< كينيا تنفي تورطها في توريد أسلحة لقوات الدعم السريع في السودان
النبأ
رئيس التحرير
خالد مهران

كينيا تنفي تورطها في توريد أسلحة لقوات الدعم السريع في السودان

النبأ

نفت الحكومة الكينية بشكل قاطع الاتهامات التي طالتها بشأن توريد أسلحة وذخائر إلى قوات الدعم السريع السودانية، وذلك عقب تحقيق صحفي بثّته قناة "NTV" الكينية بالتعاون مع منصة التحقيقات الدولية "بيلينغكات".

وكان التحقيق قد عرض صورًا لصناديق ذخيرة تحمل علامات كينية، قيل إنها عُثر عليها داخل مستودع أسلحة تابع لقوات الدعم السريع قرب العاصمة الخرطوم، ما أثار تساؤلات حول احتمال تورط أطراف خارجية في تغذية النزاع السوداني المتصاعد.

وفي أول رد رسمي، قال إسحاق مورا، المتحدث باسم الحكومة الكينية، خلال مؤتمر صحفي عقد في نيروبي، إن كينيا لا علاقة لها بأي نشاط عسكري داخل السودان، وإن دورها يقتصر على تقديم المساعدات الإنسانية والمشاركة في جهود السلام عبر منظمة إيغاد الإقليمية.

وأضاف مورا:"الادعاءات التي تداولتها بعض الوسائل الإعلامية لا تستند إلى أدلة ملموسة، ونرفض أي مزاعم تتحدث عن تورط كينيا في تسليح أي طرف في النزاع السوداني."

من جهتها، أصدرت وزارة الدفاع الكينية بيانًا أكدت فيه أنها لا تستطيع التعرف على الصناديق الظاهرة في الصور، ولا النقوش الموجودة عليها، مضيفة أن الأسلحة والذخائر التي تستخدمها وتنتجها البلاد هي محلية الصنع فقط.

ورغم النفي الرسمي، لم توضح الوزارة ما إذا كانت هناك إمكانية لتسرب الأسلحة أو الذخائر عبر طرف ثالث أو عمليات نقل غير مشروعة، وهي النقطة التي أثارها تحقيق "بيلينغكات".

ويأتي هذا الجدل في وقت تتصاعد فيه الاتهامات بين أطراف النزاع في السودان حول دعم إقليمي ودولي محتمل، في ظل استمرار الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023، والتي خلّفت آلاف القتلى وملايين النازحين.

يأتي هذا النفي الكيني في وقت بالغ الحساسية في السودان، حيث تستمر الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023، وسط اتهامات متبادلة بتلقي دعم خارجي. ظهور اسم كينيا في تقارير إعلامية يشير إلى مدى تعقيد شبكة الإمدادات والاصطفافات الإقليمية التي باتت تطفو على السطح في هذا الصراع.

التحقيق الذي أجرته قناة NTV بالتعاون مع بيلينغكات، وهي منصة معروفة بعملها التحقيقي باستخدام المصادر المفتوحة (OSINT)، يُضفي مصداقية أولية على المزاعم. الصور التي نشرت لصناديق ذخيرة تحمل علامات كينية تستحق التدقيق، حتى وإن نفت كينيا علاقتها بها.

رد الفعل الكيني

النفي السريع والواضح من نيروبي يعكس إدراك الحكومة لحساسية الموقف، خاصة وأن كينيا تلعب دورًا رئيسيًا في مبادرة إيغاد لتسوية النزاع السوداني. أي تلميح بتورطها في تسليح أحد أطراف النزاع من شأنه أن ينسف مصداقيتها كوسيط إقليمي.

 تصريحات إسحاق مورا تشير إلى تمسّك كينيا بالدور الدبلوماسي والإنساني.
 وزارة الدفاع الكينية اعتمدت استراتيجية "إنكار تقني" بقولها إنها لا تتعرف على الصناديق.