رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

"سفاح نوبل" مجرم حرب .. سيناريوهات حل أزمة سد النهضة بعد سقوط نظام «آبي أحمد» في إثيوبيا

النبأ

 

دراسة: الصراع الحالي يمنح أديس أبابا ذريعة إضافية لعرقلة مسار التفاوض   

محلل: الحديث عن استفادة مصر من اندلاع حرب أهلية في إثيوبيا تصور خاطئ

«شراقي»: سقوط حكومة آبي أحمد يعطي الأمل في أن يخلفه شخص أكثر مرونة

«بخيت»: الموقف في إثيوبيا لا ينبئ بخير ويؤثر على سير مفاوضات السد 

«رسلان»: الأوضاع بإقليم تيجراي لها تأثير كبير على القرن الإفريقي 

 

في ظل ما يحدث في إثيوبيا من بوادر حرب أهلية، والحديث عن سقوط وشيك لحكومة أبي أحمد، بعد أن أعلنت تسع جماعات إثيوبية متمردة، من بينها جبهة تحرير شعب تيغراي، أنها شكّلت تحالفا ضد الحكومة الفدرالية برئاسة آبي أحمد، عقب التصعيد المتزايد في الأيام الأخيرة بعد تهديد مقاتلين موالين للجبهة بالزحف نحو العاصمة، هذا التحالف يهدف إلى إسقاط حكومة رئيس الوزراء آبي أحمد، سواء بالقوة أو بالمفاوضات وتشكيل حكومة انتقالية، واستنكرت الحكومة الإثيوبية التحالف ووصفته بأنه عمل دعائي وقالت إن بعض الجماعات فيه لها تاريخ من العنف العرقي، يراهن الكثير من المصريين على سقوط حكومة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، من أجل إحداث انفراجة في ملف سد النهضة، فإلى أي مدى هذا الرهان في محله، وما هي السيناريوهات المتوقعة لحل أزمة سد النهضة بعد زوال نظام آبي أحمد، ومن يضمن أن تبدى الحكومة القادمة مرونة في مفاوضات سد النهضة المتعثرة؟.

مطلوب أمام الجنائية الدولية

أرسلت منظمة «تيجراي» الحقوقية الدولية طلبا للمحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، والرئيس الإريتري أسياس أفورقي، وذلك بسبب «انتهاكات فاضحة» للقانون الدولي، فيما يتعلق بارتكاب جرائم تطهير عرقي وجرائم في حق الإنسانية وأعمال عدوانية.

وتتحدث الكثير من التقارير الدولية على أن آبي أحمد سيكون أول حائز على جائزة نوبل يحاكم أمام محكمة الجنايات الدولية، لارتكابه جرائم حرب في إثيوبيا.

الدفاع عن إثيوبيا بأي وسيلة

تعهد مجلس العمل الإثيوبي للمغتربين بالدفاع عن إثيوبيا بأي وسيلة وثمن وتحقيق بناء سد النهضة، وذلك في ظل ما يدور في البلاد من قتال عنيف قد ينتهي بدخول العاصمة.

وقال رئيس المجلس، خلال إن مجتمع المغتربين يلعب دوره الحاسم بالنسبة للإثيوبيين ليشهدوا التغييرات والإصلاحات في البلاد، مضيفا: "نحن مستعدون للدفاع عن أمتنا بأي وسيلة وبأي ثمن".

قاتل وسفاح

قال جيتاشيو رضا، المتحدث الرسمي باسم الجبهة الشعبية لتحرير التيجراي، أن حصول آبي أحمد على جائزة نوبل للسلام نكتة ومزحة وليست حقيقة أو واقعا، فهو قاتل وسفاح، فكيف يفوز بجائزة نوبل للسلام.

مصر أكبر المستفيدين

يقول محمد أبوالفضل في جريدة العرب اللندنية: "يعتقد البعض خطأً أن مصر أكبر المستفيدين من اندلاع حرب أهلية في إثيوبيا تأكل الأخضر واليابس هناك، وألمحوا إلى دور مخابراتي للقاهرة أسهم في اشتعال الموقف في إقليم تيغراي مؤخرا … فعّل هؤلاء نظرية المؤامرة، ونسجوا في خيالهم تقديرات روّجوا لها في بعض وسائل الإعلام، اعتمدوا فيها على الأزمة الناشبة بين القاهرة وأديس أبابا بسبب سدّ النهضة".

