كيف يكون حمام الثلج ضار للصحة والعضلات؟

ينتشر حمام الثلج في كل مكان في ثقافة اللياقة البدنية الحديثة، ويُشيد الكثيرون بالغطس بعد التمرين، على أمل أن تُخفف الصدمة الجليدية الألم والالتهاب وتُساعد أجسامهم على استعادة عافيتها بشكل أسرع. لكن بحثًا حديثًا من هولندا يكشف عن جانب سلبي مفاجئ.
مشكلة حمام الثلج
عند تعريض جسمك للبرد، كما هو الحال أثناء حمام الثلج، تنقبض أوعيتك الدموية، ويُمكن أن يُقلل هذا من التورم، ويُزيل الفضلات الناتجة عن التمرين، ويُخفف من ألم العضلات الذي يحدث بعد يوم أو يومين من التمرين المُكثف.
زيُعد ألم ما بعد التمرين علامة على أن عضلاتك في طور التعافي. لذلك عندما يزول، تشعر وكأنك مستعد للعودة إلى صالة الألعاب الرياضية مرة أخرى، وهذا يُفسر سبب شيوع حمام الثلج.
ولكن هناك جانب مُلفت، وهو أن الالتهاب الذي يُسبب الألم هو أيضًا جزء من كيفية شفاء عضلاتك ونموها. إذا توقفت عن التمرين مبكرًا، فقد تعيق تقدمك.
تفاصيل الدراسة
في دراسة حديثة، اختبر باحثون في جامعة ماستريخت تأثير درجات الحرارة الباردة على توصيل العناصر الغذائية وإشارات بناء العضلات. قام اثنا عشر شابًا سليمًا بتمرين قوة باستخدام ساق واحدة فقط.
بعد ذلك مباشرةً، غمر كل منهم ساقه في ماء بدرجة حرارة 8 درجات مئوية لمدة 20 دقيقة، بينما غمر الساق الأخرى في ماء بدرجة حرارة 30 درجة مئوية (مجموعة التحكم).
ثم قام العلماء بقياس تدفق الدم وتتبعوا كيفية استخدام العضلات للبروتين لمعرفة تأثير البرد على عمليات التعافي وبناء العضلات.
وكانت النتائج واضحة، وبعد حمام الثلج مباشرةً، انخفض تدفق الدم في الساق المعرضة للبرد بنسبة 60% تقريبًا مقارنةً بالساق المعرضة للماء الدافئ.
حتى بعد ثلاث ساعات من التمرين، ظل تدفق الدم إلى العضلة التي تم تبريدها أقل بشكل ملحوظ. ولأن العضلات تعتمد على الدم لتوصيل العناصر الغذائية، مثل الأحماض الأمينية والأكسجين، فإن هذا يعني أنها تحصل على كمية أقل مما تحتاجه للنمو.
في الواقع، وجد الباحثون أن العضلات تستهلك كميات أقل من البروتين بنسبة 30%.
ماذا يحدث بعد تمارين القوة؟
بعد تمارين القوة، يزداد تدفق الدم إلى العضلات عادةً - وهي استجابة تُعرف باسم احتقان الدم. يحمل هذا التدفق الدموي عناصر غذائية مهمة مثل الأحماض الأمينية والأكسجين والأنسولين، وكلها تساعد على تحفيز عملية بناء العضلات.
ولكن عند تعريض عضلاتك للبرد مباشرة بعد التمرين، تتقلص الأوعية الدموية - وهو رد فعل يُسمى تضيق الأوعية - مما يحد من وصول هذه العناصر الغذائية. هذا يعني أن عضلاتك قد تفوت فرصة مهمة للنمو والتعافي.
بعد التمرين، يُعدّ وجود القليل من الالتهاب أمرًا جيدًا - فهو يُشير إلى جسمك لبدء عملية الإصلاح. تُطلق الخلايا المناعية بروتينات خاصة تُسمى السيتوكينات - وهي رسل كيميائية تُساعد على تحفيز إصلاح العضلات.
لكن تبريد العضلات في وقت مبكر جدًا، كما هو الحال مع حمام الثلج، يمكن أن يُضعف هذه الاستجابة الطبيعية، فهو يُضعف الإشارات ويُبطئ تنشيط خلايا الإصلاح، مما قد يؤدي إلى بطء التقدم ونمو عضلي أقل مع مرور الوقت.