< فضيحة جديدة لشيرين عبد الوهاب فى المغرب بسبب الـ«بلاى باك»
النبأ
رئيس التحرير
خالد مهران

«نجوم الفلاشة»..

فضيحة جديدة لشيرين عبد الوهاب فى المغرب بسبب الـ«بلاى باك»

شيرين
شيرين

لم تكن أزمة حفل شيرين عبد الوهاب في مهرجان موازين الدولي بالمغرب، مجرد تعثر عابر بل تحولت إلى عاصفة من الجدل والغضب الجماهيري بعدما خيبت الفنانة آمال جمهورها العريض الذي انتظر عودتها بعد غياب دام 9 سنوات.

ظهرت شيرين عبد الوهاب، مطلع الأسبوع الماضي على مسرح النهضة بالمغرب في حفل ختام الدورة الـ20 من مهرجان موازين الدولي، وهي تؤدي أغنياتها باستخدام تقنية «البلاي باك» ما أفقد الحفل روحه.

وبدت «شيرين» مرتبكة متقطعة الحضور ما دفع كثيرين إلى مغادرة القاعة في منتصف الحفل احتجاجا على أدائها، معبرين عن غضبهم على مواقع التواصل بعبارات حادة «مش دافعين فلوس علشان نسمع مسجل».

تلك اللحظة كانت كافية لفتح النار ليس على «شيرين» فقط، بل على ظاهرة بدأت في التوسع بين عدد كبير من كبار المطربين الذين باتوا يفضلون التسجيلات عن الأداء الحي على المسرح ما يطرح علامات استفهام حقيقية حول مستقبل الغناء العربي.

غياب الروح

افتتحت شيرين الحفل بأغنية حبيبي نساي باستخدام «البلاي باك» وسط دهشة الجمهور وبدأت تتوقف عن الغناء أكثر من مرة لأخذ استراحات ما أثار التساؤلات حول حالتها النفسية خاصة مع غياب المرح والتفاعل الذي كانت تتميز به وظهورها بملامح مشتتة ومرتبكة على المسرح.

ولم تقتصر الانتقادات على الأداء فقط، بل طالت أيضا إطلالتها التي اعتبرها البعض غير ملائمة لحفل بهذا الحجم حيث ارتدت فستانا فضفاضا باللون الأبيض وبدت عليها زيادة الوزن.

وكشفت وسائل تقارير إعلامية مغربية، عن أن شيرين فرضت شروطا صارمة على إدارة المهرجان منعت فيها إقامة مؤتمر صحفي وطلبت عدم تواجد الصحفيين بالقرب منها ورفضت البث المباشر للحفل وهددت بالانسحاب في حال عدم تنفيذ طلباتها، كما اشترطت الحصول على أجرها كاملا قبل صعودها إلى المسرح وهو ما تسبب في تأخر الحفل وانزعاج الجمهور.

انسحاب جماهيري ودعوات للرحيل

شهد الحفل مغادرة عدد كبير من الجمهور بعد النصف الأول من الحفل، وغادرت مجموعات كاملة وهم يرددون «صوتك صوتك» رفضا للأغاني المسجلة، واعتبر البعض منهم أن ما حدث استهانة بحضورهم وتضحياتهم من أجل تذكرة حفل ختامي في واحد من أكبر المهرجانات العربية.

من جانبه، أصدر المستشار ياسر قنطوش، محامي شيرين عبد الوهاب، بيانا أكد فيه أن موكلته تتعرض لحملة ممنهجة تهدف إلى النيل من نجاحها وأنه معروف من يقف وراءها.

وأضاف أن شيرين تشكر كل من دعمها، مؤكدا أنهم ليسوا ضد حرية الرأي لكنها يجب أن تكون بناءة وخالية من الإساءة، مشيرا إلى أنه سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية ضد الحملات المدفوعة التي تتجاوز حدود النقد.

نجوم تحت المجهر

اعتاد بعض المطربين في السنوات الأخيرة على استخدام أسلوب «البلاي باك» في فقرات محددة من حفلاتهم سواء بشكل كامل أو جزئي.

ومن بين هؤلاء الفنان تامر حسني الذي يعتمد في بعض فقراته الغنائية على التسجيلات المسبقة خاصة في الفقرات التي تتطلب أداء حركي استعراض مكثف.

