة، أحمد حسين مصطفى، إن الهجوم نُفذ بمشاركة قوات من الحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو، وأسفر عن مقتل العشرات من المهاجمين، بينهم قائد القوات الخاصة وهو يحمل الجنسية الكولومبية، إضافة إلى تدمير عدد من العربات القتالية.
اتهم الجيش الدعم السريع بالاعتماد على مرتزقة أجانب لتشغيل أنظمة الطائرات المسيّرة والدفاع الجوي، مشيرًا إلى العثور على وثائق هوية كولومبية بحوزة عناصر قُتلوا في كمين سابق.
تحاول قوات الدعم السريع منذ أكثر من عام السيطرة على الفاشر، آخر معاقل الحكومة المركزية في إقليم دارفور. ويعيش سكان المدينة تحت حصار خانق أدى إلى أزمة إنسانية خانقة، وسط اتهامات واسعة بارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين.