ما أهمية الفضول وما علاقته بمرض الزهايمر؟

تشير دراسة جديدة إلى أن تعزيز الفضول والرغبة في التعلم حتى سن الشيخوخة يمكن أن يحمي من الإصابة بمرض الزهايمر.
ووجد باحثون من جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس، أن كبار السن الذين ظلوا شغوفين بالتعلم لم ينجحوا فقط في الحفاظ على نشاط عقولهم، بل ساهموا أيضًا في حماية أدمغتهم من مرض الزهايمر وغيره من أشكال الخرف.
كما وجدت الدراسة، أن قلة الفضول قد تزيد من خطر التدهور المعرفي، حيث تُفنّد النتائج الاعتقاد السائد بأن الفضول يتراجع طبيعيًا مع التقدم في السن.
ويقول العلماء إن بعض أنواع الفضول لا تتلاشى مع التقدم في السن، بل تنمو في الواقع.
وتُظهر أدبيات علم النفس في كثير من الأحيان أن ما يُعرف بفضول السمات - أو مستوى فضول الشخص العام - يميل إلى التراجع مع التقدم في السن، لكننا رأينا أن ذلك غريب بعض الشيء ويتعارض مع بعض الأمور التي لاحظناها لدى بعض المشاركين من كبار السن في تجاربنا، والذين غالبًا ما يكونون منخرطين ومهتمين للغاية بتعلم أشياء عن الذاكرة تحديدًا، بل وحتى أشكال أخرى من المعلومات العامة.
ما هي أنواع الفضول؟
"فضول السمات" هو سمة شخصية، بينما "فضول الحالة" هو ما يُطلق عليه علماء النفس نوع الفضول اللحظي الذي يشعر به الناس عند سؤالهم عن موضوع مُحدد.
قد لا يكون بعض الناس فضوليين بطبيعتهم، لكنهم يُظهرون شغفًا كبيرًا بمعرفة مواضيع مُحددة. في الدراسة الجديدة، حاول العلماء التمييز بين نوعي الفضول من خلال تجنيد عينة كبيرة من المشاركين الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و84 عامًا، بمتوسط عمر 44 عامًا.
وأكمل المشاركون استبيانًا عبر الإنترنت مُصممًا لتقييم فضولهم السماتي، ثم طُلب منهم الإجابة على أسئلة عامة صعبة من غير المرجح أن يعرفها معظم الناس، مثل: "ما هي أول دولة منحت المرأة حق التصويت؟".
طلب الباحثون من المشاركين تخمين الإجابة، ثم سألوهم عن مدى اهتمامهم بمعرفة الإجابة الصحيحة قبل إعطائها لهم. ووجدوا أن الأشخاص الذين أظهروا فضولًا معرفيًا أكبر أظهروا أيضًا فضولًا معرفيًا أكبر، والعكس صحيح.
ومع ذلك، بدا أن تقييمات الاهتمام التي أبداها الناس بتعلم معلومات جديدة من المعلومات العامة - وهي مقياس لفضول المعرفة - تتغير باختلاف الأعمار.
وبدا أن فضول المعرفة يتراجع في بداية مرحلة البلوغ، ثم يزداد بشكل حاد بعد منتصف العمر، ويستمر في الارتفاع حتى الشيخوخة.
قد يكون هذا لأنه حتى منتصف العمر، يهتم الناس باكتساب المعرفة والمهارات والفرص اللازمة للنجاح في الدراسة والعمل، وسداد القروض العقارية، وتربية الأسر، وهي مهام تتطلب مستوى مرتفعًا نسبيًا من الفضول العام.
ولكن مع اكتسابهم لهذه المعرفة مع التقدم في العمر، لا يحتاجون إلى تخصيص الكثير من الموارد لفضول المعرفة. ثم، مع بدء تقاعدهم من العمل، يميلون إلى الانغماس في اهتمامات محددة، ويزداد فضولهم.