رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

جهاديون سابقون يكشفون لـ«النبأ» .. مستقبل مشروع «الجماعات الإرهابية» بعد إعلان حركة طالبان إقامة الإمارة الإسلامية في أفغانستان

النبأ

 

 «بان»: صعود طالبان فشل إستراتيجي كامل للولايات المتحدة الأمريكية

 

«نعيم»: الحركة ستقيم إمارة تطبق الشريعة الإسلامية والعالم سيعترف بها

 

«القاسمي»: الولايات المتحدة الأمريكية أعطت قبلة الحياة لتنظيمات العنف

 

«صبح»: ما حدث في أفغانستان صدمة كبيرة لحلفاء أمريكا

 

سيطرة حركة طالبان على الحكم في أفغانستان وإعلانها إقامة الإمارة الإسلامية، وفرار الرئيس أشرف غني وحكومته ومستشاريه إلى خارج أفغانستان بعد تخلي الولايات المتحدة الأمريكية عنه، طرح العديد من الأسئلة وعلامات الاستفهام عن تاثير ذلك على مستقبل حركات الإسلام السياسي وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمون، وغيرها من الجماعات الإرهابية، للهروب إلى جبال أفغانستان، لاسيما أنها جميعا تسعى لعودة الخلافة الإسلامية وإقامة إمارات إسلامية في الكثير من الدول العربية والإسلامية، وعلى رأسها تنظيمي داعش والقاعدة، وخاصة أن حركة طالبان كانت مصنفعة منظمة إرهابية من كل دول العالم، وظلت الولايات المتحدة في أفغانستان لأكثر من عشرين عاما من أجل القضاء على الحركة.

تحالف مقدس مع حركة طالبان

يقول الدكتور أحمد بان، الباحث في شئون الجماعات المسلحة، إن ما حدث في أفغانستان وصعود حركة طالبان سيمثل عامل إلهام لكل المجموعات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم القاعدة الذي يرتبط بتحالف مقدس مع حركة طالبان، مؤكدا على أن ما حدث في أفغانستان يمثل فشلا استراتيجيا كاملا للولايات المتحدة الأمريكية، مشيرا إلى أن العالم أمام مشهد سيفتح الطريق لتوفير ملاذات آمنة لكل قيادات تنظيم القاعدة المطاردة حول العالم، وسوف يسمح بإعادة ترميم هيكل تنظيم القاعدة، فضلا عن مجموعات تنظيم داعش التي تنتظر اللحظة المناسبة لعمل فوضى أمنية وسياسية عارمة.

 أمريكا فشلت في تحقيق هدفها

يقول الشيخ نبيل نعيم، القيادي السابق في تنظيم الجهاد، إن ما حدث في أفغانستان كان متوقعا وأن حركة طالبان سوف تحسم المعركة لصالحها، مشيرا إلى أن حركة طالبان تمثل ميليشيات قبائل الباشتون والذي يمثل أكثر من نصف أفغانستان، نصفهم موجود في باكستان، لذلك حركة طالبان مدعومة من الحكومة والمخابرات الباكستانية، أما باقي القبائل في أفغانستان فهي قبائل صغيرة لا تستطيع الوقوف في وجه حركة طالبان، لافتا إلى أن هدف الولايات المتحدة الأمريكية من دخول أفغانستان كان هو الإطاحة بحركة طالبان، وبعد عشرين عام أصبحت طالبان هي التي تحكم، وبالتالي الولايات المتحدة الأمريكية فشلت في تحقيق هدفها، مؤكدا على عدم قدرة أي قوة على هزيمة حركة طالبان في أفغانستان.

