بيان دولي مشترك: نقص الوقود في غزة بلغ مستويات حرجة
أطلقت وكالات أممية تحذيرًا شديد اللهجة اليوم السبت بشأن النقص الحاد في الوقود داخل قطاع غزة، مؤكدة أن استمرار هذا الوضع يهدد بتوقف شامل للعمليات الإنسانية والخدمات الأساسية الحيوية لملايين السكان.
وفي بيان مشترك صادر عن كل من مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، ومكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع، والأونروا، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الصحة العالمية، حذّرت الوكالات من أن الوقود في غزة "وصل إلى مستويات حرجة"، مما ينذر بعواقب كارثية على السكان الذين يعيشون على حافة المجاعة.
وأوضح البيان أن الوقود يُعدّ شريان الحياة في القطاع، حيث يُستخدم لتشغيل المستشفيات وشبكات المياه والصرف الصحي، بالإضافة إلى سيارات الإسعاف وأسطول النقل اللازم لإيصال السلع الأساسية والمساعدات الإنسانية، فضلًا عن تشغيل المخابز التي تؤمّن الخبز لما يقارب 2.1 مليون شخص.
وأضافت الوكالات أن استمرار نقص الوقود سيُجبرها على تعليق عملياتها بالكامل، مما سيؤدي إلى شلل تام في الخدمات الصحية، وانقطاع مياه الشرب النظيفة، وتعطّل شبكات الاتصالات، وعجز عن إيصال المساعدات الإنسانية.
وأشار البيان إلى أن "المستشفيات متوقفة بالفعل، ووحدات العناية المركزة، وطب الولادة، وحديثي الولادة، تواجه خطر الإغلاق"، كما باتت سيارات الإسعاف غير قادرة على الحركة، والمخابز والمطابخ المجتمعية مهددة بالتوقف، ما يزيد من حدة الأزمة الإنسانية والصحية.
ورغم دخول كمية صغيرة من الوقود إلى القطاع هذا الأسبوع للمرة الأولى منذ أكثر من أربعة أشهر، شدّدت الأمم المتحدة على أن هذه الكمية "لا تكفي إلا لجزء ضئيل من الاحتياجات اليومية"، مؤكدة أن استمرارية الحياة في غزة تتطلب تدفقًا منتظمًا وكافيًا للوقود لدعم العمليات المنقذة للحياة.
وختمت الوكالات الأممية بيانها بتأكيد أن الوضع في غزة يمرّ بلحظة حرجة تتطلب تحركًا عاجلًا، داعية إلى السماح الفوري بإدخال كميات كافية من الوقود لتجنب انهيار إنساني شامل.