رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

دبى التى تتعايش!

سليمان جودة
سليمان جودة

وجهت دائرة السياحة والتسويق التجارى فى دبى برفع الطاقة الاستيعابية للفنادق إلى 100%‏، والمطاعم والمقاهى إلى 80%‏، ودُور العبادة إلى 50%‏!

وهذا التوجيه تفهم منه أن الخطوة المقبلة هى أن تلحق المطاعم والمقاهى ودُور العبادة بالفنادق، وأن تعود الحياة إلى طبيعتها بالتالى، وأن يمارس الناس حياتهم كما كانوا يمارسونها قبل مجىء ڤيروس كورونا، الذى عرفناه على مدى يقترب من العامين!

وليس معنى هذا أنه اختفى أو زال خطره.. فالرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون على سبيل المثال يقول إن أمامنا عدة أشهر مع هذا الفيروس اللعين.. ولذلك.. فالمعنى أنه لا سبيل آخر أمام العالم سوى التعايش معه، كما تعايش من قبل مع الأنفلونزا!



وحقيقة الأمر أن ما بادرت به دبى فى الفنادق والمطاعم والمقاهى ودُور العبادة هو ما يجب أن تبادر به كل حكومة واثقة من خطواتها على الأرض، وقادرة على تنبيه مواطنيها والمقيمين على أرضها إلى أن على كل واحد فيهم مسؤولية فى المواجهة، وأن المسؤولية ليست على الحكومة وحدها!

وفى الشهر الماضى كان بوريس جونسون، رئيس الحكومة البريطانية، قد بادر بخطوة مماثلة فى مواجهة كورونا، وكان قد قرر إطلاق حرية الحركة أمام الإنجليز، الذين تجاوبوا سريعًا مع القرار، إلى حد أنهم أطلقوا على اليوم الذى بدأ فيه تنفيذ قرار جونسون: يوم الحرية!.. ومن بعدها خرجوا يحتفلون ويعبرون عن البهجة بهذا التوجه من جانب الحكومة!

ومما قاله رئيس حكومتهم وقتها إنه سيستكمل إطلاق باقى الحريات فى هذا الشهر، وإن إطلاقها يعنى أن للحرية وجهًا آخر اسمه المسؤولية، وإن ممارستها تقع على كاهل كل شخص فى حدوده، وإن كل فرد سيكون، منذ اللحظة، مسؤولًا ليس فقط عن حماية نفسه، ولكنه سيكون مسؤولًا عن حماية الآخرين من الفيروس بالدرجة نفسها، ولن يكون مطلوبًا منه سوى الالتزام بالاحترازات التى تحميه وتحمى سواه!

كانت كلمة السر فى إجراءات «جونسون» هى التعايش الذى لا بد منه، وكانت كلمة السر فى حالة دبى هى نفسها فى الحالة البريطانية، ولا سبيل أمام العالم سوى الأخذ بهذه الكلمة والعمل بها لأنه لا سبيل آخر مع ڤيروس يبدو لنا، يومًا بعد يوم، وكأنه تنين كلما قطعنا له ذراعًا نبتت له ذراع جديدة!.

نقلا عن "المصري اليوم"