رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

من منصة الكلية الحربية

حمدي رزق
حمدي رزق


صورة (منصة ٣ يوليو) العظيمة تجسدت، أمس، بكل شخوصها، ووسوم هيبتها وبهائها وألَقها فى حفل تخريج الكليات العسكرية فى الكلية الحربية.

يظهر فى الصورة من حول الرئيس السيسى رهط من المُقدَّرين وطنيًا، المستشار الجليل عدلى منصور، والإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والبابا تواضروس الثانى، بطريرك الأقباط المصريين، وقادة الجيش والشرطة، وعائلات الشهداء، وفى أرض العرض شباب الوطن يقدمون صورًا من التضحية والفداء.. وفى السماء نسور، وعلى الحدود أسود.. وعناية الله جندى.



على شوق ننتظرها من العام إلى العام، عطر حفلات التخرج يُعبِّق الأجواء، يُنعش النفوس، يُشيع الأمل فى المستقبل، تخريج جيل من بطن أمة عظيمة، ليحمل الراية خفّاقة، جيل تربى فى أرقى المدارس الوطنية، مصنع الرجال، أكاديميات «خير أجناد الأرض».

جيل ورا جيل، أجيال تَرَبّت على الفداء، وجُبِلت على طلب النصر، وتتوق حبًا إلى الشهادة.. إن كان فى أرضك مات شهيد فيه ألف غيره بيِتْوِلِد.

صورة ٣ يوليو لا تغادر الذاكرة الوطنية، منقوشة على جدار القلب، يوم الخلاص من الاحتلال الإخوانى البغيض، يوم خرج الشعب فى ظهر قواته المسلحة ليُسقط حكم المرشد.



سقط كبيرهم الذى علّمهم السحر بأمر الشعب وتوالى سقوط سَحَرَته فى جماعته الإرهابية فى عواصم شقيقة، فى تونس والمغرب والسودان وليبيا والأردن.. إِنَّ الإخوان إِذَا حكموا دولة أَفْشلوها.

نفس الصورة المصرية البَهِيّة مع تغير المقاعد كانت مُجسَّدة، أمس، وتظل أصدق تمثيل للأمة المصرية، وأبلغ رسالة إلى العالم، هذا شعب أراد الحياة، وإذا الشّعبُ يَوْمًا أرَادَ الْحَيَاةَ.. فلابدّ أن يستجيب القدرْ. ولابُدَّ لِلَّيْلِ أنْ يَنْجَلِى.. وَلابُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَنْكَسِر.

استدامة صورة ٣ يوليو، وتجْلِية معانيها ودروسها المستفادة هى ما يحفظ لهذا الوطن حضوره ومَنَعَتَه وقوته، صورة الوطن بقلبه النابض، قواته المسلحة وشرطته، بجناحيه الأزهر والكنيسة، وقوته الناعمة، علماء ومفكرين وأدباء وفنانين، وشعب عظيم يحيط المنصة بتضحيات من فلذات الأكباد.



هنيئًا لشعب مصر بشبابه. الوطن الذى يملك مثل هذه المنصة برمزياتها قادة وشيوخًا، وبشبابها عسكريين ومدنيين، شبابها المُتَّقد حماسًا ووطنية.. جميعًا لا خوف عليهم ولا هُم يحزنون.

توالِى حفلات التخرج عسكريًا فى شهر النصر أكتوبر فأل حسن، وكما وُلد النصر من رحم المعاناة، حفلات التخرج تترجم ولادة جيل يتسلم الراية لتظل خفّاقة، جيل يُسلم جيلًا، مؤتَمَنون يسلمون مؤتَمَنين، إنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ، والوطن أمانة، والقَسَم عهد وميثاق غليظ، حفلات التخرج تُجدِّد القَسَم، كتجديد الوضوء.. طهارة، تجدّد العهد، وتغلظ القَسَم، قَسَم غليظ، عندما يُقسم خير أجناد الأرض فإنه قَسَم لو تعلمون عظيم.

وصيّة سماوية علوية، من رب السماء سبحانه وتعالى: «وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَىْءٍ فِى سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ». (الأنفال/ ٦٠).

نقلا عن "المصري اليوم"