رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

بالأدلة.. نكشف سر اهتمام الرئيس السيسي بالقضايا الدينية وتطوير«الأضرحة والمساجد والكنائس والمعابد»

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي

 

تخصيص 71 مليون دولار لترميم الأماكن المقدسة ليهود مصر


ترميم وتجديد مقامات وأضرحة آل البيت

 

تقنين أكثر من 1500 كنيسة خلال 4 سنوات

 

إصدار قانون بناء وترميم الكنائس وتحقيق حلم المسيحيين

 

إقامة أكبر مسجد وكاتدرائية في مصر بالعاصمة الإدارية الجديدة

 

البابا تواضروس: إصدار قانون بناء الكنائس إقرار لمبدأ المساواة والمواطنة

 

شيخ الأزهر: الكاتدرائية ومسجد الفتاح العليم يقفان في صمود للتصدى لكل محاولات العبث باستقرار الوطن

 

الجندي: دليل على احترام الرئيس للقيم الدينية والروحية

 

مشيخة الطرق الصوفية: حرص الرئيس على ترميم وتجديد المقامات والأضرحة دليل على حبه لآل البيت

 

رئيسة الطائفة اليهودية: افتتاح كنيس إلياهو هانبي اعتراف بيهود مصر الذين جرى إهمالهم لأكثر من 60 عاما

 

ترامب: السيسي يقود بلاده إلى مستقبل يتسع للجميع

 

وزير التنمية المحلية: تطوير مسار العائلة المقدسة يؤكد احترام مصر لتاريخها والتراث الإنساني

 

الجندي: دليل على احترام الرئيس للقيم الدينية

 

الفقي: مصر تبعث رسالة إلى العالم كله أنها مهد الحضارات والتسامح وقبول الآخر

 

«إبراهيم»: اهتمام الرئيس بأماكن العبادة للأديان السماوية الثلاثة تأكيد لدور مصر وقيمها

 

«الشوباشي»: ضربة شديدة للمتطرفين وشيوخ الأفك الذين يشوهون الدين الإسلامي

 

«نصير»: الرئيس يدعو لإعمال العقل ويعمل على ترسيخ دولة المواطنة

 

قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن هناك قضايا كثيرة، لكن القضية المهمة قضية الوعي بمفهومها الشامل، «زي مثلا الوعي بالدين، يعني الناس تبقى فاهمة، هقولك تعبير صعب أوي، كلنا اتولدنا اللي مسلم مسلم، وغير المسلم غير مسلم بالبطاقة اللي هو ورثها».

وأضاف الرئيس، خلال مداخلة هاتفية في برنامج «صالة التحرير»، مع الإعلامية عزة مصطفى، الذي يُعرض على شاشة «صدى البلد»: «المفروض نعيد صياغة فهمنا للمعتقد اللي احنا ماشيين عليه، طب كنا صغيرين مش عارفين، طب فكرت ولا خايف تفكر في المعتقد اللي أنت ماشي عليه، عندك استعداد تمشي في مسيرة بحث في المسار ده حتى تصل للحقيقة؟»

وفي 2018 تعهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، على جعل الحفاظ على أماكن العبادة لليهود المصريين والمسيحيين الأقباط من أولويات حكومته.

كما أكد على أن مصر تحتضن جميع الأديان قائلا: “لو إحنا عندنا في مصر ديانات أخرى كنا هنبني لهم دور عبادة، لو في يهود سنبني لهم”.

وقد تم تحويل هذه التعهدات إلى واقع، حيث شهدت مصر الفترة الماضية طفرة ونقلة نوعية في ترميم وتطوير عدد كبير من المناطق الدينية الأثرية، الإسلامية والمسيحية واليهودية، سواء مساجد أو كنائس أو معابد.

وحسب خبراء ومراقبين فإن اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي بالأماكن الدينية ودور العبادة لأصحاب الأديان السماوية الثلاثة دون تفرقة، وحرصه على معتقدات المصريين هو دليل على سعى الرئيس لبناء دولة المواطنة والوحدة الوطنية، وترسيخ ثقافة التعايش والمساواة وعدم التمييز، وترجمة لمقولة «الدين لله والوطن للجميع».