ويتابع: "أخطأ أنصار هذا التصور القاتم مرتين. مرة لأن السد الإثيوبي أصبح واقعا ملموسا، بصرف النظر عن مصير الحكومة الراهنة في إثيوبيا. ومرة ثانية لأن الخلاف أصلا ليس على أهمية السد التنموية، بل على طرق الملء والتشغيل والحفاظ على مصالح جميع الأطراف عبر التوصل إلى اتفاق ملزم".

ويضيف أبوالفضل: "تخشى القاهرة من استثمار بعض القوى الخارجية للأزمة الإثيوبية والعمل على تكريسها، وإشاعة المزيد من الفوضى في المنطقة، والتي أدت في الصومال إلى دخول متغيرات أثرت على التوازنات التقليدية، ووجدت بعض القوى فرصة في تعميم الانفلات لخدمة مصالحها".

ومضى قائلا: "تخوض مصر حربا ضارية ضد الإرهاب في الداخل، وترى أن نكبتها في روافده الخارجية، من ليبيا إلى السودان ومصر غير مستعدة لأن يتحول نفوذ هؤلاء إلى إثيوبيا، مع استمرار تفكك الصومال".

حرب أهلية طاحنة

ويرى عبد الله السناوي في صحيفة الشروق أنه قد "قيل وتردد تفسيرا للتعنت الإثيوبي الممتد جولة بعد أخرى ووسيطا بعد آخر «فيما يتعلق بمفاوضات سد النهضة»، إن مشروع السدّ يكاد يكون نقطة الإجماع الوحيدة بين المكونات السياسية والعرقية وسند الشرعية الأساسي في بلد ممزق يتلمس بصعوبة بالغة طريقه لسدّ احتياجات مواطنيه".

ويتابع السناوي: "بدا مشروع السد قضية دولة تبحث عن التماسك الداخلي بقدر ما هو ضرورة تنمية … لم يكن مشروع السد ضمانة نهائية للتماسك الداخلي، ولا كان التعنت الفادح في المفاوضات مانعا لصواعق الحرب الاهلية".

ويضيف: "لم يكن أحد يتوقع أن تدخل إثيوبيا حربا أهلية طاحنة، بينما أزمة السد تراوح مكانها منذرةً بسيناريوهات تدخّل عسكري دفاعا عن الأمن المائي المصري والحق في الحياة ــ كما أشار الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب قبل الانتخابات الرئاسية مباشرة. على غير انتظار سرت رائحة البارود في المكان بفعل التناقضات الإثيوبية الداخلية لا وفق إشارة ترامب".

سد النهضة جزء من نتائج الحرب

وفي تعليقه على هذه التطورات قال المحلل السياسي السوداني الدكتور ربيع عبد العاطي: "من المعروف أن النظام السياسي في إثيوبيا هو نظام يقوم على القبلية، وتوزيع المناصب السياسية ليس بعيدا عن الموازنات والمحاصصات القبلية، وذلك بالنظر إلى التاريخ الإثيوبي وإلى الحكومة الحالية، وهناك أعراق تتبادل على النظام منها الأورومو والتيجراي والأمهرية، وأيضا توجد قبائل صغيرة بها أجزاء موجودة في جنوب السودان."

وأضاف: "وهناك مناطق متنازع عليها بين إثيوبيا وكينيا والصومال، والصراع الآن يدور بين قبيلة التيجراي والقبيلة الأخرى التي ينتمي إليها رئيس الوزراء آبي أحمد، وهذا الأمر بكل تأكيد يؤثر على شرق السودان كثيرا، خاصة وأن السودان أيضا به مناطق قبلية، وهذا الصراع ليس بعيدا عندما تم تعيين الوالي في تيجراي ينتمي إلى قبيلة تتبع إريتريا إلى حد كبير، ولهذا كان قرار إغلاق الحدود حتى لا يتسلل الصراع والقوات المختلفة سواء كانت تتبع هذه القبيلة أم تلك."

ولم يستبعد عبد العاطي أن: "تؤثر تلك الأزمة التي تضرب إثيوبيا على سد النهضة، حيث إن الوضع السياسي فيها هش جدا، متوقعا أن تكون هناك تداعيات لتلك الأزمة على الوضع الداخلي وأيضا على السياسات الإثيوبية الخارجية وكذا على وضع العلاقات مع السودان، وعلى كل حال سيكون سد النهضة جزءا من تلك النتائج التي ستتأثر بها إثيوبيا."

