رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

سيناريوهات مستقبل مشروعات الدول العربية مع إسرائيل

الدول العربية
الدول العربية


قبل نحو عام تحديدًا، وقعت أربع دول عربية، هي "الإمارات العربية المتحدة والسودان والمغرب والبحرين"، اتفاقيات لتطبيع العلاقات مع دولة إسرائيل، وهي الاتفاقيات التي نتج عنها الإعلان عن بعض المشروعات الاقتصادية بين البلدان الأربع وإسرائيل.

ومثلت هذه الاتفاقيات قفزة في علاقة إسرائيل بالدول العربية، خاصة أن اتفاقيات السلام التي عقدتها إسرائيل مع مصر والأردن، على وجه الخصوص، كانت بعد معارك عسكرية، لكن الاتفاقيات الجديدة كانت مع بلدان لم تربطها أي علاقات رسمية سابقة بإسرائيل.

المغرب
عرفت المبادلات التجارية بين المغرب وإسرائيل ارتفاعًا ملموسًا قدرته بعض البيانات بنحو 50% خلال الأشهر الـ6 الأولى من العام الجاري، فضلًا عن توفير 20 خطًا جويًا بين البلدين، وفقًا لبيان صادر عن وزارة الخارجية المغربية.

ونشر مكتب الإحصاء المركزي الاسرائيلي، أن التبادل التجاري مع المغرب انتقل من 14.9 مليون دولار إلى 20.8 مليون دولار. وسجل حجم التبادل التجاري بين المغرب وإسرائيل زيادة كبيرة، على خلفية الاتفاق الثلاثي الموقع بين الطرفين إلى جانب الولايات المتحدة.

وفي مجال التطبيع الزراعي بين المغرب وإسرائيل، كشفت وزارة الخارجية الإسرائيلية عن انطلاق مشروع لإنتاج فاكهة الأفوكادو بالمغرب، بقيمة استثمار ضخمة، بعدما أعلنت أكبر شركة للُمنتجين والمصدرين لفاكهة الأفوكادو في إسرائيل "مهادرين"، عن انطلاق مشروع لإنتاج الافوكادو بالمغرب، بقيمة استثمارات بلغت حوالي 9 ملايين دولار، ويستطيع المغرب بموجب هذه الشراكة إنتاج 10000 طن من الأفوكادو سنويا.

وكانت المغرب وإسرائيل وقعت نحو 20 اتفاقية تُغطي مجالات مختلفة، إضافة لاستحداث منصة للحوار والتعاون تضم خمس مجموعات عمل قطاعية، وفتح قنوات التواصل بين مجتمعات الأعمال، علاوة على إطلاق نحو 20 رحلة جوية تديرها شركتا طيران إسرائيليتان.

ووفقًا للمعلومات المُتاحة، فإن المغرب وإسرائيل بدأتا في عقد مفاوضات في مجال الفضاء، وذلك عبر قيام شركة صناعة الفضاء الإسرائيلية IAI، بشأن إمكانية إنشاء "حاضنة أعمال تجارية" ستعمل على تطوير ذخائر طائرة وطائرات مسيرة انتحارية، أي آليات ذات تكلفة منخفضة، ولا تتطلب إلا تكنولوجيات محدودة لبنائها.

وفي المجال السياحي، توقعت وزارة السياحة المغربية، وصول عدد السياح الإسرائيليين الوافدين إلى المملكة حوالي مليون سائح خلال السنة الجارية. ومكّن إطلاق رحلات جوية بين المغرب وإسرائيل من انتعاش السياحة الدينية في المغرب.

وتعتبر مدن الصويرة وتنغير والدار البيضاء ووزان وتارودانت، الوجهات المفضلة للسياح اليهود داخل المغرب، حيث يعود المستقرون بإسرائيل وبدول أخرى لزيارة ما يمثل بالنسبة لهم "مسقط الرأس"، فضلًا عن احتضان مدن مغربية كثيرة لمقابر ومزارات الأجداد. وحسب الباحثين فإن المغرب يضم 36 معبدًا، وعددًا كبيرًا من الأضرحة والمزارات اليهودية.

