عراقجي يتحدى ويتكوف: إيران لن تتخلى عن تخصيب اليورانيوم

أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن إيران لن تتخلى عن تخصيب اليورانيوم.
وأضاف عراقجي في تصريحات تلفزيونية "إذا كانوا مهتمين بالتأكد من أن إيران لن تنتج سلاحا نوويًا، فنحن مستعدون للتعاون في هذا الشأن".
وتابع "أما إذا كانت لديهم مطالب غير واقعية، فمن الطبيعي ألا تُلبّى".
جاءت تصريحات عراقجي ردا على تصريحات المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي، ستيف ويتكوف، اليوم الأحد، الذي أكد أن واشنطن لن تسمح لطهران بـ1% من قدرتها على تخصيب اليورانيوم.
وقال ويتكوف في مقابلة مع شبكة "ABC" الإخبارية: "لدينا خط أحمر واضح للغاية، وهو تخصيب اليورانيوم. لن نسمح لإيران بامتلاك حتى 1% من قدرتها على التخصيب، وكل هذا يبدأ بموقفنا الثابت، أي صفقة لا تشمل إمكانية التخصيب، ولا يمكننا السماح بذلك، لأن التخصيب يجعل من الممكن صنع أسلحة نووية.
كما أضاف "هناك طرق عديدة للولايات المتحدة لتحقيق أهدافها في المفاوضات مع إيران"، مضيفًا: "نعتقد أننا سنعقد اجتماعًا الأسبوع المقبل في أوروبا، ونأمل أن يُفضي إلى نتائج إيجابية".
وعقدت الولايات المتحدة وإيران، بوساطة سلطنة عُمان، أربع جولات من المفاوضات لتسوية الخلافات بشأن البرنامج النووي الإيراني. وكانت أولى هذه اللقاءات قد عقدت في 12 أبريل في العاصمة مسقط، والثانية في 19 أبريل في روما، والثالثة والرابعة في 26 أبريل، و11 مايو أيضًا في العاصمة العُمانية.
وقبل ذلك، أكد مسؤول إيراني بارز إن طهرام بدأت تستعد لسيناريو فشل المفاوضات النووية التي تجريها مع الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرا إلى أن هذه المفاوضات غير جادة، لافتا إلى أن بلاده بدأت فعليا الاستعداد لسيناريو فشل هذه المفاوضات.
وتحدث المسئول الإيراني في تصريحات لشبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، عن "تقديرات داخل إيران بأن هذه المحادثات صممت منذ البداية لتكون فخا لجر الوضع في المنطقة نحو مزيد من التوتر".
واتهم المسؤول الإيراني واشنطن بانتهاج ما وصفها بـ "اللعبة السياسية والإعلامية"، من خلال ما اعتبره "انقطاعات وفجوات أسبوعية غير مبررة في مسار المحادثات"، مؤكدا أن بلاده لم تكن ترغب في هذا النمط من التفاوض المتقطع.
وأضاف أن الجانب الأمريكي "غير مستعد" لإجراء محادثات سياسية أو تقنية "هادفة"، مشيرا إلى أن الردود التي تقدمها واشنطن "مختصرة وعامة، وتتجاهل في الغالب المقترحات الرئيسية المقدمة من إيران، في حين يتغير الموقف الأميركي باستمرار"، على حد قوله.
وكان وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، قال إنه إذا كان هدف الولايات المتحدة من المحادثات مع إيران هو حرمانها من "حقوقها النووية" فإن طهران لن تتنازل أبدا عن تلك الحقوق.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد أكد أنه منفتح على سماع الحجج المؤيدة لامتلاك إيران برنامجا نوويا مدنيا، مؤكدا أن هدف المفاوضات النووية مع إيران هو تفكيك برنامج طهران النووي "بالكامل.
وأضاف: "أريد لإيران أن تكون ناجحة جدا وعظيمة ومذهلة، الشيء الوحيد الذي لا يمكنهم امتلاكه هو سلاح نووي، إذا أرادوا النجاح فلا بأس أريد لهم أن ينجحوا كثيرا".
وأضاف ترامب، في تصريحات له خلال مقابلة مع برنامج "ميت ذا برس" بثت،: "تفكيك كامل.. نعم هذا كل ما سأقبله".