كما لجأ الفنان عمرو دياب إلى نفس الأسلوب في بعض المناسبات، وكذلك الفنان محمد حماقي الذي قدم أجزاء من حفلاته بطريقة «البلاي» باك، خاصة خلال مشاركاته في المهرجانات والفعاليات الجماهيرية الكبرى حيث يكون التركيز منصبا على الإيقاع والتفاعل أكثر من تقديم غناء حي مباشر.

جريمة فنية

وفي السياق ذاته، قال الناقد الموسيقي أحمد السماحي، إن ما قدمته الفنانة شيرين عبد الوهاب خلال حفلها الأخير في مهرجان «موازين» بالمغرب لم يكن لائقا لا من حيث الإطلالة ولا من حيث طريقة الأداء.

وأوضح «السماحي» -في تصريح خاص لـ«النبأ»-، أن ظهور شيرين بعباءة لا تليق بمطربة عائدة إلى مهرجان كبير بعد غياب 9 سنوات لم يكن موفقا على الإطلاق فضلا عن اعتمادها على غناء "البلاي باك" وهو في رأيي جريمة فنية.

وأضاف: «البلاي باك يستخدم فقط في حالة تكريم فنان أو في جلسة خاصة حين لا يكون الفنان مستعدا للغناء لكن أن تظهر نجمة بحجم شيرين عبد الوهاب وتغني بهذه الطريقة في مهرجان فهذه بصراحة فضيحة».

وأشار إلى أن العلاقة بين الفنان والجمهور تبنى على عقد شفهي غير مكتوب يقول «اديني متعة اديك تسقيف»، و«المطرب يعطي الجمهور متعة حقيقية في الأداء فيمنحه الجمهور بدوره الحب والتقدير والتفاعل وهذا العقد شيرين لم تلتزم به في هذا الحفل».

وتابع: «كان الأجدر بها أن تعتذر قبل الحفل إذا كانت تمر بظروف صحية أو نفسية لا تسمح لها بتقديم أداء حي وكان يمكنها أن تصدر بيانا توضح فيه الأمر أو تسجل فيديو أو رسالة صوتية على صفحاتها وصفحة المهرجان تعتذر فيها بوضوح».

واستطرد: «ما حدث إساءة لتاريخها الفني وأطالب شيرين عبد الوهاب بأن تعتذر رسميا لجمهور المغرب أو تشرح ظروفها الصحية في بيان أو حتى تنظم حفلا مجانيا لجمهور الحفل الأخير في المغرب كنوع من رد الاعتبار فالجمهور الذي حضر ودفع شعر وكأنه خدع وكان من الأفضل له أن يستمع لها في منزله عبر الإنترنت أو من تسجيلات ولا يذهب ويحضر الحفل ما حدث يجعل كل مطرب يرسل شقيقة يقف يغني مكانة على بلاي باك أو يرسل صورته بهذا الشكل».

واختتم «السماحي» حديثه قائلًا: «ما فعلته شيرين لا يليق بتاريخها ويجب أن تدرك أن الفنان كلما زادت شهرته زادت معه مسؤوليته تجاه الجمهور، ولنا في السيدة أم كلثوم قدوة؛ كانت تحترم جمهورها وتظهر في قمة اللياقة والحرفية ولم تخدعهم يوما أما شيرين فقد خدعت جمهورها المغربي وله الحق أن يشعر بالغضب».

أين طبيب شيرين؟

وفي السياق ذاته، قال الناقد الفني الدكتور طارق سعد، إن ظاهرة غناء «البلاي باك» أصبحت شائعة مؤخرا بين عدد كبير من المطربين وذلك كنوع من «الاستسهال»، خصوصًا لدى من يركزون على الحركة الاستعراضية على المسرح مما يصعب عليهم الغناء الحي «اللايف» بنفس الكفاءة.

وأكد «سعد» -في تصريح خاص لـ«النبأ»- أن بعض النجوم الكبار يعتمدون على «البلاي باك» بشكل محدود، مشيرا إلى أن الفنان عمرو دياب نادرا ما يستخدمه ولا يلجأ إليه إلا في مقاطع موسيقية معقدة يصعب تنفيذها على المسرح من الفرقة  لكنه يغني بصوته الحقيقي في باقي الفقرات.