ترميم وتجديد المقامات والأضرحة

 

والشهر قبل الماضي، وجه الرئيس، عبد الفتاح السيسي، بترميم وتجديد مقامات وأضرحة آل البيت، خاصة ضريح السيدة نفيسة، والسيدة زينب، والإمام الحسين بن علي، بشكل متكامل.

وقالت الرئاسة المصرية، في بيان لها، إن الرئيس السيسي اجتمع مع رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، اللواء إيهاب الفار، وأن التوجيه شمل ترميم الصالات الداخلية بالمساجد وما بها من زخارف معمارية راقية وغنية، تماشيا مع الطابع التاريخي والروحاني للأضرحة والمقامات، وذلك جنبا إلى جنب مع تطوير كافة الطرق والميادين والمرافق المحيطة والمؤدية لتلك المواقع.

وعلق الشيخ خالد الجندى، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، على قرار الرئيس عبدالفتاح السيسى، بتطوير أضرحة آل البيت والأولياء.

وقال خالد الجندي: "من اجمل الأخبار، من ضمن الإصلاحات التي لا تعد ولا تحصى، وهو أمر هام بالنسبة لمن يحترمون ويوقرون آل بيت سيدنا النبى محمد صلى الله عليه وسلم".

وتابع الجندى: "هذا القرار يدل على اهتمام الرئيس بالبعد الروحى والنفسي لهذه الفئة من الناس، ولا أحد يزايد علينا فى حب آل بيت سيدنا النبى صلى الله عليه وسلم، وهذا دليل على احترام الرئيس عبدالفتاح السيسى للقيم الدينية".

وقال أحمد قنديل المستشار الإعلامي لمشيخة الطرق الصوفية، أن اهتمام وحرص الرئيس عبد الفتاح السيسي وجهوده في ترميم وتجديد مقامات وأضرحة آل البيت، خاصةً أضرحة السيدة نفيسة، والسيدة زينب، وسيدنا الحسين، وتوجيهاته بتطوير كافة الطرق والميادين والمرافق المحيطة والمؤدية لتلك المواقع، دليل على حبه لآل البيت.

وقدم رئيس المجلس الأعلى للطرق  الصوفية، الدكتور عبد الهادى القصبي الشكر للرئيس السيسي على دعم الدولة المصرية لمقامات أهل البيت، مؤكدا على أن التصوف هو مفتاح نجاح السياسة وكان سلاح النصر للقادة فى ميادين المعارك وكان أداة نشر الخير والفضيلة والسلم والسلام فى العالم ومبدأ كل تقدم علمى وبناء حضارى، مشيرا إلى أهمية دور التصوف فى نشر القيم الأخلاقية ودعمها.

وأعرب محمود الشريف نقيب الأشراف، في بيان، عن خالص الشكر والتقدير للرئيس عبد الفتاح السيسي لتوجيهاته بترميم وتجديد مقامات آل البيت وعدد من المساجد المصرية التاريخية، وآخرها أضرحة مساجد "السيدة نفيسة والسيدة زينب وسيدنا الحسين" والتي تأتي بالتزامن مع جهود الدولة الحالية في تطوير المناطق المحيطة بتلك الأضرحة والمواقع الأثرية بالقاهرة الفاطمية والتاريخية فضلا عن الجهود والإنجازات التي تحققت على يد الرئيس السيسي في وقت قياسي.

وقال نقيب الأشراف، إن اهتمام الرئيس السيسي بتطوير أضرحة ومساجد آل البيت يؤكد حرصه الدائم على تطوير واجهة مصر الحضارية الإسلامية، مشيرًا إلى أنها سيكون لها شأن مختلف عقب تلك التوجيهات وسنرى تُحفا معمارية قيمة بعد الانتهاء من ترميمها وتطويرها، وهذا ما عهدناه من رجال الهيئة الهندسية للقوات المسلحة الذين أسندت إليهم تلك المشروعات.

