رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«حبيبتى من تكون» فى «موسم الرياض»

طارق الشناوي
طارق الشناوي



فى ساحة الموسيقى بموسم الرياض تجد صورة ضخمة لأم كلثوم، وبعدها تلتقى فى الخلفية بعدد من كبار عازفى الفرقة تستطيع أن تميز بين الأسماء الموسيقار محمد القصبجى عازف العود، وعبده صالح عبقرى القانون وقائد الفرقة، ثم أحمد الحفناوى أحد أهم عازفى الكمان طوال التاريخ، وعازف الكونترباس الشهير بـ(عباس عظمة).

بجوارها مسرح آخر تتصدره صورة عبدالحليم حافظ، العرض باسم (حبيبتى من تكون) القصيدة التى كتبها الأمير خالد بن سعود، وتلحين بليغ حمدى، وقدمها عبدالحليم فى جلسة خاصة، ولم يتحمس لإذاعتها، وبعد رحيله بأربع سنوات طبعها صديقه وشريكه مجدى العمروسى على كاسيت وحققت نجاحًا جماهيريًا ضخمًا فاق كل التوقعات، ولاتزال تحقق هذا النجاح. على باب المسرح التقيت ابن شقيق عبدالحليم محمد شبانة، المشرف على معرض يضم ما تبقى من مقتنيات عبدالحليم، فلم يكن حليم يهتم كثيرًا بالاحتفاظ بملابسه، وكان يمنحها فى الخمسينيات والستينيات للمحتاجين، إلا فيما ندر. من بين المقتنيات (الجاكيت) الوحيد الذى مثل به فيلم (يوم من عمرى)، وعدد من البدل الأخيرة التى ارتداها فى حفلاته مثل قارئة الفنجان، توجد بعض قصاصات بخط عبدالحليم الأنيق، أيضًا ولاعة صوفيا لورين التى التقاها مع عمر الشريف وأصرت أن تسمعه يغنى باللغة العربية، واتفقت مع عمر الشريف أن تشاركهما بطولة فيلم يخرجه يوسف شاهين. رأيت جواز سفر عبدالحليم حافظ، والغريب أن تاريخ انتهاء صلاحية الجواز هو بالضبط تاريخ مغادرة عبدالحليم الحياة، 30 مارس 1977. وبعدها بدأ العرض الذى قدمه مخرجنا الكبير خيرى بشارة، وأظنها المرة الأولى التى يقدم فيها عملًا مسرحيًا، وتخلله بعض المقاطع السينمائية والوثائقية، تأليف عزة شلبى وأحمد نبيل، موسيقى أمجد العطافى، ملابس نيفين رأفت، إضاءة جارد صايج، ديكور سايف جيفورد، والعرض تشرف عليه هيئة الترفيه، وتم إنتاجه بتوجيه مباشر من رئيس الهيئة تركى آل الشيخ. شاهدت رصدًا لتاريخ حليم ممزوجًا بتاريخ الوطن أعلنت الجمهورية فى عام 53، وتحديدًا 18 يونيو، وقدم يوسف بك وهبى الحفل فى حديقة الأندلس، وجاء التوافق مع تدشين عبدالحليم مطربًا، وذلك بعد أن ألحَّ عليه أكثر من مرة، ووجد يوسف وهبى الفرصة لتقديمه بعد اعتذار صباح فكان لابد من إنقاذ الموقف، وغنى حليم رائعة الموجى وتأليف سمير محبوب (صافينى مرة) وبدأت الرحلة. هل كان عبدالحليم صادقًا فى مشاعره العاطفية كإنسان؟ وصفه الشاعر الكبير كامل الشناوى قائلًا: (عبدالحليم يكذب إذا تكلم، ويصدق فقط عندما يغنى)، الفنان يسبق الإنسان، وكل شىء من الممكن التضحية به فى سبيل تحقيق النجاح.

شاهدنا كمال الطويل والموجى فى البدايات مع حليم ومعهم أيضًا أحمد فؤاد حسن قائد الفرقة الموسيقية، وهو دائمًا الصديق القادر على إضحاكهم، رغم أن فى كل لقاءاتى السابقة مع الموجى والطويل لم يتحدثا أبدًا عن أنه شخصية تسعى لإثارة الضحك، وأنا أيضًا عرفته شخصيًا ولم أجد ما يوحى بذلك. أدى دور عبدالحليم، محمود الغندور، بينما أدى محمد المغاورى دور بليغ حمدى، وإحسان التركى جد حبيبة عبدالحليم ديدى، ومن الأسماء أيضًا دينا عماد، وألحان المهدى ومروة عيد وكاريمان ونجلاء فوزى وريهام محيى الدين وعادل الحسينى وأمير الصم ومنعم يوسف وغيرهم. حياة عبدالحليم متعددة الأوجه، وخيرى بشارة اختار أن يمزج الكثير من الغناء بقليل من السياسة، وقدم رؤيته لحليم، لنستعيد زمن وأغانى لاتزال تنبض بالحياة!!.

[email protected]

نقلا عن "المصري اليوم"