رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

كرامة المعلم ثمنها «عشرون جنيهًا»

علاء الخضيري
علاء الخضيري

إن المعلم هو حجر الزاوية في العملية التعليمية وهو العنصر الأساسي في نجاحها أو فشلها وعلى يده تبنى الأجيال وتتقدم الأمم التى ترفع شأن العلم وفى مقدمتهم القائمين عليه.

لكن يبدو أننا فى واد وحكومتنا الرشيدة فى وادٍ آخر فلقد أصبح المعلم يخجل من نفسه بعد أن أضحى فى ذيل المهن والوظائف فلا يحظى بالتقدير المادى أو المعنوى. 

بالأمس أعلنت العديد من مديريات التربية والتعليم عن حاجتها لمعلمين لسد العجز رغم مرور ما بقرب من شهرين من العام الدراسي والمدارس تعانى وتصرخ من قلة عدد المدرسين والكثافة الشديدة في عدد الطلاب والتلاميذ ،علما بأن المنشور الوزاري لسد العجز والاستعانة بمعلمين من خارج الوزارة تم تعميمه على المديريات قبل بدء العام الدراسي، لكن المديريات تذكرت الآن وقامت بالإعلان المنتظر والحصة بعشرين جنيها دفعة واحدة ،ولا تتصور أنى أمزح أن ثمن الحصة لا يساوى ثمن ساندويتش واللى عاجبه.

الغريب أيضا أن المديريات التعليمية سبق وأعلنت عن طلب معلمين من المتطوعين "بدون أجر " تصور وامسك عليك لسانك واحتفظ بهدوء أعصابك يعنى ببلاش مع إجراءات واستمارات وبيانات وتعهدات ليه علشان تعمل معلم ببلاش وتروح المدرسة وتشرح للتلاميذ والطلاب أنهم سيتخرجون يوما ما ليعملوا فى مدرسة" ببلاش " وعليك أن تعد الدرس وتذاكر المنهج وتشتري كشكول تحضير لا يقل سعره عن "عشرين جنيها " من جيبك الشخصي والمواصلات على حسابك والمياه والسندوتشات على حساب مين ؟ وبعد فشل الوزارة لسد العجز من المتطوعين أعلنت عن العمل بالحصة مقابل 20 جنيها مصريا

إن هذا الثمن البخس وعدم التقدير للمعلم لا يمكن أن تسير معه منظومة التعليم بنجاح ولا يمكن لمعلم فاقد الأمل أن يصنع المستقبل بنجاح ولن يكون أبدا أمينا على التلاميذ والطلاب بل سيكون ساخطا وكارها وسيعلمهم عدم الانتماء لوطن يذل معلميه

لقد نص الدستور المصري على تحديد نسبة من الناتج القومي للتعليم تحديدا لما له من أهمية وأولوية فى النفقات العامة على غيره بينما نعانى من عدم وجود موارد مالية مخصصة لتعيين معلمين جدد وتزايد العجز كل عام حتى وصل إلى 300 ألف معلم وتفاقم الأزمة كل عام بخروج الآلاف إلى المعاش كل عام.

إن الذين ينظرون إلى مستوى تعليم الطلاب وخريجى المدارس سيكتشف دون جهد حجم الكارثة ،حتى وصلت للامية بين تلاميذ المدارس وبات الدرس الخصوصي والسنتر هو الملاذ للطالب والمعلم فالاول يبحث عن تعليم حقيقى والثانى يبحث عن دخل حقيقى 

إننى كنت ولازلت مدينا بالفضل والوفاء للمعلمين الذين علموني و الذين كانوا أساتذة بحق واهلا للعلم وطلابه لا يبخلون ابدا بعلمهم ونصيحتهم وتحفيزهم لنا لنكون فى الصفوف الأولى ولاشك أنهم نجحوا في تخريج الكثيرين الذين تبواوا افضل الاماكن بما تلقوا من علم فى مدارس حكومية وعلى يد مدرسين أكفاء 

إننى أطالب بتحسين أحوال المعلمين والارتقاء بهم ورفع دخولهم وتحسين بيئة العمل الخاصة بهم ليس دفاعا عنهم وفقط بل دفاعا عن مستقبل وطننا واولادنا فى أن يتقدم ويكون فى الصدارة بين الأمم وهذا لن يكون دون اصلاح منظومة التعليم وأساسها "المعلم".