 



ترميم المعابد اليهودية

 

في نهاية 2018، أعلن وزير الآثار أمام مجلس النواب، أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خصص 71 مليون دولار لترميم الأماكن المقدسة ليهود مصر.

وقال العناني أمام مجلس النواب: "المواطنون يتمتعون بحرية العبادة وإن كان لدينا أبناء ديانات أخرى، فسنبني لهم دور عبادة. وإن كان عندنا يهود سنبني لهم أيضا".

وأضاف أن "التراث اليهودي جزء من التراث المصري، ولن أنتظر أحدا يقول لي خد فلوس ورممه، لأن ترميمه أولوية عندي مثله مثل التراث الفرعوني والروماني والإسلامي والقبطي".

وقد أشادت السفارة الإسرائيلية في القاهرة بخطة الحكومة المصرية الخاصة بترميم الآثار اليهودية في مصر.

وقد تم افتتاح كنيس إلياهو هانبي اليهودي بالإسكندرية بعد ترميمه وتطويره، حيث أشرفت وزارة الآثار المصرية بالتعاون مع الجيش على ترميم المعبد، الذي بلغت تكلفته 4 ملايين دولار واستمر العمل به أكثر من 3 سنوات بعد انهيار سقفه وسلالمه عام 2016.

وأجهشت ماجده هارون، إحدى قادة الجالية اليهودية في مصر، بالبكاء بعد حفل الافتتاح، وقالت: "هذا اعتراف بيهود مصر الذين جرى إهمالهم لأكثر من 60 عاما".

وأعرب الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، عن اعتزازه وفخره بهذا اليوم الذي يعد يوما من أيام مصر الحقيقية التي تدرك وتؤكد على معنى وعمق العلاقات الانسانية بين البشر، لافتا إلى أن مصر لا تفرق بين أبنائها باختلاف دياناتهم (مسلم ومسيحي ويهودي).

وأشار إلى أن الاحتفال اليوم بتدشين المعبد اليهودي الذي عكفت وزارة السياحة والآثار على ترميمه هو برهان جديد على أن مصر هي دائما بلد الحضارة والثقافة والديانات، لافتا إلى أن مصر بدأت عمليات ترميم المعابد منذ عدة سنوات وأن اليوم نعزز ذلك بافتتاح هذا الصرح القديم.

وعلق على مشروع ترميم المعبد اليهودى قائلا: «مصر تبعث رسالة إلى العالم كله أنها مهد الحضارات والتسامح وقبول الآخر».

 



قانون بناء وترميم الكنائس

 

في 2016 وافق مجلس النواب على قانون بناء وترميم الكنائس، وتحقيق حلم المسيحيين الذي ظل معلقا لعقود طويلة، ولم يجرؤ أي رئيس على اصدار هذا القانون سوى الرئيس عبد الفتاح السيسي.

ويقول الخبراء، إن هذا القانون صدر من أجل ترسيخ قيم المواطنة ومبادئ المساواة بين أبناء الشعب المصري، وتطبيق الحرية الدينية للمواطنين سواء على اختلاف عقائدهم، كما يُعد هذا القانون حُلما طال انتظاره قرابة مائة وستين عاما من قانون “الخط الهمايوني”، خاصة فيما يتعلق بالبند الثالث الذي نص على أن “السلطان شخصيًا وفقط له الحق في ترخيص بناء الكنائس وترميمها، وكذا المقابر الخاصة بغير المسلمين”، ونظرًا لانفراد السلطان العثماني بسلطة اتخاذ القرارات الخاصة ببناء الكنائس؛ فوقف هذا القانوني العثماني عائقًا أمام المسيحيين في بناء أو ترميم دور عبادتهم.

في ديسمبر 2020، قال قداسة البابا تواضروس الثاني بطريرك الكرازة المرقسية للأقباط الأرثوذكس، إنه بشأن مدى فاعلية قانون بناء الكنائس، فإن للقانون شقين، إنشاء كنائس جديدة، وتقنين وضع كنائس موجودة بالفعل ليُصبح لها وجود رسمي.

