رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

مفاجأة.. زيادة عدد طالبي اللجوء لمصر بنسبة 24%

عدد طالبي اللجوء
عدد طالبي اللجوء


"ماعندناش معسكرات لاجئين، وبيعيشوا زي ما المصريين ما بيعيشوا.. بيتعلموا في مدارسنا وبيتعالجوا في مستشفياتنا، حتى اللقاحات"، مضيفًا أننا لم نسمح لهم بالهجرة إلى أوروبا أو أن يكون مصيرهم في البحر أو للمجهول.

هكذا تحدث الرئيس عبد الفتاح السيسي عن ستة ملايين لاجئ في مصر من دول مختلفة، هربوا من ويلات الحرب والنازعات الدموية والحروب الاهلية ببلدانهم طمعا في حياة كريمة وعيشة أفضل ولم يجدوا سوى بلد الأمن مصر ليحتضنهم دون تفرقة بينهم وبين أبنائها على عكس دول أخرى ألقت بهم في مخيمات على أطراف حدودها يعانون من أوضاع معيشية صعبة للغاية.

أوضاع مصر الاقتصادية الصعبة وعدم الالتزام بتقديم الدعم المالي اللازم لمصر لمواجهة تزايد أعداد اللاجئين بها جعل مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين تحذر من أن الدعم المتوفر للاجئين في مصر يتعرض لضغوط شديدة بسبب ارتفاع أعداد الوافدين وعدم كفاية الموارد، مشيرة إلى أن النزاعات الجارية في كل من اليمن والدول الإفريقية الواقعة جنوب الصحراء الكبرى، أجبرت عددا أكبر من الناس على الفرار إلى مصر.

وأشارت المفوضية إلى أنه وخلال الأعوام القليلة الماضية، ازداد عدد اللاجئين وطالبي اللجوء المسجلين في مصر بنسبة 24%. وفي الوقت نفسه، فإن عدد اللاجئين الذين تشملهم برامج اللاجئين الحالية في مصر والهادفة لمساعدة وحماية ربع مليون لاجئ، أكثر من نصفهم من السوريين إضافة إلى آخرين من السودان وإثيوبيا وإريتريا وجنوب السودان واليمن، لا تحصل سوى على 4% من التمويل المطلوب لها.

ورغم ذلك فقد أعرب المفوض السامي للأمم المتحدة لشئون اللاجئين فيليبو جراندي عن تقدير المفوضية للجهود التي تقوم بها مصر ونجاحها في منع خروج أي حالة هجرة غير شرعية من السواحل المصرية، فضلًا عن استضافتها أعدادًا كبيرة من اللاجئين من جنسيات مختلفة وحرصها على معاملتهم كمواطنين.

وفيما يخص جهود الدولة على المستوى المحلي لدعم اللاجئين، يتمتع اللاجئين بالخدمات الأساسية أسوة بالمواطنين المصريين، حيث يتمتع اللاجئون وملتمسو اللجوء بحرية الحركة في مصر على ضوء تبني الدولة المصرية لسياسة تقوم على عدم إنشاء معسكرات أو مراكز احتجاز للاجئين أو طالبي اللجوء، فضلًا عن أنه بالرغم من أن مصر من الدول المتلقية لأقل مستويات التمويل الخاص بتغطية احتياجات اللاجئين، إلا أنها مستمرة في تقديم كافة الخدمات الأساسية والتي يتمتع بها المواطنون المصريون بمختلف القطاعات.

وبالنسبة لمجال الصحة، نصت اللائحة التنفيذية لقانون رقم 2 لسنة 2018 الخاص بالتأمين الصحي الشامل على شمول الأجانب المقيمين في مصر واللاجئين في منظومة التأمين الصحي الشامل، كما تم توسيع نطاق العديد من الحملات الصحية لتشمل اللاجئين وطالبي اللجوء، ومن الأمثلة على هذه الحملات حملة "100 مليون صحة" لاكتشاف وعلاج "فيروس سي" التهاب الكبد الوبائي، وحملة مكافحة شلل الأطفال، وحملة الكشف عن السمنة والتقزم بين طلاب المدارس الابتدائية.

