< طقوس جنائزية مرعبة مارسها سكان التبت الأصليون
النبأ
رئيس التحرير
خالد مهران

طقوس جنائزية مرعبة مارسها سكان التبت الأصليون

الكابالا
الكابالا

استخدم الرهبان في منطقة التبت أحيانًا أوعية الجمجمة في طقوس نبيذ الدم، ومن تضاريس التبت النائية والوعرة، ظهرت قطعة أثرية قديمة وغامضة: الكابالا، أو وعاء الجمجمة.

وتعد الكابالا أكثر من مجرد قطع أثرية، حيث يحمل هذا الوعاء الطقسي أهمية دينية عميقة في منطقة التبت، ويلعب دورًا محوريًا في الممارسات التانترية الهندوسية والبوذية.

أصول الكابالا

وصُنعت الكابالا من جماجم بقايا أسلاف مُستصلحة، غالبًا ما جُمعت من مواقع دفن سماوية، حيث كان الدفن السماوي، وهو عادة قديمة في منطقة التبت، ينطوي على ترك المتوفى في العراء ليتحلل طبيعيًا. بالنسبة للمستكشفين الغربيين في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وبدت هذه المقابر المليئة بالعظام والجثث المتحللة غريبة ومرعبة.

ومع ذلك، بالنسبة للشعب التبتي، مثّلت الدفنات السماوية انتقالًا روحيًا هامًا، يتوافق مع معتقداتهم بدورة الحياة والموت والبعث في منطقة التبت.

ومع ذلك، وجد السكان الأصليون في منطقة التبت أهمية كبيرة في دورة الروح من خلال الدفن السماوي، واختاروا صنع العديد من الزينة الدينية من العظام.

الرمزية والاستخدام في الطقوس

غالبًا ما كانت الكابالا، وهي قطعة حجرية مصنوعة من الجماجم وبقايا الموتى تُزيّن بالفضة والمنحوتات والأحجار شبه الكريمة، وتتراوح زخارفها بين التراتيل المقدسة والتصاميم الفنية التي تعكس الغرض منها، وُضعت أوعية الجمجمة هذه على قواعد مقدسة في الأديرة، لتكون بمثابة أوعية لتقديم القرابين للآلهة.

وكان الرهبان يخبزون خبزًا على شكل آذان أو ألسنة ويضعونه داخل الكابالا، رمزًا لتقديم لحم بشري.

وبالنسبة للآلهة الأكثر غضبًا، مثل دارمابالا، لم يكن الخبز البسيط كافيًا، بل كان يُقدّم بدلًا منه نبيذ الدم، ومن خلال هذه الأعمال، سعى الرهبان إلى استنارة روحية أعمق، معتقدين أن أداء الطقوس مع الآثار المقدسة يعزز تأملهم وارتباطهم بالعوالم العليا.

لمحة عن تقليد راسخ في منطقة التبت

لا تزال الكابالا رمزًا قويًا للروحانية التبتية، إذ تُجسّد رؤية عالمية لا يُعتبر فيها الموت نهايةً بل تحولًا، وتُذكّرنا أوعية الجمجمة هذه بأن الثقافات المختلفة تتقبل زوال الحياة بطرق فريدة، محولةً ما قد يخشاه الآخرون إلى أدوات مقدسة للتنوير.