رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

تفاصيل مساعي تنظيم داعش في إعادة الإرهابيين إلى الدول الأوروبية

تنظيم داعش
تنظيم داعش

سلط مرصد الأزهر لمكافحة التطرف من خلال تقرير له، الضوء على مساعي التنظيمات الإرهابية ومن بينها داعش في إعادة الإرهابيين إلى الدول الأوروبية.

 

وكشفت صحيفة "إل بريوديكو" ELPERIODICO الإسبانية عن سعي تنظيم داعش الإرهابي إلى نقل عناصره من مناطق النزاع إلى القارة الأوروبية مستخدمًا في إتمام ذلك نظام "الحوالة". 


ووفق مصادر شرطية اعتمدت عليها الصحيفة الإسبانية، فإن ما بين 5 إلى 10 % من التحويلات المالية التي تمت عبر نظام "الحوالة" لصالح التنظيم الإرهابي أجريت من إسبانيا.

 

ولفتت إلى أنه بناء على هذا النظام لا يحتاج تنظيم داعش الإرهابي إلى وجود حسابات جارية في البنوك، بل يكتفي بعدد من الأشخاص الذين يسلمون الأموال لبعضهم البعض حتى تصل إلى وجهتها التي يحددها التنظيم.

 

وبينت أنه تكمن خطورة نظام "الحوالة" ـ وفق ما نقلته الصحيفة عن خبراء أمن بالشرطة الوطنية الإسبانية ـ في عدم ترك أثر عقب إجراء التحويلات المالية لكونها تبرعات صغيرة، وهو الأمر الذي استفاد منه تنظيم داعش الإرهابي الذي اعتمد نظامًا تمويليًا مختلفًا عن الذي اعتمد عليه تنظيم القاعدة الإرهابي، فالحسابات في "داعش" عبارة عن تحويلات صغيرة تتم بشكل سري وفي هيئة مجموعات، أما "القاعدة" فانحصر نظامه التمويلي في شخص أو اثنين على الأكثر.

 

وأشارت الصحيفة، إلى اعتماد الكثير من الخلايا الإرهابية النشطة في إسبانيا على نظام "الحوالة" التي يصعب معه التعرف على هوية المحولين وأماكنهم والغرض من ورائها.

 

تجفيف منابع التمويل

من جانبه، شدد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف عدة مرات على ضرورة تجفيف منابع تمويل التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها "داعش"، بوصفه أحد أهم خطوات تضييق الخناق على أنشطته الإرهابية، إذ يُعد التمويل العامل الرئيس في عمله.

  

ويرى مرصد الأزهر، أن توطيد التعاون الدولي المشترك فيما يخص مراقبة حركة الأموال وأهدافها، والاستعانة بالقطاع الخاص في تحديد الجهات الممولة والوسطاء المتورطين في دعم التنظيمات المتطرفة، يُسهِّل عملية تجفيف مصادر تمويل التنظيمات الإرهابية.


استقطاب عناصر جديدة

وفي إطار متابعة مرصد الأزهر للخطاب الإعلامي للتنظيمات المتطرفة، تم رصد ما تداوله تنظيم داعش الإرهابي على موقع التواصل الاجتماعي "تليجرام" خلال اليومين الماضيين من تشجيع لأتباعه بالتواجد الفعال على شبكة الإنترنت والتحريض على القتال وفقًا لمفاهيم التنظيم المغلوطة، محفزًا إياهم على امتلاك الوسائل والأدوات التي تعينهم على أداء مهمتهم، مشبهًا هذه الأدوات بالأسلحة، كما اعتمد التنظيم الإرهابي على المصطلحات الرنانة كـ "فرسان الإعلام" و"ثغور الإعلام" لتحفيزهم على التواجد النشط على الإنترنت وإتمام خططه المتطرفة.

 

يأتي ذلك بالتزامن مع المقال الذي نشره التنظيم في عدده الأخير من جريدته الأسبوعية، تحت عنوان "التحريض ضرورة وطاعة"، حيث تحدث فيه الكاتب عن دور ما أسماهم بـ"جنود الإعلام" في نشر رسائل التنظيم الإرهابي، معتمدًا على تفسيرات مغلوطة لبعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية ـ التي سيقوم المرصد بتفنيدها في مقال خاص ضمن ردوده الشرعية ـ مختتمًا المقال بتذكير أتباعه بالدور الذي لعبه الإعلام في العمليات الإرهابية التي نفذها "الذئاب المنفردة" في الغرب.

 

ووفق الجهود التي يبذلها مرصد الأزهر لرصد تحركات ونشاط التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها "داعش"، لوحظ اعتماد التنظيم الإرهابي على تطبيق "تليجرام" حيث يروج من خلال عشرات الحسابات الموجودة على هذا التطبيق، مواده الإعلامية التي يشرح من خلالها لأتباعه كيفية جذب متابعين جدد وتنفيذ المهام المطلوبة منهم؛ ويرجع ذلك إلى صعوبة اختراق الحسابات على التطبيق لقوة التشفير إضافة إلى إمكانية تحديد أتباعه للجمهور المستهدف بدقة وبالتالي يسهل استقطابهم، وهذا ما يجب الانتباه له والتعامل مع انعكاساته.