وأضاف خلال حوار تلفزيوني مع قناة اغابي القبطية: "قمنا بتقنين حوالي 1500 كنيسة على مدى 4 سنوات وهو شيء جيد جدًا، والدولة تريد أن تصل إلى أن بناء الجامع والكنيسة أمور طبيعية في حياتنا".

وأشار البابا بقوله: "يُعتبر قانون بناء الكنائس قفزة كبيرة، وهذا إصلاح لمسيرة المجتمع، وهذا أمر مشكور للحكومة وللسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي".

وفي يناير 2021،  قال قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ان قانون بناء وترميم الكنائس قانون جيد للغاية، وانه افضل من صدور قانون دور عبادة موحد.

وتابع البابا، أن إصدار قانون بناء الكنائس يعد إقرارا لمبدأ المساواة وإقرار حق، يعزز المواطنة، ويلزم المسؤول بوقت محدد للرد على طلبات الترميم والبناء، بل يحق للكنيسة الطعن قضائيًا على قرارات الرفض الإداري إذا لم يكن لأسباب قانونية.

 



أكبر مسجد وأكبر كنيسة

 

في بداية 2019، افتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أكبر مسجد وكاتدرائية في مصر بالعاصمة الإدارية الجديدة، بحضور مصري وعربي رفيع لحدث حظي بإشادات على المستوى العالمي.

وقال السيسي في كلمته لدى افتتاحه لكاتدرائية "ميلاد المسيح" الأكبر في الشرق الأوسط، إن "هذه اللحظة مهمة في تاريخنا، نحن شيء واحد وسنبقى شيئا واحد"، مشيرا إلى الوحدة بين المصريين على اختلاف الأديان والطوائف.

وأضاف: " لن نسمح لأحد أن يؤثر علينا"، مشيرا إلى أنه لا يحب تعبير الفتنة الطائفية "لأننا لسنا كذلك فنحن جميعا واحد وسنبقى كذلك، ونسجل اليوم معنى شجرة المحبة التي غرسناها لبعض ومحبتنا لبعض."

وشدد أن على المصريين جميعا أن "يحافظوا على هذه الشجرة.. حتى تخرج ثمارها من مصر للعالم كله، من خلال المحبة والتسامح والتآخي بين الناس."

من جهته، قال شيخ الأزهر أحمد الطيب في كلمته بالافتتاح: "هذه الكاتدرائية الجديدة التي ستقف شامخة الى جوار المسجد الجديد، مسجد الفتاح العليم، في صمود يتصديان لكل محاولات العبث باستقرار الوطن وبالوقوف في محاولات بعث الفتن الطائفية".

وقبل افتتاح الكاتدرائية، افتتح الرئيس المصري مسجد "الفتاح العليم" في العاصمة الإدارية، وقال البابا تواضروس الثاني، خلال كلمته في افتتاح المسجد: " نحن في هذا اليوم نشهد مناسبة غير مسبوقة في التاريخ ونحتفل فيها ونرى ونشاهد أن المآذن في مسجد الفتاح العليم تتعانق مع منارات كاتدرائية ميلاد المسيح."

وأكد أن افتتاح هذه الصروح العالية في هذه العاصمة الجديدة يفتح آفاق المستقبل أمام مصر، وقال: "نرى في رمزية الافتتاح أن مصر ترى وتهتم بالقوى الناعمة فيها، وأن المسجد والكاتدرائية بنيت بأموال وتبرعات المصريين وكان السيسي أول المتبرعين فيها وبنيت بجهود وإبداع المصريين."

وأشاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالحدث، وقال عبر حسابه في "تويتر": "سعيد لرؤية أصدقائنا في مصر يفتتحون أكبر كاتدرائية في الشرق الأوسط، الرئيس السيسي يقود بلاده إلى مستقبل يتسع للجميع".

