< خناقات النجوم تحت المجهر.. كيف تقود السوشيال ميديا الفنانين إلى المحاكم؟
النبأ
رئيس التحرير
خالد مهران

خناقات النجوم تحت المجهر.. كيف تقود السوشيال ميديا الفنانين إلى المحاكم؟

خناقات النجوم
خناقات النجوم

79 بلاغا فى 2024

أسرار خناقات النجوم في أقسام الشرطة والمحاكم بعد الطلاق

 

%85 من اعتداءات المشاهير بدأت فى مواقع التواصل الاجتماعي

 

%41 من ضحايا العنف داخل الوسط الفنى من النساء على يد زملائهن وأزواجهن

محام: الشهرة لا تمنع من المساءلة.. والقانون يشدد عقوبة التشهير فى حالة كان الضحية شخصية عامة

أستاذ طب نفسى: الفنان يعيش تحت ضغط نفسى دائم ناتج عن القلق من خسارة الأضواء قد يصل به إلى الانفجار

منى زاهي

في مشهد يبدو مألوفًا على مواقع التواصل الاجتماعي، تتداول الصفحات خبرًا عن مشادة بين فنان وفنانة، أو اعتداء لفظي بين نجم و«تيك توكر»، أو حتى وصول الأمور إلى التشابك بالأيدي.

ومع كل حادثة جديدة، تتعالى التساؤلات، لماذا يتكرر العنف بين المشاهير؟ وكيف تحوّلت الخلافات الشخصية من كواليس الصالونات الفنية إلى ساحات المحاكم وبلاغات رسمية في أقسام الشرطة؟

وتكشف قضايا العنف بين المشاهير عن وجه آخر لعالم يظنه البعض مثاليًا، فخلف الأضواء اللامعة والابتسامات المتلفزة، هناك ضغوط وصراعات وتفاعلات نفسية قد تتجاوز طاقة التحمل، وفي السطور التالية، ترصد «النبأ» أهم وأبرز قضايا العنف والاعتداءات بين المشاهير في مصر خلال السنوات الأخيرة.

القصة التي أشعلت الفتيل

أثارت الإعلامية مها الصغير، طليقة النجم أحمد السقا، جدلًا واسعًا، بعد أن تقدمت ببلاغ رسمي تتهم فيه «السقا» بالسب والقذف والاعتداء اللفظي عليها بإحدى المناسبات العائلية، وذكرت أن الواقعة جاءت بعد خلاف حول نفقات ابنهما «ياسين» ودوره في رعايته.

وبحسب مصادر أمنية، تقدمت «الصغير» ببلاغ لقسم شرطة أكتوبر مدعوم بشهادة شهود عيان، كما طالبت النيابة بتفريغ كاميرات المراقبة، واستدعاء السقا لسماع أقواله.

ولم يُصدر أحمد السقا أي بيان رسمي، بينما اكتفت مها الصغير بمنشورات مقتضبة على "إنستجرام" قالت فيها: «الكرامة مش رفاهية».

2553751

حين تخرج الخلافات عن السيطرة

ولم تكن أزمة السقا وطليقته هي الأولى من نوعها، ولكن ضجت «السوشيال ميديا» خلال الفترة الماضية بالخلافات بين المشاهير التي وصل البعض منها إلى أقسام الشرطة والمحاكم فيما اكتفى البعض الآخر بـ«حرب المنشورات».

ففي أواخر عام 2024، نشبت خلافات علنية بين الفنانة حلا شيحة والداعية والمنتج معز مسعود، وذلك بعدما اتهمته في منشور عبر «فيسبوك» بالعنف النفسي والتهديد بحرمانها من أطفالها.

ورد عليها «مسعود» بتلميحات قانونية مؤكدًا أنها تخالف الاتفاقات السابقة، لم تصل الخلافات إلى قسم الشرطة، لكنها أظهرت كيف يتحوّل الحب إلى «حرب منشورات».

الفنانة-حلا-شيحة

تامر حسني وتيك توكر

وفي يونيو 2025، تقدّم الفنان تامر حسني ببلاغ رسمي إلى نيابة الشيخ زايد ضد صانع المحتوى المعروف بـ«ريستارت»، بتهمة السب والقذف والإساءة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن انتقد الأخير فيلم «ريستارت» الجديد.

وتحرّكت الأجهزة الأمنية بطلب من النيابة العامة لتقصي الحقائق، وتحوّل البلاغ من مجرد انتقاد فني إلى قضية رأي عام.

هذه الواقعة ليست استثناء، بل واحدة من سلسلة طويلة من البلاغات التي يرفعها فنانون ضد بعضهم البعض أو ضد جمهورهم، وهو ما يكشف تحولًا في علاقة الفنان بالجمهور، حيث تراجع هامش التحمل في مقابل صعود ثقافة البلاغ.