وأوضح أن الفنان تامر حسني يعتمد أحيانا على «البلاي باك» بسبب تقديمه لعروض استعراضية تتطلب مجهودا بدنيا كبيرا مثل القفز والحركة السريعة وحتى النزول من أعلى المسرح باستخدام «واير» مما يجعل الغناء المباشر لايف صعب ويضطر للاعتماد على المسجل.

وأشار إلى أن الفنان محمد حماقي يستخدمه أحيانا لكن المطرب الذي يلجأ إليه باستمرار هو محمد فؤاد إذ يفضل الظهور بصوت مسجّل غالبا وأحيانا يستخدم الـ«ماينص» و«كايروكي» -موسيقى بلا صوت مطرب- لكنه يغني بصوته فوقها في حال غياب فرقته الموسيقية.

وشدّد «سعد» على أن الجمهور لا يحب «البلاي باك» لأنه يذهب للحفل ليرى ويتفاعل مع مطربه المفضل بشكل مباشر وليس لسماع صوت مسجل كان من الممكن الاستماع له عبر تطبيقات أو فيديوهات.

وتابع: «الجمهور يدفع المال من أجل التفاعل الحقيقي والغناء المشترك مع النجم وليس ليشاهد عرضا بلا روح».

وأضاف أن بعض المطربين يخلطون بين الغناء الحي و«البلاي باك» خلال الحفل لتقليل المجهود لكن هناك مطربين أصواتهم ضعيفة لا يستطيعون الأداء المباشر ويظهرون ضعفاء فنيا على المسرح فيلجؤون بالكامل للبلاي باك، لافتا إلى أن الأمر لا يقتصر على المطربين المصريين فقط بل يشمل مطربين عرب أيضًا.

وأكد أن نقابة المهن الموسيقية تتصدى لهذه الظاهرة وتفرض عقوبات على من يثبت استخدامه لفلاشات مسجلة في الحفلات حفاظا على حقوق الموسيقيين الذين يعانون من البطالة بسبب انتشار هذه الظاهرة.

وفيما يخص أزمة شيرين الأخيرة، أوضح «سعد» أن ما حدث ليس له علاقة بمسألة «البلاي باك»، مؤكدا أن شيرين لطالما غنت «لايف» في حفلاتها وأن ما تعرضت له في المغرب كان نتيجة أزمتها الصحية والنفسية الواضحة.

واستكمل: «شيرين كانت متعبة جدا على المسرح وملامح وجهها ونظراتها كانت تنطق بالألم فقد بدت منهكة وغير قادرة على التفاعل أو الغناء وصوتها تأثر بوضوح كما أن وزنها الزائد أثر على الأداء، وكل ذلك يدل على أنها تمر بأزمة أعمق من مجرد حفل غنائي».

وأضاف: «الخطأ الحقيقي لم يكن في أداء شيرين بل في قرارها بقبول الحفل من الأساس وهذا يلقي باللوم أو الاتهام على الطبيب المسؤول عن حالتها خصوصا لأنه سمح لها بالمشاركة في مهرجان ضخم وهي في هذه الحالة».

وأكد أن شيرين تعد صوتا نادرا ومميزا في تاريخ الغناء الحديث لكن تخبطاتها في السنوات الأخيرة أثرت على مشوارها، مشيرا إلى أنها تحتاج لإدارة فنية صارمة تعيدها لمسارها الصحيح.

وتابع: «لا أحد يملك شفرة شيرين الفنية سوى نصر محروس فهو الذي صنعها منذ البداية وأدعو أن يتولى مسؤولية إدارتها مجددا فنيا من جديد وليس إدارة أعمال».

وأشار إلى أن شيرين طلبت منع البث المباشر للحفل وامتنعت عن التحدث مع الصحفيين ما يعكس فقدانها للثقة بنفسها وشعورها بعدم الجاهزية قائلًا: «شيرين ليست موظفة خرجت رغم المرض لأداء مهامها.. هي رمز فني يجب أن نحافظ عليه».

وفي ختام حديثه دعا «سعد» محبي شيرين للوقوف بجانبها ودعمها في هذه المرحلة الصعبة بدلًا من الهجوم عليها، مؤكدا أنها ما زالت تملك واحدا من أهم الأصوات في تاريخ الأغنية العربية الحديثة، وأن ما يحدث هو تدمير لـ«شيرين».