 



مسار العائلة المقدسة

 

قدم البابا تواضروس الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسى ولرئيس الوزراء وكافة الجهات المعنية بتطوير مسار العائلة المقدسة فى مصر، مشيدًا بانتباه الدولة المصرية بكل أجهزتها فى السنوات الأخيرة إلى مشروع تطوير مسار العائلة المقدسة، ذلك الكنز الموجود فى كتب التراث والتاريخ، مؤكدًا أن للمسار قيمة روحية وثقافية اقتصادية.

وأوضح البابا تواضروس أن مسار العائلة المقدسة يستطيع أن يقدم للعالم كله صورة لمصر ويخاطب العالم الغربى بلغته، ويخاطب العالم عن كيفية اهتمام مصر بهذا الأثر التاريخى والروحى، فضلًا عن كونه سبب بركة لنا، لافتا إلى أن هناك توجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس مجلس الوزراء بالاهتمام بمسار العائلة المقدسة في محافظات مصر.

وأكد اللواء محمود شعراوي، وزير التنمية المحلية، على أهمية مشروع مسار العائلة المقدسة من الجوانب السياسية والتراثية والدينية والثقافية والسياحية للدولة المصرية.

وشدد وزير التنمية المحلية، على أن مشروع إحياء مسار العائلة المقدسة هو أحد أهم المشروعات القومية التي تشرف عليها الوزارة بالتعاون والتنسيق مع وزارة السياحة والآثار وعدد من الجهات المعنية وعلى رأسها مجلس الوزراء والمحافظات.

وأوضح اللواء محمود شعراوي، أن المشروع يعد واحدًا من أهم معالم مصر التراثية والدينية والسياحية، والتي ستكون لها أكبر الأثر في تطوير المجتمع المحلي وتعزيز المشاركة الشعبية.

وأضاف شعراوي: هذا المشروع نقدمه للعالم يؤكد احترام مصر لتاريخها والتراث الإنساني الذي يمثله خط مسار العائلة المقدسة ليقدم صورة مصر، كما هي دائمًا، في أبهى صورها نموذجا للتعايش مع التاريخ والثقافة والحضارة والديانات والمبادئ النبيلة التي قدمتها للعالم أجمع.

 

تأكيد لدور مصر وقيمها

 

يقول الدكتور سعد الدين إبراهيم، استاذ علم الاجتماع السياسي، إن تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي عن العقيدة مهمة جدا لتذكير الناس أنهم جميعا أتوا لهذا العالم ليس باختيارهم ولكن لأن ذلك هو قدرهم، وبالتالي لا ينبغي لأحد أن يعتبر نفسه في موقف أفضل من الآخرين، وأن الكل أبناء تسعة شهور، وأن الكل ولد صدفة ولم يكن لهم في ذلك اختيار، وبالتالي لا فضل لأحد على الآخر ولا تمييز لأحد على الآخر، مؤكدا على أن كلام الرئيس عبد الفتاح السيسي معقول ويؤكد معاني كثيرة في الدين الإسلامي وفي كل الأديان السماوية، مشيرا إلى أن هذه التصريحات تعكس إدراك الرئيس لأهمية أن يطمئن المواطنين ويؤكد لهم أنهم سيعاملون معاملة واحدة بصرف النظر عن ديانة أو أصل أي مواطن في مصر، وأن أي مواطن موجود على أرض مصر له كل الحقوق وعليه كل الواجبات.

وأضاف «إبراهيم»، أن اهتمام الرئيس بأماكن العبادة للأديان السماوية الثلاثة تأكيد لمعنى من المعاني المهمة في التاريخ المصري وهو أن مصر احتضنت كل من أتى إليها من الرسل والأنبياء واحتضنت كل الديانات من قديم الزمان، وترسيخ لدولة المواطنة، وتأكيد لدور مصر وقيمها، وتأكيد دور مصر الذي يقوم على الرعاية والحماية لكل من يطلب رعايتها وحمايتها.