وأشار إلى أن أزمة سد النهضة لها علاقة بالمناطق التي بها اضطرابات حاليا في قبيلة التيجراي ومناطق أخرى مثل مناطق منابع النيل، وبالتالي فإن تلك الأزمة سوف تنسحب على الحكومة وعلى المنطقة بالكامل بما فيها مناطق سد النهضة.

يؤثر في الحكومة ومشروع سد النهضة

ويقول الصحفي الإريتري والباحث في شؤون القرن الإفريقي محمود أبو بكر، إن ما يحدث في إثيوبيا ستكون له انعكاسات إقليمية ودولية، وسوف يؤثر في الحكومة ومشروع سد النهضة، الذي يعد حلمًا قوميًا عند كل الإثيوبيين جميعًا، ولا يوجد خلاف حول أهميته بين أي من القوى السياسية الإثيوبية"، مشيرا إلى أن الجميع يتمنى أن يتم المشروع في التوقيتات المحددة له، لكن الميزانية والأولويات قد تؤخر استكمال منشآت السد، وربما تؤجل ملأه أيضًا.

 وأضاف "وبينما يشكل السد نقطة اتفاق، فقد بات محورًا للصراع، وتبادل الاتهامات بالخيانة، بين كل طرف وآخر: إبان المفاوضات التي كانت ترعاها أميركا بين الدول الثلاث، اتهم التيغراي آبي أحمد بأنه قدم تنازلات لمصر تحت ضغوط دولية وأميركية، ووصفوه بالخيانة، ومع اندلاع الصراع الحالي، اتهم رئيس الوزراء الإثيوبي جبهة التيغراي بأن لديها علاقات مع مصر ومرتبطة بجهات خارجية وتسعى لتعطيل سد النهضة".

ويرى أبو بكر أن "آبي أحمد قد يسعى لاستكمال المشروع كي يحظى بتأييد داخلي، بعدما تأثرت شعبيته كثيرًا في الآونة الأخيرة، لكن هل تسمح قدراته بذلك؟ لا اعتقد أنه سيستطيع السير في الحرب والبناء في الوقت ذاته، لأن الموارد محدودة".

أما عن المفاوضات المتعثرة بشأن مياه النيل، فيقول الباحث في شؤون القرن الأفريقي: "إن المفاوضات ستزداد تعقيدًا، فبالإضافة إلى المتغيرات التي تحدثنا عنها، هناك ضيق إثيوبي بسبب المناورات العسكرية التي أجرتها مصر والسودان، وهناك اتهامات من كل طرف للآخر بأن لديه علاقات مع مصر، وكل شيء في السياسة الإثيوبية بات يدور في فلك سد النهضة، فهو مشروع قومي يتفق عليه الجميع، وفي الوقت ذاته محور ينطلق منه كل طرف لمهاجمة الآخر".

إقامة ديكتاتورية جديدة على حسابهم

من جانبه قال الدكتور هاني رسلان، رئيس وحدة دراسات السودان ودول حوض النيل بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية بالقاهرة" إن المستجدات على الساحة الإثيوبية ومنها تطورات الأوضاع في إقليم تيجراي سيكون لها تأثير كبير على الوضع السياسي في الداخل الإثيوبي وعلى السودان وسد النهضة."

وأضاف:"إقليم تيجراي ليس لقمة سائغة وما زال الأمر في بدايته وسوف ننتظر إلى أين ستذهب الأحداث، وهذا سيكون عاملا مهما في موقف أديس أبابا، لأن الكثير من التوقعات تشير إلى اتساع تلك التوترات خلال الفترة القادمة وقد تنضم إليها إثنيات أخرى، لأن تيجراي كانوا قد بدأوا في الفترة الأخيرة تكوين تحالفات مع عناصر معينة من الأورومو ومع الإقليم الصومالي ومجموعة العفر المجاورة لهم، ويحاولون تكوين جبهة ضد ما يعتبرونه تغول رئيس الوزراء آبي أحمد وإقامة ديكتاتورية جديدة على حسابهم."

ويضيف رسلان: "هناك إستراتيجية استنزاف تتبعها جبهة تيغراي، وهذا الأمر سيكون له تداعيات على استقرار إثيوبيا والجوار، عمومًا لو انتصر آبي أحمد بوضوح، فإن هذا سوف يعني أن قومية الامهرة ستكون هي القوة الأساسية خلف الحكومة، وآبى أحمد الذي هو عدو التيغراي، وذلك بعد فقدانه تأييد الأورومو"، مستطردا: "هؤلاء الأخيرون متمسكون بشدة بالسد، وسيقفون وراء استمرارية مواقف إثيوبيا الحالية المتعنتة".