وتابع قائلا: "فقط لا أريدهم أن يمتلكوا سلاحا نوويا لأن العالم سيتدمر".
من جانبه، أكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن إيران يجب أن تتخلى عن تخصيب اليورانيوم وتطوير الصواريخ بعيدة المدى، وأن تتوقف عن دعم الفصائل الإقليمية الموالية لها، كما أصر على أن تسمح إيران بمشاركة أمريكية في تفتيش جميع منشآتها النووية، بما في ذلك المواقع العسكرية.
وتعليقا على تصريحات ترامب، ذكر موقع أكسيوس، أن تصريحات ترامب تشير إلى حسم الجدل بشأن الهدف من المحادثات مع إيران.
وأضاف الموقع، أن الأصوات الأكثر تشددا في الإدارة، والمدعومة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ترى أن على الولايات المتحدة أن تطالب بالتفكيك الكامل للبرنامج النووي الإيراني، وأن تستخدم القوة العسكرية إذا رفضت إيران ذلك.
أما الفريق الآخر داخل الإدارة، فيعتقد أن إيران لن تقبل التفكيك الكامل لبرنامجها النووي، وقد اقترح أن توافق الولايات المتحدة على تخصيب اليورانيوم بدرجة قليلة، من أجل التوصل إلى اتفاق وتجنب ضربة عسكرية قد تؤدي إلى حرب مع إيران.
كما ذكر أن الوضع الحالي، هو أن إيران أعلنت مرارا أنها لن تقبل التفكيك الكامل لبرنامجها النووي.
وأكد وزير الخارجية، عباس عراقجي، أن الطريق الدبلوماسي مفتوح، على الرغم من أن طهران مستعدة لكل الخيارات.
أضاف عراقجي الذي يقود وفد بلاده في المحادثات مع الجانب الأمريكي في مقابلة مع قناة "روسيا اليوم"، إن طهران أثبتت في السابق أنها لا ترضخ للغة القوّة والضغوط، بل تواجه التهديدات.
وأضاف قائلا: "ربّما حاول الأمريكيون مرّةً أخرى اختبار عزمنا وإرادتنا، لكن أعتقد أنّهم رأوا نتيجة اختبارهم بأمّ أعينهم".
وأوضح وزير الخارجية الإيراني، أن "الإدارة الأمريكية الجديدة، فرضت سياسة الضغوط القصوى، فيما اتخذت التهديدات العسكرية شكلًا جديدًا، بل إنّ القوات الأمريكية أعادت تموضعها العسكري حول بلادنا، لكن إيران لم تتراجع عن أيٍّ من مواقفها العادلة".
كما استبعد أن تنفذ التهديدات العسكرية عمليًا، معتبرا أن العالم والأمريكيين باتوا يعرفون أنّ إيران تحسن الدفاع عن نفسها".
وبعد أربع ساعات من المناقشات في روما، أكد متحدث باسم وزارة الخارجية العُمانية - طبقًا لما ذكرته الخارجية العمانية- أن الاجتماعات التي عقدت في روما بين وزير خارجية إيران الدكتور عباس عراقجي، والمبعوث الرئاسي الأمريكي ستيف ويتكوف، عبر وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي أسفرت عن توافق الأطراف للانتقال إلى المرحلة التالية من المباحثات الهادفة إلى التوصل إلى اتفاق منصفٍ دائمٍ ومُلزِم يضمن خلوَّ إيران بالكامل من الأسلحة النووية، ورفع العقوبات بالكامل عنها، والحفاظ على حقِّها في تطوير الطاقة النووية للأغراض السِّلمية.
وكان التلفزيون الرسمي الإيراني قد أفاد، انتهاء المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، التي جرت اليوم السبت في العاصمة الايطالية روما.
وبعد انتهاء المحادثات، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، السبت، إن المحادثات النووية الإيرانية الأمريكية غير المباشرة، كانت بناءة، معلنا موعد الجولة القادمة.
وأوضح عراقجي عقب انتهاء المفاوضات التي عقدت في روما أن " المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة كانت بناءة ونتطلع إلى المستقبل".
وتابع: "الجولة المقبلة من المحادثات النووية ستعقد السبت المقبل".
