رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

جدل ديني أزهري حول فتوى سرقة الجن الأموال والذهب من المنازل

الداعية محمد أبو
الداعية محمد أبو بكر

شهدت الساعات الماضية جدلًا دينيًا واسعًا بين رجال الأزهر، حول قضية سرقة الجن أموال من المنازل، وهي أحدث الفتاوى الصادر من أحد علماء الأزهر، حيث قال الداعية محمد أبو بكر، إن مشكلة سرقة الأموال دون معرفة سارقها متواجدة في الكثير من المنازل، مؤكدًا أن هذه الواقعة حدثت معه بالفعل في منزله.

وأفاد بأن «عالم الجن كعالم البشر منهم الصالحون ومنهم الطالحون السيئون، لذلك إذا اختفت الأموال من منزلك أو الذهب وتأكدت أن أهل بيتك لم يقوموا بالأمر، وتساءلت ما إذا كان الجن سرقهم فهذا صحيح!، لأنه يسرق من الأموال والذهب والأطعمة». 

الفتوى كان لها رفض شديد من جانب علماء الدين، حيث انتقد الدكتور محمد كارم أستاذ الفقة بجامعة الأزهر، هذا الكلام، معتبرة نوعًا من البحث عن «التريند» من جانب بعض رجال الدين الذين يظهرون بالفضائيات مؤخرًا.

وأكد «كارم» أن الجن لا يمكنه سرقة الأموال ولا سرقة المنزل، لأن هذا الأمر ليس في مقدوره.

في الوقت ذاته قال الشيخ سليم عبدالعزيز عضو لجنة الفتوى، إن حديث أبي هريرة لما وكل إليه مهمة حفظ الزكاة، هو حديث صحيح ولكن لا يستشهد عليه بسرقة الجن من المنزل، فهو ليس قاعدة يبنى عليها وإنما هي من باب الوقائع أو الحوادث الفردية.

وروى عن أبو هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وكل إليه مهمة حفظ زكاة الفطر، فجاءه رجل يسرق منها فانتبه له وأخذ به وقال له: «لأرَفَعَنَّك إِلى رسُول اللَّه ﷺ»، فقال الرجل: «إِنِّي مُحتَاجٌ، وعليَّ عَيالٌ، وَبِي حاجةٌ شديدَةٌ»، فتركه أبو هريرة يمضي إلى سبيله، لكنه لما أصبح أخبره النبي - صلى الله عليه وسلم - بحكاية السارق، فسأله قائلًا: «يَا أَبا هُريرة، مَا فَعلَ أَسِيرُكَ الْبارِحةَ؟ قُلْتُ: يَا رسُول اللَّهِ شَكَا حَاجَةً وعِيَالًا، فَرحِمْتُهُ، فَخَلَّيْتُ سبِيلَهُ. فَقَالَ: أَما إِنَّهُ قَدْ كَذَبك وسيعُودُ، يقول أبو هريرة: "فَعرفْتُ أَنَّهُ سيعُودُ لِقَوْلِ رسُولِ اللَّهِ ﷺ فَرصدْتُهُ».

وبالفعل جاء الرجل في اليوم التالي ليأخذ من طعام الزكاة، فامسكه أبو هريرة للمرة الثانية وهدده برفع أمره للرسول - صلى الله عليه وسلم-، وترجاه الرجل أن يتركه بالحجة ذاتها، أنه محتاج وله عيال فتركه مرة أخرى أبا هريرة، فلما أصبح قال له الرسول ﷺ: «يَا أَبا هُريْرةَ، مَا فَعل أَسِيرُكَ الْبارِحةَ»؟ قُلْتُ: «يَا رسُول اللَّهِ شَكَا حَاجَةً وَعِيالًا فَرحِمْتُهُ، فَخَلَّيتُ سبِيلَهُ»، فَقَال: «إِنَّهُ قَدْ كَذَبكَ وسيَعُودُ».

وفي اليوم الثالث جاء الرجل مرة أخرى، فقال له أبو هريرة: «لأَرْفَعنَّك إِلى رسولِ اللَّهِ ﷺ، وهذا آخِرُ ثَلاثٍ مَرَّاتٍ أَنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّكَ لاَ تَعُودُ، ثُمَّ تَعُودُ»، فقال له الرجل: «دعْني فَإِنِّي أُعلِّمُكَ كَلِماتٍ ينْفَعُكَ اللَّه بهَا»، فسأله أبو هريرة قائلًا: «مَا هُنَّ؟» قَالَ: «إِذا أَويْتَ إِلى فِراشِكَ فَاقْرأْ آيةَ الْكُرسِيِّ، فَإِنَّهُ لَن يزَالَ عليْكَ مِنَ اللَّهِ حافِظٌ، وَلاَ يقْربُكَ شيْطَانٌ حتَّى تُصْبِحِ»، وهكذا تركه أبو هريرة ليمضي في سبيله، لكن وفي صباح اليوم التالي، سأله النبي صلى الله عليه وسلم عما فعله الرجل بالأمس، فروى له أبو هريرة ما حدث وما علمه أياه ليقول كل ليلة حين يأوي إلى فراشه، فقال له النبي ﷺ: «أَمَا إِنَّه قَدْ صَدقكَ وَهُو كَذوبٌ، تَعْلَم مَنْ تُخَاطِبُ مُنْذ ثَلاثٍ يَا أَبا هُريْرَة؟» قُلْتُ: لاَ، قَالَ: «ذَاكَ شَيْطَانٌ».