رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

بعد الحديث عن «الضاحك الباكي».. لماذا تفشل أعمال السيرة الذاتية؟

مسلسل أبو ضحكة جنان
مسلسل "أبو ضحكة جنان"



محمد فاضل يجهز "الضاحك الباكي" عن حياة نجيب الريحاني.. وأقاويل عن اختيار نضال الشافعي للدور

طارق الشناوي: نوعية صعبة جدًا في التمثيل.. والموهبة وحدها لا تكفي

عمرو الكاشف: "الشافعي" فنان موهوب.. وهذا ما يجب عليه فعله


تعد مسلسلات وأفلام السير الذاتية من الأعمال الفنية التي تثير، عادة، حالة من الجدل بين الجمهور، فالبعض يؤيدها، والآخر يقف معارضًا لها، ويراها إفلاسًا فكريًا، وما بين الفريقين، أصبحت إمكانية تنفيذ هذه النوعية من الأعمال الفنية أمرًا محدودًا للغاية على الساحة، خلال الفترة الأخيرة.

ولكن بعد فترة طويلة من ابتعاد المخرج الكبير محمد فاضل عن العمل، أعلن، مؤخرًا، عن استعداده لتقديم مسلسل جديد بعنوان "الضاحك الباكي"، عن الراحل نجيب الريحاني، ليكسر حالة "الكليشيهات" الموجودة في الدراما، على مدار السنوات الماضية، من "قتل، وأكشن، وخيانة"، وغيرها من الأفكار المكررة.

وكشف "فاضل" أنه يحلم بخروج هذا المسلسل للنور، ليلًا ونهارًا، وأنه يتمنى ألا يعرض بالموسم الرمضاني المقبل، حتى يأخذ حقه في المتابعة واهتمام المشاهدين.

وتابع، في تصريحات صحفية، أنه استقر على الفنان الذي يجسد دور "الريحاني"، في مراحل حياته المختلفة، باستثناء مرحلة الطفولة، التي سيقدمها طفلًا صغيرًا، مشيرًا إلى أنه لن يعلن اسمه إلا بعد التعاقد الرسمي معه.

وأضاف أن المسلسل سيتطرق إلى تفاصيل دقيقة في حياة "الريحاني" لا يعرفها أحد، مثل مشاركته في ثورة 1919، وعمله في أعمال بسيطة متواضعة كـ"صبي بقال" قبل دخوله مجال الفن، مؤكدًا على أن المسلسل سيناقش العديد من التغيرات الاجتماعية والوطنية التي مرت على مصر قديمًا.

وعلى الرغم من أن "فاضل" لم يذكر اسم الفنان الذي اختاره لتقديم دور "الريحاني"، لكن مصادر أكدت على أن الاختيار وقع على النجم نضال الشافعي، وأنه أبدى موافقته الأولية على المسلسل.

وعند النظر إلى الوراء في تاريخ هذه النوعية من الأعمال؛ نجد أن الأغلبية منها لم تلق حظًا في النجاح، باستثناء مسلسل "أم كلثوم" للفنانة صابرين.

أما مسلسل "أبو ضحكة جنان" للفنان أشرف عبد الباقي، ومسلسل "السندريلا" للفنانة منى زكي، ومسلسل "العندليب" للفنان شادي شامل، ومسلسل "الشحرورة" للفنان كارول سماحة، ومسلسل "أسمهان" للفنانة سولاف فواخرجي، وأيضًا فيلم "حليم" للراحل أحمد زكي، فـكلهم لم يحققوا النجاح المرجو، ولم يجدوا سوى الفشل أمامهم.

من جانبه، قال الناقد الفني طارق الشناوي لـ"النبأ"، إن أعمال السير الذاتية تعد من أصعب الأعمال التي يمكن تقديمها لأي فنان، ووصفها بأنها منطقة ملغمة فنيًا.

وتابع أن الموهبة لا تكفي، في هذه الحالة، وحدها، وأنه يجب على الفنان الذي سيجسد دور شخصية مشهورة، في أي فيلم أو مسلسل، أن يكون ذكيًا وواعيًا بما فيه الكفاية لما يفعله.

وأشار "الشناوي" إلى أن أي خطأ، حتى لو كان بسيطًا، من قِبل الفنان، ربما يتسبب في تلويث تاريخ الشخصية التي يقدمها، مؤكدًا على أن السينما والدراما لديهما تأثير أقوى على المشاهدين من الروايات والكتب.

أما الناقد عمرو الكاشف؛ فـأوضح أن هذه الأعمال يطلق عليها "أعمال الأقنعة"، وبرر ذلك بأنها أصبحت عبارة عن مجرد "قناع" يضعه الفنان على وجهه، ليغير ملامحه إلى ملامح الشخصية التي يظهر بدورها، ليس أكثر.

ولفت إلى أن هذه النوعية من الأعمال الفنية فشلت أكثر من مرة، وباتت "موضة قديمة"، كما ضرب مثالًا بمسلسل "كاريوكا" للفنانة وفاء عامر، ومسلسل "السندريلا" للفنانة منى زكي، مؤكدًا على أن كل تاريخ "منى" الفني، لم يشفع لها عندما أخفقت في دور سعاد حسني.

وعن اختيار "الشافعي" لدور نجيب الريحاني، قال إن الأول فنان كبير وموهوب، وأنه من السهل، بالمكياج أن يصبح شبيهًا للأخير، لكنه أكد على أهمية أن يدرس كل جوانب شخصيته ومراحل حياته المختلفة، حتى يكون شبيهًا له في الروح أيضًا، ليس الشكل فقط.

وأنهى كلامه مشددًا على ضرورة تحري الدقة في هذه الأعمال، سواء أفلام أو مسلسلات، وأن يراعي كل فريق العمل أنهم يقدمون أعمالًا تؤثر في الكثيرين، بالسلب أو بالإيجاب، وألا يهتموا بالبحث عن الشهرة والمال فقط.