ومن أبرز المناسبات الدينية التي يحتفل بها اليهود في المغرب، ما يعرف بـ"الهيلولة"، أو ليلة "الهيلوليا" ومعناها "سبحوا الله". وتمتد الاحتفالات بهذا الموسم لأسبوع تحيي فيه الطائفة اليهودية، كل سنة، عاداتها وتقاليدها وتستحضر من خلالها قيم التعايش والتسامح بين الديانات السماوية.

السودان
وفقًا لبيانات صادرة عن دولة إسرائيل، فإن إسرائيل ستُقيم مشاريع اقتصادية ضخمة في السودان للمساعدة في تطويرها اقتصاديًا، وأن البلدين اتفقا على افتتاح سفارتين بالإضافة إلى اتفاقات تعاون اقتصادية وزراعية، وسيسمح للطائرات الإسرائيلية بالتحليق فوق سماء السودان.

كما تم توقيع مسودة اتفاقية للتعاون الاستخباري بين السودان وإسرائيل، وأن هذه الاتفاقية تشمل كبح جماح المنظمات الإرهابية في المنطقة وتعمل على تعزيز السلم والأمن الدوليين.

‎وكانت السودان وقعت في 6 يناير الماضي، اتفاقًا برعاية الولايات المتحدة مع إسرائيل ضمن ما عُرف بـ"اتفاقيات إبراهيم"، وجاء توقيع الاتفاقية بعد أقل من شهر من قيام واشنطن بإزالتها من القائمة السوداء "للدول الراعية للإرهاب".

الإمارات
على الرغم من اعتبار اتفاق الإمارات وإسرائيل بشأن التطبيع الاتفاقية الأساسية والتي على إثرها انطلقت اتفاقيات التطبيع، فضلًا عن مشروعات كبيرة بين البلدين إلا أن ذلك لم يمنع وزارة البيئة الإسرائيلية من رفضها منح ترخيص لمشروع خط أنابيب نفط بين الإمارات وإسرائيل والذي كان من المقرر أن يتم ربطه بميناء إيلات على البحر الأحمر.

ويعني هذا الإجراء بالفعل إلغاء الاتفاقية التي أبرمت في العام الماضي، بعد توقيع "اتفاقات إبراهيم"، لمدة 10 سنوات وتقضي بتمديد خط أنابيب النفط الذي يربط بين إيلات ومدينة عسقلان المُطلة على البحر المتوسط، إلى الإمارات.

ووفقًا للمعلومات، فإن الصفقة بين شركة خطوط الأنابيب الأوروبية الآسيوية، وهي شركة مملوكة للحكومة الإسرائيلية، وميد ريد لاند بريدج، وهو مشروع إسرائيلي إماراتي مشترك، لا تزال سرية، وأن مسئولين في حكومة رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو لم يكونوا على علم بالاتفاق حتى تم الإعلان عنه في سبتمبر 2020.

وتأسست شركة خطوط الأنابيب المعروفة باسم ايبك في الستينيات لجلب البترول الإيراني إلى إسرائيل عندما كانت بين البلدين علاقات ودية، وتكتم على عملياتها السرية، لأسباب أمنية. وطلبت منظمات بيئية إسرائيلية من المحكمة العليا في البلاد وقف شحنات النفط.

لكن هذا لم يمنع أو يعكر صفو العلاقات بين البلدين، حيث تعتزم دولة الإمارات إنشاء صندوق لضخ استثمارات في قطاعات استراتيجية في إسرائيل، موضحة أن قيمتها ستبلغ 10 مليارات دولار، وأن الإمارات ستقوم من خلال هذا الصندوق بالاستثمار في إسرائيل ضمن قطاعات استراتيجية تشمل الطاقة والتصنيع والمياه والفضاء والرعاية الصحية والتكنولوجيا الزراعية وغيرها.

كما سيركز الصندوق على مبادرات التنمية وتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، وسيتم تمويل الصندوق من مخصصات من الحكومة ومن مؤسسات القطاع الخاص، وقد وصل حجم الصفقات التجارية بين الإمارات وإسرائيل أكثر من 830 مليون دولار منذ سبتمبر العام الماضي وحتى الآن.