أما فيما يتعلق بمجال التعليم، أشار التقرير إلى استفادة الأطفال من الدول العربية، والذين يتجاوز عددهم 65 ألف طالب، من الخدمات التعليمية وحق الالتحاق بالمدارس الحكومية دون تفرقة بينهم وبين المواطنين المصريين، كما اتخذت الحكومة المصرية قرارًا بمد اللاجئين السوريين بالحق في الوصول الكامل والمجاني لنفس الخدمات العامة مثل الرعاية الصحية والتعليم العالي والأساسي.

أزمات اللاجئين
عبدالله اليمني وهو أحد الفارين من الحرب الاهلية في اليمن وقد أتى إلى مصر هربا من الأوضاع الملتهبة هناك فجاء إلى مصر هو وزوجته وشقيقتها منذ عامبن أملا في حياة أفضل بعدما أتت الحرب الاهلية باليمن على الأخضر واليابس ووصل تدني العملة هناك إلى أرقام جعلت الحياة هناك صعبة للغاية بجانب قلة الخدمات جعلتنا نفكر في الهرب من هذا الجحيم وسافرنا إلى مصر التي وجدنا فيها كل سبل الأمان ففي مصر وجدت العمل متاحا لنا وأيضا الخدمات متوفرة ورغم بعض الصعوبات إلا أنه في المجمل مصر بلد الأمن والأمان ووجدنا حفاوة من المصريين ولا تفريق بيننا في المعاملة.

واستطرد "عبدالله" هناك بعد المشاكل واجهناها هنا بصفتنا أجانب كأسعار تأجير الشقق المبالغ فيه، وأيضا التنمر، ولكن هذا من عدد قليل من المصريين، بالإضافة إلى تجديد الإقامة التي تكون كل سنة أشهر وتأخرنا في الحصول عليها فحينما نذهب لتجديد الإقامة نتأخر في تجديدها مما يدخلنا في السنة أشهر الأخرى.

أما خالد السوداني والذي جاء إلى مصر منذ ثماني سنوات هاربا مما يحدث في إقليم دارفور.. فيقول نحن السودانيين رغم أوضاعنا المعيشية الصعبة هنا والتنمر على لون بشرتنا فإننا ننعم بالأمن عما هو موجود في السودان اليوم.

وتابع "خالد" مصر دولة لا توطن اللاجئين ولكنها محطة للجوء إلى الدول الأوروبية ورغم أنني مسجل في المفوضية ومعي البطاقة الصفراء إلا إنني لم أتمكن اللجوء إلى دولة أوروبية منذ ثماني سنوات ورغم سعي المتواصل إلى ذلك إلا أن كل محاولاتي باءت بالفشل ونعاني في مصر من التنمر "وجر الشكل" معنا فأهالي المنطقة يظنون أننا السبب في ارتفاع سعر تأجير الشقق التي وصلت إلى أرقام فلكية ولكننا مجبورون على تقبلها فلا بديل لدينا ولا يوجد خيارات أخرى وعليه نجد أنفسنا في أوضاع صعبة فالشقة الواحدة قد يسكن بها أسرتان أو أكثر فالغاية أن نجد مكانا يأوينا.

وأكمل "خالد" لا ألوم على المصريين في ردود فعلهم الحادة تجاهنا، فنحن مسئولون بسبب قلة من السودانيين التي تقوم بأفعال خارج تقاليد المصريين فمنا من يسير في الشارع وهو تحت تأثير المخدرات ومنا من يلعب الخمر برأسه ولا يدرك أفعاله ولكنها أفعال يدفع ثمنها كل السودانيين المتواجدين في المنطقة فالمصريون لا يفرقون بين من أخطأ منا ومن يعيش في حاله.

استطرد" خالد": الظروف الاقتصادية ليست صعبة علينا فقط ولكن على المصريين أيضًا فرغم تلك الحالة إلا أننا مرحب بنا من أشقائنا في مصر ونجد خدمة صحية لا تفرق بيننا وبينهم.