وتابع رسلان: "ولكن استمرار الحرب قد يضعف النظام القائم كله، ومن ثم سوف يطرح تساؤلات حول قدرة الحكومة على توفير متطلبات استكمال البناء، أو إسناد هذه المواقف المتعنتة والاستمرار فيها، إذ إن الموارد الشحيحة ستذهب جميعها إلى المجهود الحربي وتداعياته، كما أن الموقف السياسي الداخلي والإقليمي والدولي لحكومة آبي أحمد سيشهد تراجعات كبيرة".

ذريعة لعرقلة مسار مفاوضات سد النهضة

ويؤكد مدير مركز البحوث الأفريقية بجامعة القاهرة الدكتور أيمن شبانة في دراسة حديثة له أن "الصراع الحالي سيمنح إثيوبيا ذريعة إضافية لعرقلة مسار مفاوضات سد النهضة، مما سيضر بالمصالح المصرية".

ويضيف شبانة في دراسته التي جاءت تحت عنوان "الصراع في إقليم تيغراي... الأبعاد والسيناريوات المحتملة": "في ظل توازن القوى بين طرفي الصراع، قد يطول أمد الحرب الاهلية، لنصبح أمام وضع مشابه للحال في إقليم دارفور بالسودان".

هذا يعني "نجاح حركة تيغراي في استدراج الجيش الإثيوبي إلى حرب استنزاف طويلة الأمد، بما يقوض الاستقرار السياسي والأمني في إثيوبيا ودول الجوار في القرن الأفريقي وحوض النيل أيضًا، بخاصة إذا ما اتجهت بعض الأقاليم الإثيوبية إلى تفعيل حق تقرير المصير الوارد في المادة 39 من الدستور الإثيوبي".

سيضيف مزيدا من التعقيد لملف المفاوضات

وتقول مديرة تحرير صحيفة الأهرام والمتخصصة في الشؤون الإفريقية أسماء الحسيني إن ما يحدث في تيغراي سيضيف مزيدا من التعقيد لملف المفاوضات، مشيرة إلى أن الوضع في إقليم تيغراي سيؤثر على المفاوض الإثيوبي الذي ستتركز أولوياته على الحرب الدائرة في بلده، وكذلك المفاوض السوداني الذي تعاني بلاده من عبء استضافة اللاجئين الإثيوبيين من النزاع هناك.

وفي ظل هذا الموقف، لا تشعر القاهرة بالارتياح لما يحدث في إثيوبيا من صراع، لأنها بلد كبير ومهم ومقر للاتحاد الإفريقي وعدم الاستقرار فيه يدفع ملف السد لحافة لا تبشر بالخير.

وترى الحسيني أن مصر تتعامل مع ملف سد النهضة من مبدأ كسب ثقة إثيوبيا، وليس العكس، وبالتالي تظهر حرصها الدائم على الدعوة إلى حل النزاع.

وتصيف الحسيني، إن استقرار إثيوبيا، هو حجر زاوية لاستقرار المنطقة، وأي تداعيات سلبية تحدث الآن فيها، ستؤثر على مصر بما يتعلق بسد النهضة.

ولفتت الحسيني، إلى أن رئيس الوزراء آبي أحمد، كان يتبع أسلوب التعنت تجاه سد النهضة، مما أدى لانسداد أفق التفاوض مع مصر والسودان، بما يتعلق بملء السد وتشغيله، ولا سيما أن أحمد لم يبد بعضًا من المرونة خلال المفاوضات.

واعتبرت الحسيني، أن ما يجري في إثيوبيا حاليًا، من تهديدات بمعارك ومواجهات عسكرية، سيؤثر على ملف سد النهضة الذي جرى تجميده، لكون جهد الحكومة سينصب على مواجهة معارضيها، الذين باتوا على مشارف العاصمة.