طلاق بالصوت والصورة

في 2023، اتهمت ريم طارق زوجها المطرب الشعبي حسن شاكوش بطردها من منزل الزوجية والاعتداء اللفظي عليها، وتقدمت ببلاغ رسمي، لتبدأ واحدة من أكثر قضايا الطلاق شهرة.

واستدعت النيابة «شاكوش» أكثر من مرة، وتمت المصالحة لاحقًا، لكن القضية تركت أثرًا كبيرًا على الرأي العام.

«خناقة عائلية» على مسمع الجميع

في إحدى المناسبات الخاصة، تم تداول مقطع فيديو يظهر فيه توتر بين منة شلبي وشقيقتها، وتردد وقتها وجود «اعتداء لفظي حاد»

 تطور لمحاولة شجار جسدي، لم تُسجل الواقعة رسميًا، لكن «منة» واجهت انتقادات واسعة، قبل أن تصدر بيانًا تنفي فيه كل ما نُشر.

باسم سمرة ورحاب الجمل

في عام 2021، اتهمت الفنانة رحاب الجمل زميلها باسم سمرة بالاعتداء عليها داخل استوديو تصوير، وحررت ضده محضرًا تتهمه فيه بالسكر والتعدي عليها، مما استدعى التحقيق مع الطرفين.

ورغم محاولات النقابة التهدئة، إلا أن القضية أظهرت وجهًا صادمًا لسلوك بعض النجوم خلف الكواليس.

09392e9d-df39-4473-9ec8-d8abf71fa777_16x9_1200x676

شيرين عبد الوهاب وحسام حبيب

القصة الأشهر ربما كانت بين شيرين وطليقها حسام حبيب، حيث بلغت العلاقة ذروتها بعد بلاغ شيرين عام 2022 باتهامه بمحاولة اقتحام فيلتها، والتهديد، قبل أن يتم احتجازه والتحقيق معه.

لاحقًا، تكررت البلاغات بين الطرفين، وسط اتهامات بالعنف وسرقة أموال، لتتحوّل القصة من حب إلى سلسلة شكاوى قضائية.

da1d1804-93fd-4b33-8919-ee0a8635a501

صدام الأنا والملايين

في 2023، نشب خلاف حاد بين الفنان محمد رمضان والمطرب الشعبي حسن شاكوش خلال إحدى الحفلات الخاصة، وصل إلى التراشق بالألفاظ أمام الحضور، وتبادلا بعدها رسائل حادة عبر مواقع التواصل، قبل أن يلوح كل طرف باللجوء إلى القضاء.

رانيا يوسف ونزار الفارس

في واحدة من أكثر القضايا تعقيدًا، رفعت الفنانة رانيا يوسف دعوى ضد الإعلامي العراقي نزار الفارس بتهمة التشهير ونشر فيديوهات مسيئة، بعدما بث مقابلة مثيرة للجدل تحدثت فيها عن ملابسها الجريئة.

499577_0_777576_original-1229x1536

منة عرفة ومحمود المهدي 

أكثر من 3 بلاغات بين 2022–2023 بسبب خلافات متكررة نشبت بين الفنانة الشابة منة عرفة وزوجها السابق محمود المهدي، وصلت إلى اتهامات بالضرب والتهديد بالإيذاء، وتشويه السمعة.

وتقدم كل طرف ببلاغات ضد الآخر، وتدخلت النيابة العامة ونقابة المهن التمثيلية في أكثر من مناسبة للصلح، ورغم انفصالهما النهائي، ما تزال تفاصيل الواقعة تتداول على السوشيال ميديا حتى اليوم.

مشادات بسبب الأبناء

ونشبت عدة خلافات بين الفنانة أصالة والمخرج طارق العريان بعد انفصالهما بشكل رسمي حول حضانة الأبناء، وصلت إلى بلاغات متبادلة في 2021.

ووُجه كل طرف اتهامات للآخر بالتشهير والسب في البداية، لكنها حُلت خارج القضاء بوساطة عائلية.

أرقام صادمة

كشفت دراسة حديثة صادرة عن مركز الإعلام الرقمي بالقاهرة عام 2024، عن تحوُّل منصات التواصل الاجتماعي إلى شرارة أولى تشعل خلافات المشاهير، موضحة أن 85% من قضايا الاعتداءات بين النجوم في مصر بدأت بمنشورات إلكترونية أو تفاعلات رقمية.

ووفقًا للدراسة، فإن 64% من الجمهور ينحازون لطرف دون الآخر في هذه النزاعات بناءً على الانطباعات التي تقدمها «السوشيال ميديا»، وليس وفقًا لأي مرجعية قانونية أو موضوعية، ما يسلّط الضوء على مدى التأثير الكبير الذي تلعبه المنصات الرقمية في تشكيل الرأي العام وتوجيهه.

