رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

في ذكرى المولد النبوي.. اختفاء العروسة والحُصان الحلاوة من السوق المصري لهذا السبب

النبأ

 يحتفل اليوم المصريون بذكرى المولد النبوي الشريف، والتي تُعد أشهر التقاليد المُتوارثة مُنذ العصر الفاطمي، وفي مثل هذا اليوم من كُل عام تحرص الأسر المصرية على شراء حلوى المولد النبوي بأشكالها المُختلفة مثل: السمسمية، والحُمُصية والملبن، والفولية، إلى جانب المكسرات التي أصبحت تُشكل العامل الأكبر في صناعة حلوى المولد النبوي. 


وتعتبر حلوى المولد النبوي هي المظهر الأشهر في مصر للاحتفال بالمولد النبوي الشريف، حيث تعد مصر من أكثر وأهم دول العالم احتفالاً بتلك المناسبة الدينية الهامة، وأكثرها ثراءً في تنويع مظاهر الاحتفال به.



وحتى وقت قريب كان الحصان والعروسة المصنوعان من الحلاوة، هدية أساسية للصغار في المولد النبوي، فيهدى إلى الولد حصانًا وإلى البنت عروسة مصنوعين من السكر والتي كانت تُصب فيها الحلوى السائلة المصنوعة من السكر في قوالب خشبية لمجسمات الحصان والعروسة، حيث ينقسم القالب إلى قسمين هما وجه وظهر المجسم، من ثم توضع القوالب بعد صبها في ماء بارد حتى يتجمد السكر حتى لا يلتصق بالقالب الخشبي، ويتم فك القالب فيما بعد وجمع الجزئين ليكون الحصان أو العروسة جاهزين للتزيين، أما مكوناتها فهي من السكر والملح والليمون، ومرحلة التزيين وهي الأخيرة في صنع حصان وعروسة المولد.

 
ويقول بعض تجار حلوى المولد النبوي أن سر اختفاء عروسة المولد المصنوعة من الحلوى وكذلك الحصان هو تغير عادات الأجيال الجديدة عن القديمة، فقديمًا كانت العروسة الحلاوة والحُصان أهم الطقوس الأساسية للاحتفال بالمولد النبوي. 

 
وأشار إلى أن هُناك بعض كبار السن يصرون على شرائه لأحفادهم، وعن مكوناته قال إنه يتكون من النشا والسكر والماء ولذلك يقوم البعض بعمل مهلبية منها أو أرز بلبن.



ويقول المؤرخون إن السبب في ظهور العروسة والحصان باحتفالات المولد النبوي في مصر، أنه في عهد الخليفة الحاكم بأمر الله الفاطمى مُنع الزواج بأمر الخليفة إلا في ذكرى المولد النبوي، وكان الحصان والعروسة من علامات الاحتفال بقرب موسم الزواج وأول الهدايا التي يقدمها العريس إلى عروسه..

ولحلوى المولد النبوي واحتفالات هذه المناسبة، تاريخ طويل في مصر، بدأ منذ عهد الفاطميين، حيث تقول ماري يوحنا، مفتشة آثار ورئيس قسم التسويق بالمتحف القبطي، إن الفاطميين كانوا يقيمون احتفالات بجميع المناسبات الدينية، فهم أصحاب الريادة في إدخال الكثير من مظاهر الاحتفال في مصر، مثل الاحتفال بآل البيت والمولد النبوي.

وأوضحت أن الاحتفالات كانت بمثابة الترويج السياسي لحكمهم وليس فقط الاحتفال الديني، فضلًا عن أن الفاطميين هم أول من صنعوا حلوى المولد وقاموا بعمل مخازن لصناعة الحلوى، وقبل المولد النبوي بشهرين تُجهّز الحلوى وتوزع مجانا على الشعب، وعندما زادت الاحتياجات بدأ ظهور محلات لبيعها، وحلويات المولد كانت تسمى "العلاليق"، لأنها كانت تعلق على أبواب المحلات التجارية في سوق مخصوص للحلويات كان يسمى سوق الحلوين، ومن ثم أصبحت عادة سنوية مستمرة إلى الآن.