الأعمال في سد النهضة متوقفة

ويقول الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية في جامعة القاهرة، إن سقوط حكومة آبي أحمد سيعطي أملا في أن يأتي شخص آخر يكون أكثر مرونة، مشيرا إلى أن آبي أحمد على مدار ثلاثة سنوات أبدى تعنتا شديدا وإصراره على اتخاذ قرارات فردية ورفضه لقرار مجلس الأمن، متوقعا أن تكون الأعمال في سد النهضة متوقفة في ظل الأحداث التي تجرى في إثيوبيا، مشيرا إلى أن آبي أحمد مشغول الآن بإنقاذ نفسه، مستبعدا قيام جبهة التيغراي بتخريب سد النهضة كما تزعم الحكومة الإثيوبية، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء السابق زيناوي الذي وضع حجر أساس سد النهضة والذي قام بزيادة سعة السد التخزينية من 11 مليار متر مكعب إلى 74 مليار متر مكعب ينتمي لجبهة التيغراي، وبالتالي من مصلحة التيغراي إذا سيطروا على الحكم الحفاظ على المنشآت الإثيوبية بما في ذلك سد النهضة، موضحا على أن اتهامات الحكومة الإثيوبية لمصر بالوقوف وراء ما يحدث في إثيوبيا موجود طول الوقت دون دليل، لذلك هم لا يستطيعون ذكر اسم مصر، وبالتالي هذه الاتهامات هي شماعة، مؤكدا على أن الموقف المصري المعلن أن مصر لا تتدخل في الشئون الداخلية لأي دولة، لافتا إلى أن أمريكا وإسرائيل والغرب لا يدافعون عن آبي أحمد، مشيرا إلى أن هؤلاء يستطيعون التعامل مع أي شخص يحكم إثيوبيا طبقا لمصالحهم.

لا يصب في مصلحة مصر

يقول اللواء عبد الرافع درويش، الخبير العسكري والاستراتيجي، إن سقوط آبي أحمد لا يصب في مصلحة مصر كما يزعم البعض، مؤكدا على أن جميع الإثيوبيين يكرهون مصر وكلهم يسعون لتعطيش مصر، مشددا على أن الحل الوحيد لحل مشكلة السد هو احتلال أرض السد بأي شكل، موضحا أن سقوط آبي أحمد يعني تقسيم إثيوبيا، لافتا إلى أن البعض يتهم مصر بدعم جبهة تحرير الأرومو لأنهم مسلمون فقط لا غير، مؤكدا على أن الأرومو أو التيغراي أو بني شنقول كلهم يكرهون مصر، مشيرا إلى أن هؤلاء قبائل متناحرة، وبالتالي الحل هو في يد مصر، لافتا إلى أن الرهان على سقوط حكومة آبي أحمد هو رهان فاشل، موضحا أن ما يحدث في إثيوبيا يؤكد صحة كلام الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي رفض الاستجابة لدعوات ضرب السد، مستبعدا تدخل مصر والسودان في موضوع التيغراي، مؤكدا على أن هؤلاء لا عهد لهم ولا أمان، موضحا أن ملف سد النهضة تتم إدارته من خلال القوى الدولية مثل الصين والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، مشددا على أن القرار في يد مصر وليس في يد طرف آخر.

التفاوض يكون مع الدول كاملة السيادة

يقول اللواء حمدي بخيت، الخبير العسكري والاستراتيجي، إن حالة عدم الاستقرار التي تعاني منها إثيوبيا تجمد الموقف في مسارات كثيرة منها مسار العلاقات مع دول الجوار وأزمة سد النهضة، مشيرا إلى أن التفاوض يكون مع الدول كاملة السيادة، لافتا إلى أن حالة عدم الاستقرار في إثيوبيا مستمرة منذ فترة وهذا كان له تأثير سلبي على سير مفاوضات سد النهضة، مؤكدا على أن الموقف في إثيوبيا لا ينبئ بخير وسوف يؤثر على سير علاقات إثيوبيا مع دول الجوار وعلى مفاوضات سد النهضة، مؤكدا على أن تعطيل مفاوضات سد النهضة سيكون في صالح إثيوبيا التي تتبع سياسة المماطلة منذ بداية الأزمة، منوها إلى أن حكومة أبي أحمد تتبع سياسات تضر بالأمن القومي المصري، مشيرا إلى أن القوى الخارجية التي تشترك في مؤامرة سد النهضة ستستغل ما يحدث في إثيوبيا لتحقيق مصالحها من خلال احتواء النظام الجديد في إثيوبيا، مستبعدا تدخل مصر في إثيوبيا، مؤكدا على أن مصر لديها موقف ثابت وهو عدم التدخل في شئون الغير، بل وتنادي بعدم التدخل الأجنبي في الشئون الداخلية لدول المنطقة.