وبدأت اليوم السبت المحادثات بين طهران وواشنطن في العاصمة الايطالية روما يخصوص البرنامج النووي الإيراني، بعد أسبوع من جولة أولى وصفها الجانبان بالبناءة.
يشارك في المحادثات كل من، وزير الخارجية الإيراني عراقجي، يرافقه كل من مساعديه السياسيين القانونيين، مجيد تخت روانجي وكاظم غريب آبادي، والمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف بوساطة من سلطنة عُمان.
ويعتبر هذا الاجتماع هو ثاني اجتماع رفيع المستوى بين البلدين منذ أن سحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب واشنطن من الاتفاق النووي التاريخي عام 2018.
ويتولى وزير خارجية سلطنة عمان، بدر البوسعيدي، كما في الجولة الأولى، "مهمة نقل الرسائل بين الوفدين الإيراني والأمريكي.
وتوجّه عراقجي والوفد المرافق له، وكذلك المبعوث الأمريكي، صباح اليوم السبت، إلى موقع المحادثات في روما، وسط أجواء أمنية مشددة وحضور محدود من الصحفيين أمام سفارة سلطنة عُمان في روما، مكان انعقاد المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة.
وقبل انطلاق المفاوضات قال وزير الخارجية الإيراني، أن بلاده تتمسك بـ "المسار الدبلوماسي وسجلّها الطويل في التفاعل مع الدول الأخرى بشأن الملف النووي"، مؤكدًا على ضرورة "استغلال جميع الأطراف لهذه الفرصة للتوصل إلى تفاهم منطقي ومعقول، يكفل حقوق إيران المشروعة ويؤدي إلى رفع العقوبات الجائرة وغير القانونية، ويُسهم في إزالة الشكوك المتعلقة ببرنامج إيران النووي السلمي من خلال إجراءات بناء الثقة الطوعية". وشدّد عراقجي مرة أخرى على "الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني"، وعلى رفض طهران لـ "أسلحة الدمار الشامل".
وقال عراقجي وهو أحد مهندسي الاتفاق النووي لعام 2015، الجمعة، إن إيران "لاحظت قدرا من الجدية" لدى الأميركيين خلال الجولة الأولى، لكنه شكك في نواياهم.
وقال خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو "رغم أن لدينا شكوكا جدية بشأن نيات الجانب الأميركي ودوافعه، سنشارك في مفاوضات الغد على أي حال".
وأكد عراقجي أن حق إيران في تخصيب اليورانيوم "غير قابل للتفاوض"، وذلك بعد أن دعا ويتكوف إلى وقف التخصيب الكامل. وكان ويتكوف قد اكتفى في تصريح سابق بمطالبة إيران بالعودة إلى سقف التخصيب المحدد في اتفاق عام 2015.
وقال المرشد الإيراني آية الله خامنئي الثلاثاء إن الإيرانيين يجب ألا يعلقوا آمالهم على التقدم في المفاوضات التي "قد تسفر أو لا تسفر عن نتائج".
كما أعلن مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران، السبت، أن ثمة "تناقضات كبيرة في مواقف أمريكا تجاه المفاوضات". مضيفا: أن "أمريكا رفعت سقف مطالبها بشكل كبير ومفاجئ بعد الجولة الأولى".
وقال علي شمخاني، المستشار السياسي للمرشد الإيراني علي خامنئي، إن الوفد المفاوض في روما يتمتع بصلاحيات كاملة للتوصل لاتفاق شامل، مشددًا بالقول: "نريد اتفاقا نوويا شاملا يرتكز على ضمانات ومبادئ الجدية".
وقال إن طهران تهدف إلى اتفاق يرفع العقوبات و"ليس نموذج ليبيا كما تريد إسرائيل"، حسب تعبيره، مضيفا: "لن يكون هناك اتفاق مع أمريكا إلا بوقف التهديدات واحتواء إسرائيل"، مشددًا على أن الوفد ذهب إلى روما من أجل اتفاق متوازن وليس الاستسلام.
واستأنف ترامب سياسة "الضغوط القصوى" عبر فرض عقوبات على إيران، وبعث في مارس (آذار) رسالة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي يدعو فيها إلى عقد محادثات نووية، مهددًا بتنفيذ عمل عسكري ضد إيران إذا فشلت الدبلوماسية.