 

تصريحات ايجابية جدا

 

ويقول المفكر الدكتور شريف الشوباشي، أن تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي بخصوص معتقدات المصريين هي تصريحات ايجابية جدا، مشيرا إلى أنه في الديانة الإسلامية يصبح الإنسان مسلما بشكل تلقائي عندما يكون والده مسلما بغض النظر عن ديانة الأم، واليهودي يصبح يهوديا إذا كانت الأم يهودية وأيا كانت ديانة الأب، ويصبح المسيحي مسيحيا عن طريق التعميد وهو طفل، وبالتالي الشخص يصبح منتميا لدين من الأديان السماوية الثلاثة رغما عن إرادته ودون أن يكون له أي يد في ذلك، وبالتالي الموضوع ليس اختيارا من الشخص، الموضوع هو ضرب من الصدفة، ولا تعتمد على الإرادة الإنسانية، وبالتالي ما قاله الرئيس كلام صحيح وسليم، وهو يشكل ضربة شديدة للمتطرفين وللتطرف، مؤكدا أنه يتفق مع كلام الرئيس بضرورة السير في مسيرة بحث من أجل الوصول للحقيقة، فالحقيقة حين تكون مفروضة على شخص من شخص آخر دون تفكير تعنى أن هذا الشخص قام بالغاء عقله، وبالتالي على هذا الإنسان أن يعمل عقله ويفكر حتى يصل إلى الحقيقة، متوقعا أن يكون ذلك تمهيد لإلغاء خانة الديانة من البطاقة، وهذه ستكون نقلة نوعية في مصر، لافتا إلى أن حديث المتطرفين عن أن تصريحات الرئيس هي دعوة للالحاد منافي للدين ومعاد للمنطق والحقيقة وللاجتهاد والبحث، مؤكدا على أن هؤلاء المتطرفون هم الذين يشوهون الدين الإسلامي.

وأضاف «الشوباشي»، أن اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي بأماكن العبادة للأديان السماوية الثلاثة هو تجسيد لمعنى المواطنة، بل هذه هي العلمانية التي لا تفرق بين الأديان ولا تقيم الشخص على أساس دينه ولا تعطي له حقوقا أو تحرمه من حقوق على أساس دينه، مؤكدا على أن العلمانية ليست كفرا  كما يروج شيوخ الإفك والضلال.  

 

دعوة لإعمال العقل

 

تقول الدكتورة آمنة نصير، استاذ العقيدة بجامعة الأزهر، إن حديث الرئيس السيسي عن المعتقدات هي دعوة لإعمال العقل، مشيرة إلى أن المشكلة هي أن نسبة الأمية الأبجدية في الشعب المصري عالية، وهذه قضية عالية المستوى على عامة الشعب المصري، مؤكدة أن دعوة الرئيس هي دعوة حق، وأن المصريين جميعا ولدوا بشهادة ميلاد، وبالتالي كم واحد من الشعب تأمل شهادة الميلاد التي حررت له بدينه الذي ولد في أسرته، وبالتالي ما قاله الرئيس حقيقة، لكن هذه الحقيقة تستحق البحث في مجتمع مثقف.

وأضافت «نصير»، أن اهتمام الرئيس بتطوير وترميم أماكن العبادة للأديان السماوية الثلاثة، اليهودية والمسيحية والإسلام، يرسخ لبناء دولة المواطنة في مصر، مشيرة إلى أن اهتمام القيادة السياسية بأماكن العبادة للأديان السماوية الثلاثة دون تفرقة دليل على النظرة الراقية والسمو والاهتمام بالعقائد السماوية.   

 

المساواة وعدم التمييز

 

يقول ممدوح رمزي، المتحدث السابق باسم الكنيسة، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي يريد أن يقول إن الدين علاقة خاصة بين الخالق والمخلوق، وأن الدين يجب أن يكون في الكنيسة والمسجد فقط، مشيرا إلى أن السودان تحولت إلى دولة مدنية وفصلت الدين عن الدولة بعد أن كانت حاضنة للإرهاب، مؤكدا على أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يرسخ لدولة المواطنة القائمة على المساواة والمشاركة وعدم التمييز، من خلال ترميم وتطوير المساجد والكنائس والمعابد، من أجل أن ترتقى مصر وترتفع.