رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

علموا أولادكم السياحة!

سليمان جودة
سليمان جودة


قرار وزارة السياحة رفع طاقة التشغيل فى الفنادق إلى حدها الأقصى قرار شجاع، ولكنه يضعنا فى الوقت نفسه أمام تحديات حقيقية.. أقول يضعنا كلنا ولا يضع الوزارة وحدها، لأن السياحة كصناعة هى مسؤولية تقع على الجميع، قبل أن تكون مهمة واقعة على كاهل الوزارة المعنية فى حدودها!.

ولكن هذا لا ينفى أن على وزارة السياحة مسؤولية كبيرة، وأن عليها أن تظل تعمل فى اتجاه أن يشارك كل مواطن فى إنجاح هذه الصناعة، بدلًا من أن يكون عقبة فى طريق وصول سياحتنا إلى غايتها، التى لا تعنى شيئًا عندى سوى حصولنا على نصيبنا المستحق فى السياحة العالمية!.

وإذا سألنى أحد عن حدود نصيبنا الذى أتحدث عنه، فهو نصيب لا يقل فى تقديرى عن نصيب الإسبان فى سياحة العالم!.. ولن نحصل على هذا النصيب العادل إلا إذا مشينا فى الطريق ذاته الذى جعل عدد سياح إسبانيا سنويًا أكثر من عدد سكانها!.. وقد كانت خطوة البداية إلى وصول العدد لهذا السقف قرارًا من الحكومة هناك بفرض السياحة مادة دراسية يتعلمها الطلاب ويؤدون فيها امتحان نجاح ورسوب!.

ومن حُسن حظ الدكتور خالد العنانى، وزير السياحة والآثار، أنه وهو يرفع طاقة الفنادق والمنتجعات لن يبدأ طريق الإسبان من الصفر، وإنما سيكون عليه أن يبنى على ما قامت به الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة السياحة التى سبقته فى مكانه!.

وكانت الوزيرة قد وقّعت اتفاقًا مع الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم، يجعل من السياحة موضوعًا للدراسة فى مراحل التعليم، ويجعل التلميذ على وعى من الصغر بأن السياحة قضية تخصه، بالقدر نفسه التى تخص بلده بشكل عام!.. حدث هذا بين الوزارتين فى وقته، ثم غادرت الوزيرة مكانها إلى وزارة التعاون الدولى، ولم يعد أحد يتحدث عما كان بينهما!.

وليس مطلوبًا من الدكتور العنانى سوى أن يجدد الاتفاق، أو أن يبعث فيه الحياة إذا كان قد أصابه شىء، لأن فكرة كهذه لن يكون لها عائد حقيقى ننتظره إلا إذا دامت واستمرت، وإلا إذا استقرت تمامًا بصرف النظر عن اسم الوزير الموجود على رأس الوزارة!.

لقد عشنا ندرس أن عمر بن الخطاب كان يقول: علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل!.. ولكن واقع الحال يفرض أن نضيف السياحة إلى جوار السباحة!.

نقلا عن "المصري اليوم"