وقال ترامب الخميس "لست في عجلة من أمري" للجوء إلى الخيار العسكري، مضيفا "أعتقد أن إيران ترغب في الحوار".
وفي مقابلة نشرتها الأربعاء صحيفة "لوموند الفرنسية"، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي إن إيران "ليست بعيدة" عن امتلاك قنبلة نووية.
وقال غروسي الذي أجرى محادثات مع مسؤولين إيرانيين خلال زيارة لطهران هذا الأسبوع، إن الولايات المتحدة وإيران "في مرحلة حاسمة" في المحادثات و"لا نملك إلا مهلة قصيرة" للتوصل إلى اتفاق.
وحضّ وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، أمس الجمعة، الدول الأوروبية على اتخاذ قرار بشأن ما إذا كانت ستفعّل "آلية الزناد" التي من شأنها أن تعيد فرض العقوبات الأممية على إيران تلقائيا على خلفية عدم امتثالها للاتفاق النووي.
وخلال فترة ولاية ترامب الأولى، انسحبت واشنطن من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين طهران والقوى الكبرى والذي نص على تخفيف العقوبات الدولية على إيران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.
والتزمت طهران بالاتفاق لمدة عام بعد انسحاب ترامب، قبل أن تتراجع عن التزاماتها تدريجيًا.
وتخصب إيران حاليا اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60%، وهو أعلى بكثير من حد 3.67% المنصوص عليه في الاتفاق، لكنه لا يزال أقل من عتبة 90% المطلوبة للاستخدام العسكري.
وقل انطلاق المفاوضات في روما، قال مسئول إسرائيلي، أن تل أبيب لا تستبعد توجيه ضربة محدودة لإيران لتعطيل برنامجها النووي.
كما قال مسئول أمريكي، يجب أن تقدم إيران معلومات تفصيلية عن أنشطتها النووية للوكالة الدولية.
كما أكدت إسرائيل حليفة الولايات المتحدة الجمعة التزامها الثابت بمنع إيران من امتلاك الأسلحة النووية، قائلة إن لديها "مسار تحرك واضحا" لمنع ذلك.
وانقطعت العلاقات الدبلوماسية بين طهران وواشنطن بعيد ثورة إيران عام 1979، وتأتي الجهود الدبلوماسية الأخيرة بعد أن اعتبر ترامب الملف النووي الإيراني أولوية عقب عودته إلى الرئاسة في يناير (كانون الثاني).
قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد في تغريدة على حسابه في منصة "إكس": "من غير المعقول أن رئيس الوزراء لم يعقد حتى هذه اللحظة مؤتمرًا صحفيا لوسائل الإعلام الأجنبية، يحدد فيه الشروط الخمسة الأساسية التي بدونها لا يمكن التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران".
وحدد لابيد شروط إسرائيل الخمسة وهي:
الشرط الأول: ألا يتم تخصيب اليورانيوم على الأراضي الإيرانية.
الشرط الثاني: إخراج كل اليورانيوم المخصب بنسبة تزيد عن 3.67% من الأراضي الإيرانية.
الشرط الثالث: تفكيك كافة أجهزة الطرد المركزي المستخدمة في التخصيب،.
الشرط الرابع:عودة الرقابة بصورتها الأكثر صرامة، بما في ذلك الكاميرات وزيارات المفتشين دون تنسيق مسبق.
الشرط الخامس: تفكيك مجموعة الأسلحة والتعامل بشكل شامل مع برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني.
ولم يستبعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الجمعة، أن تدعم بلاده إسرائيل في أي صراع عسكري محتمل مع طهران.
وقال ترامب في مقابلة مع مجلة التايم نشرت، اليوم الجمعة، إن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لن يجره إلى الحرب". وشدد على أنه يفضل الاتفاق مع طهران على خوض حرب معها.
وأكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أنه مستعد للقاء الرئيس الإيراني، مسعود بزيشكيان، أو المرشد علي خامنئي.
وقال في إطار إجابته على سؤال حول استعداده للقاء أعضاء القيادة العليا في إيران بعد بدء المفاوضات المباشرة بين البلدين "بالطبع".