رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

(كابول/ القاهرة)

حمدي رزق
حمدي رزق


عفوا نستعير اسم المسلسل الشهير (القاهرة/ كابول) فى العنوان أعلاه (معكوسا)، ما قامت القوات المسلحة المصرية، بناء على توجيهات القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى، من إجلاء البعثة المصرية فى كابول ستسجل بأحرف من نور فى سجلات العسكرية المصرية، التى نجحت فى تأمين إجلاء البعثة المصرية من قلب عاصمة الخوف (كابول)، وتكفلت القوات بإعادتها إلى القاهرة فى عملية لفها الصمت البليغ، واحترافية لافتة، وقدرة على قطع الطرق الخطرة عبر الحدود.

العملية العابرة للحدود تبرهن على احترافية وجاهزية وشجاعة وإقدام، تلفها إرادة سياسية صلبة، وقرار سياسى شجاع، ونجحت المخابرات المصرية فى تنفيذ عملية موفقة عابرة للحدود، فيما فشلت فيه مخابرات دول عظمى، ولاتزال غارقة فى الوحل الأفغانى.



مصر لم تقف عاجزة تشاهد، ولم تضرب أخماسًا فى أسداس فى قلق، ولم تشكُ ولم تتبرم ولم تطلب عونًا من دول صديقة، معلوم، الحكمة العربية تقول «ما حك جلدك مثل ظفرك.. فتول أنت جميع أمرك».

عملية عسكرية/ استخباراتية تدرس، كيف توفر الأمن والأمان والإعاشة لعشرات من المصريين فى ظل فوضى عارمة فى عاصمة تبعد آلاف الأميال، عاصمة فقدت عقلها إذ فجأة، وهو ما لم تتوقعه المخابرات الغربية التى أخذت على غرة، ففقدت نفوذها على الأرض، ودخلت فى «معمعة» الإجلاء لرعاياها والتابعين بشق الأنفس.

نجاعة العملية (كابول/ القاهرة) فى صمتها، والقدرة على توفير الحماية أولا فى بيئة معادية، والخروج الآمن تاليا، دون ضجة وجلبة واستعراض يكلف كثيرًا.

هذا ما نسميه الاحترافية العالية التى مكنت الأبطال من إنجاز أخطر عملية إجلاء فى ظرف عصيب، ووضع صعيب، وضغط عال، العمل خارج الحدود فى أرض غريبة، وعلى بعد آلاف الأميال، وميليشيات مستنفرة، وفوضى ضاربة، صعوبة العملية تتطلب احترافية تجاوز الحدود.



مصر دولة كبيرة لا تفرط فى أولادها، لا يبيت مصرى فى العراء، وكما نجحت مصر فى إعادة نحو (٧٧ ألف مصرى) من الخارج من مختلف دول العالم حاصرتهم كورونا، عبر جسر جوى لم يحدث فى تاريخ المحروسة، جسر جوى امتد لقارات العالم الست، لم تنظر الحكومة لمسافات وأميال قطعتها طائراتنا الوطنية لتصل إلى كل مصرى أعلن عن رغبته فى العودة، واستصرخ الحكومة فى إعادته إلى مسقط رأسه.. وعاد بسلام.

من حقنا أن نفخر بدولتنا، وبرئيسنا، وقواتنا المسلحة ومخابراتنا الوطنية، ونحتفى بعودة أولادنا سالمين، ونقدر من التقدير قرار رئيسنا المحترم، وحكومتنا التى تعمل فى صمت دون جعجعة فاضية، ولا ضجيح بلا طحن.

أفعال لا أقوال، أفعال تؤشر عليها العملية (كابول/ القاهرة)، وهذا ليس بجديد على الدولة المصرية التى أعادت المئات من المصريين المحتجزين فى الغرب الليبى من براثن العصابات الإرهابية فى عمليات مماثلة، لن نخوض فى تفاصيلها ومراحلها والأساليب الاحترافية التى تخرج الشعرة من العجين، دون نقطة دماء واحدة، أو خسارة تكتنف مثل هذه العمليات العابرة للحدود، رجال مصر متمرسون على إنجاز العمليات الخطرة بنجاحات محققة.. بوركتم.

نقلا عن "المصري اليوم"