وكشف تقرير رسمي، عن تصاعد كبير في وتيرة العنف والاعتداءات بين المشاهير في مصر خلال عام 2024، حيث تم تسجيل 79 بلاغًا رسميًا ضد فنانين وإعلاميين بسبب وقائع تنوعت بين العنف الأسري والسب والتشهير والاعتداءات في أماكن التصوير.

وبحسب التقرير الصادر في مايو 2025 عن المركز المصري لرصد العدالة الاجتماعية، فإن 51% من هذه البلاغات تتعلق بحالات عنف أسري أو زوجي، فيما شكلت قضايا السب والقذف والتشهير الإلكتروني نسبة 33%، مقابل 16% من الوقائع حدثت داخل مواقع التصوير أو خلال مناسبات فنية.

وأوضح التقرير، أن أعلى نسب تسجيل للبلاغات جاءت في محافظات القاهرة والجيزة والإسكندرية، وهي المحافظات التي تضم النسبة الأكبر من أنشطة الوسط الفني.

كما أشار إلى أن 41% من القضايا تم التقدم بها بواسطة نساء داخل الوسط الفني، ضد زملاء أو أزواج سابقين، ما يعكس تصاعد العنف الموجّه ضد المرأة حتى داخل الدوائر الفنية.

وأكد التقرير، أن هذه الأرقام تمثل مؤشرًا خطيرًا يستوجب وقفة من النقابات الفنية والجهات التشريعية، للحد من تنامي ظاهرة العنف بين النجوم، التي لا تقتصر أضرارها على الأطراف المعنية فقط، بل تمتد إلى صورة الفن في المجتمع ككل.

تصاعد العنف بين النجوم

ورصد تقرير صادر عن وحدة الرصد القضائي بمركز المعلومات التابع لوزارة العدل في مارس 2025، تزايدًا ملحوظًا في قضايا العنف الجسدي واللفظي بين الفنانين.

وسجلت الوحدة، 62 قضية عنف وتعدي بين مشاهير خلال عام 2024 فقط، منها 34 قضية تتعلق باعتداءات زوجية أو أسرية بين فنانين معروفين، و17 بلاغًا رسميًا بسبب اشتباكات وقعت داخل مواقع التصوير أو المناسبات العامة، و11 بلاغا بالتشهير إلكتروني أو سب وقذف متبادل على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأشار التقرير إلى أن نسبة البلاغات المقدمة من فنانات بلغت 61%، بينما شكّل الفنانون الذكور 39% فقط من تلك القضايا، في انعكاس لمدى انخراط المرأة في معارك قانونية دفاعًا عن سمعتها وحقوقها.

الشعور بالأنا والحصانة

وفي هذا الصدد، قال الدكتور شريف مراد، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، إن الفنان يعيش تحت ضغط نفسي دائم ناتج عن القلق من خسارة الأضواء، والرقابة الجماهيرية الصارمة، والصراعات العاطفية والشخصية، وعندما لا يخضع هذا الضغط لمعالجة نفسية منتظمة، فإنه ينفجر في صورة عنف جسدي أو لفظي.

وأضاف أن الظاهرة ترتبط بعدة عوامل نفسية واجتماعية أبرزها تضخم «الأنا» والشعور بالحصانة والافتقار لمهارات إدارة الغضب، بالإضافة إلى الضغط الإعلامي والتعرض المستمر للنقد، والعلاقات العاطفية المتقلبة تحت الأضواء.

الشهرة لا تمنع المساءلة

وعلى الصعيد القانوني، لا تمنح الشهرة أي حصانة من المساءلة، حيث يخضع المشاهير لقوانين العقوبات العامة، والتي تتعامل بصرامة مع جرائم العنف والسب والتشهير، خاصة إذا تمت عبر وسائل الإعلام أو الإنترنت.

ومن جانبه، أكد هاني عبد الرحمن، المحامي المتخصص بالقضايا الجنائية، أن العقوبات المقررة في القانون تشمل عقوبتي الحبس والغرامة التي قد تصل إلى 20 ألف جنيه لمرتكب تهمي السب والقذف وفقًا للمادتين 306 و308 من قانون العقوبات؟

وأضاف: «أما الضرب أو الإصابة فحسب المادة 240 من القانون تكون العقوبة الحبس من 3 شهور إلى 3 سنوات حسب درجة الإصابة، والحبس لمدة عام لتهمتي التهديد والإكراه حسب المادة 327».

وتابع: «وفيما يخص التشهير الإلكتروني، طبقًا لقانون مكافحة جرائم الإنترنت رقم 175 لسنة 2018 – السجن من سنة إلى 5 سنوات، وقد تزيد العقوبة في حال تكرار الجرم أو إذا كانت الضحية شخصية عامة».