رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

حدود ضغوط أزمة الطاقة الجارية في الصين على الاقتصاد والأسواق العالمية

النبأ


تشهد الصين قيودا على استخدام الطاقة على الصعيد الوطني مع اقتراب فصل الشتاء وموعد إقامة الألعاب الأولمبية الشتوية. 

جاءت القيود المفروضة على الطاقة نتيجة العديد من العوامل بما في ذلك القفزة الحادة في أسعار الفحم والطلب المتزايد، أدت إلى آثار جانبية على المصانع الصينية حيث أضطرت مصانع في 3 مقاطعات صناعية رئيسية على الأقل إلى الحد من استخدام الطاقة وبالتالي خفض الإنتاج أو وقف الإنتاج تماما.
  
ليس من الواضح حتى الان إلى أي مدى ستستمر تلك الأزمة ومدى تأثيرها على قطاع العرض، إلا أن تقارير إعلامية محلية نقلت عن عاملين بالصناعة أن الوقع قد يزداد سوءا في فصل الشتاء بينما يقترب الموسم حيث تشتد الحاجة الى الطاقة للتدفئة.


ومع توقف الإنتاج بسبب قيود الطاقة التي تتحدى إنتاج المصانع، يعتقد الخبراء أن السلطات الصينية ستطلق تدابير جديدة بما في ذلك حملة على أسعار الفحم المرتفعة لضمان إمدادات ثابتة من الكهرباء.
 
أوامر بتقليص التيار الكهربي
   
تلقى مصنع نسيج في مقاطعة جيانغسو بشرق الصين إخطارا من السلطات المحلية بشأن انقطاع التيار الكهربائي في 21 سبتمبر حتى 7 أكتوبر أو ربما بعد ذلك. 

و"كان لتخفيض الطاقة بالتأكيد تأثير على المصنع حيث توقف الإنتاج وتم تعليق الطلبات إلى الداخل والخارج فضلا عن وضع عماله البالغ عددهم 500 في إجازة لمدة شهر"، حسبما نقلت صحيفة غلوبال تايمز الرسمية عن مدير المصنع.


وأضافت، في تقريرها، أن هناك أكثر من 100 شركة في منطقة دافنغ حيث يوجد المصنع بمدينة يانتيان بمقاطعة جيانغسو تواجه نفس المأزق.


وفي مقاطع قوانغدونغ، وتحديدا في دونغقوان، مركز التصنيع العالمي الكبير في المقاطعة الواقعة بجنوب الصين، أدى نقص الطاقة إلى وضع شركات كبيرة في موقف صعب. وفُرضت على مصانع معالجة الأخشاب والصلب حدود لاستخدام الكهرباء، لذلك تم تخفيض ساعات العمل الإجمالية. وقال موظف بالشركة "لقد انخفضت طاقتنا الإجمالية بنحو 50 بالمائة".

وأمام نقص الامدادات، حثت الحكومات المحلية بعض الصناعات على تقليل استهلاكها.
   
وأصدرت مقاطعة قوانغدونغ إعلانًا مؤخرا حثت فيه مستخدمي الصناعة الثالثة مثل الوكالات الحكومية والمؤسسات ومراكز التسوق والفنادق والمطاعم وأماكن الترفيه على الحفاظ على الطاقة، خاصة خلال ساعات الذروة. كما حث الإعلان الناس على ضبط مكيفات الهواء عند 26 درجة مئوية أو أعلى.

ومع ارتفاع أسعار الفحم ونقص الكهرباء والفحم، هناك أيضا نقص في الكهرباء في شمال شرق الصين، حيث بدأ تقنين استخدام الطاقة في العديد من الأماكن يوم الخميس الماضي.

أسباب داخلية وخارجية
   
ويعتقد الخبراء إن أحد الأسباب المحتملة وراء نقص الكهرباء هو أن الصين كانت أول من تعافى من الوباء وغمرتها طلبات التصدير.ونتيجة الانتعاش الاقتصادي، ارتفع إجمالي استخدام الكهرباء في النصف الأول من العام بأكثر من 16 في المائة على أساس سنوي.

وهناك سبب آخر يتمثل في ارتفاع أسعار السلع والمواد الخام للصناعات الأساسية، مثل الفحم والصلب والنفط الخام في جميع أنحاء العالم. وقد تسبب هذا في ارتفاع أسعار الكهرباء. 

وتضاعفت العقود الآجلة للفحم في الصين أكثر من 4 أضعاف في الشهر الماضي، محطمة أرقاماً قياسية جديدة. وفي الوقت نفسه، ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي من أوروبا إلى آسيا إلى أعلى مستوياتها الموسمية حيث تحاول البلدان المزايدة على بعضها البعض للإمدادات سريعة النضوب.

التوقعات والتأثيرات
   
ويتوقع المطلعون على الصناعة أن الوضع قد يزداد سوءا في الصين قبل أن يتحسن، حيث أن مخزونات بعض محطات الطاقة غير كافية بينما يقترب فصل الشتاء بسرعة. ومن أجل ضمان إمدادات الطاقة خلال موسم التدفئة، عقدت إدارة الطاقة الوطنية مؤخرا اجتماعا لنشر ضمانات إنتاج الفحم والغاز الطبيعي وإمداداته هذا الشتاء وأيضا الربيع المقبل.

ويرى الخبراء إنه على المدى الطويل، ستمكن القيود منتجي الطاقة ووحدات التصنيع من المشاركة في التحول الصناعي في البلاد، من استهلاك الطاقة العالية إلى استهلاك الطاقة المنخفض، وسط محاولات الصين لخفض الكربون، غير أن هناك في الطرف الآخر من يرى أن هذا  التقليص يمثل تهديدا جديدا للاقتصاد الذي يواجه ضغوطاً متعددة بعد انتعاش على شكل حرف V في العام الماضي.
 
   
وعالميا، يبقى أن نرى مدى تأثير قيود الطاقة على الأسواق العالمية على المدى القريب وخاصة في الأسواق التي تعتمد على المنسوجات ولعب الأطفال وقطع غيار الآلات المستوردة من الصين في حال استمر نقص الإمدادات.