< هل الشيطان موجود أثناء رمي الجمرات؟
النبأ
رئيس التحرير
خالد مهران

هل الشيطان موجود أثناء رمي الجمرات؟

رمي الجمرات
رمي الجمرات

يعد رمي الجمرات أحد المناسك الأساسية في الحج، حيث يقوم الحجاج برمي سبع حصيات في كل يوم من أيام التشريق، بدءًا بجمرة العقبة الكبرى يوم النحر، ثم الجمرات الثلاث في الأيام التالية. ولكن، يتساءل كثيرون عن حقيقة وجود الشيطان أثناء رمي الجمرات، وعن الحكمة من هذا النسك.

هل الشيطان موجود أثناء رمي الجمرات؟
 

أوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى أن رمي الجمرات هو شعيرة من شعائر الحج، لكنه ليس رجمًا للشيطان بالمعنى الحسي، كما يعتقد بعض العامة، بل هو رمز للانقياد والطاعة لله. واستشهد المركز بقول ابن عباس رضي الله عنه:

"الشيطان ترجمون، وملة أبيكم إبراهيم تتبعون"، مشيرًا إلى أن هذا التعبير يُقصد به الرجم المعنوي لا الحسي.

الحكمة من رمي الجمرات

ذكر العلماء أن رمي الجمرات يجسد الطاعة والانقياد لأوامر الله، حتى دون إدراك الحكمة المباشرة، وهو أمر يعزز معنى العبودية والتسليم لله. وأورد الإمام الغزالي في كتابه إحياء علوم الدين قوله:
"وأما رمي الجمار، فاقصد به الانقياد للأمر إظهارًا للرق والعبودية، ثم اقصد به التشبه بإبراهيم عليه السلام، حيث عرض له إبليس في ذلك الموضع ليزرع فيه الشكوك، فأمره الله أن يرميه طردًا له".

أسباب مشروعية رمي الجمرات

يمكن تلخيص الحكمة من رمي الجمرات في أربعة أسباب رئيسية:
1. الاقتداء بالنبي ﷺ، الذي قال: "خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ"، حيث رمى في حجة الوداع.
2. طاعة أمر الله ورسوله، مصداقًا لقوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ" (النساء: 59).
3. استحضار قصة سيدنا إبراهيم، الذي رجم الشيطان عند اعتراضه على تنفيذ أمر الله بذبح ابنه إسماعيل.
4. إحياء لشعيرة عظيمة من شعائر الإسلام، وهو رمز لترغيم الشيطان وإذلاله، حيث يكره رؤية المسلمين يؤدون هذا النسك الذي يعكس رفض وساوسه.

إن رمي الجمرات ليس مجرد إلقاء حجارة، بل هو تعبير عن الطاعة المطلقة لله، والاقتداء بالأنبياء، وإظهار العبودية الخالصة له.