وأضاف «نعيم»، أن حركات الإسلام السياسي والجماعات الإرهابية لن تستفيد شيئا من انتصار حركة طالبان، لأن حركة طالبان تمثل شعبا وإلى حد ما هي خاضعة للمخابرات الباكستانية، وبالتالي كل الجماعات المسلحة لن تلقى أي دعم من حركة طالبان، مؤكدا أن الحركة لن تقوم بتسليم أحد من الإسلاميين المطلوبين لأي دولة، لكنها سوف تمنعهم من ممارسة أي نشاط على الأراضي الأفغانية، وبالتالي طالبان توفر حماية لتلك الجماعات داخل أفغانستان فقط، مستبعدا قيام أي جماعة أخرى من الجماعات المسلحة بتكرار ما قامت به طالبان، مشيرا إلى أن حركة طالبان هي حركة قبائل أكثر منها حركة دينية، وبالتالي هي تنتصر لسببين، السبب الأول هو الحشد القبلي الذي تتمتع به، السبب الثاني هو الطبيعة الجبلية لأفغانستان، والدليل أن بريطانيا وروسيا وأمريكا بكل ما يملكونه من أسلحة وقوة تم هزيمتهم في أفغانستان، مشيرا إلى هذه الجماعات لن تنتصر إلا إذا كانت مدعومة من جهات خارجية، لافتا إلى أن تنظيم داعش في العراق كان مدعوما من قوى خارجية من أجل مواجهة الميليشيات الشيعية في العراق، وسيبقى هذا الدعم موجودا لداعش طالما الميليشيات الشيعية موجودة في العراق، موضحا أن إخوان ليبيا مدعومون من تركيا، وأي هزيمة لتركيا في ليبيا سيؤدي لسقوط الإخوان لأن الشعب الليبي قبلي، لافتا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية توسطت لدى قطر لتأمين خروج القوات الأمريكية، مشيرا إلى أن حركة طالبان سوف تقوم بإنشاء إمارة إسلامية تطبق الشريعة الإسلامية بطريقة عبيطة، مؤكدا على أن العالم سوف يعترف بحركة طالبان، متوقعا أن تعترف المملكة العربية السعودية وكل دول مجلس التعاون الخليجي بحركة طالبان، كما توقع أن تقوم السعودية بدعم حركة طالبان حتى لا تخسر أفغانستان لصالح إيران، متوقعا أن تقوم إيران بتحسين علاقتها بحركة طالبان، مؤكدا على أن حركة طالبان سوف تقوم بإيواء كل الجماعات المسلحة مع منعهم من ممارسة أي نشاط في أفغانستان، لافتا إلى أن تنظيم القاعدة سوف يجد ملاذا آمنا له في أفغانستان، لكن دون ممارسة أي نشاط.

تنظيمات الإسلام السياسي العنيفة

يقول الشيخ صبرة القاسمي، القيادي السابق في تنظيم الجهاد، إن ما يحدث في أفغانسان هو أن أعطت الولايات المتحدة الأمريكية قبلة الحياة لتنظيمات الإسلام السياسي العنيفة، وأرادت بذلك أن ينتشر العنف والإرهاب في ربوع أفغانستان ومن ثم يتم تصديره إلى كافة دول العالم، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية فشلت في عام 2011 في نشر الفوضى الخلاقة في المنطقة، وهي الآن تحاول إعادة الكرة مرة أخرى، ويعاونها في ذلك إحدى الدول العربية ودولة إقليمية ترعى هذه التنظيمات وتحاول تصدير المشكلة إلى الدول العربية والإسلامية، ورأس الحربة في الأمر هو التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، هذا التنظيم الإرهابي الأفاق الذي يسعى جاهدة لتفتيت الدول العربية في محاولة خبيثة في تسويف نفسه كمنقذ لهذه الدول بعد خرابها كما حدث في سوريا التي بدأت رويدا رويدا في العودة مرة أخرى لمكانتها.

وأضاف «القاسمي»، أن الولايات المتحدة الأمريكية تعمل على تنفيذ أجندة مرسومة لتقسم المنطقة إلى دويلات صغيرة وذلك من أجل تقوية الكيان الصهيوني وتحويله إلى شرطي منطقة الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن دول مثل السعودية ومصر تقف عقبة أمام هذا المشروع الجبار، وتحاول الولايات المتحدة الأمريكية من آن لآخر أن تقود الأمور إلى نشر الفوضى الخلاقة، وبالتالي الهدف مما يحدث هو إعادة نشر الرعب والفزع في العالم أجمع وخاصة في الدول العربية والإسلامية، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية فرغت الدول الأفغانية من محتواها لتسليمها لعصابة إرهابية إجرامية، لافتا إلى أن ما يحدث الآن هو إعادة إحياء المخطط الأصلى لتنظيمات الإرهاب السياسي المتأسلم من خلال إعادة تشكيل وتكوين ميليشيات مسلحة بقيادة تنظيم الإخوان الدولي، مشيرا إلى أن هناك تقارير تتحدث عن أن الإخوان في طريقهم الآن إلى أفغانستان من أجل اطلاق قنواتهم الفضائية، والولايات المتحدة الأمريكية تعلم ذلك وتعرف ما سيحدث الفترة القادمة، وانتشار المزيد من العنف والإرهاب، وبالتالي العالم مقبل على كارثة كبيرة جدا.

وتابع القيادي السابق في تنظيم القاعدة، أن انتصار حركة طالبان سوف يشجع على حمل المزيد من السلاح، وهذا ما تريده الولايات المتحدة الأمريكية، وهو أن يحمل الإسلاميون المتشددون السلاح في مواجهة شعوبهم وحكامهم وأنظمتهم، من أجل العودة لمشروع الفوضى الخلاقة، التي تقوم على خطة شيطانية لتفتيت الجيوش الوطنية في منطقة الشرق الأوسط بالكامل، مؤكدا على أنه من مصلحة الدول العربية والإسلامية عدم الاعتراف بهذا الكيان، مشيرا إلى أن الاعتراف بهذا الكيان خطر على الدول العربية والإسلامية لأنه سوف يصدر هذا النموذج لهذه الدول، لاسيما وأن أفغانستان هي الدولة الثانية بعد الدولة الإسلامية في إيران التي تخرج عن المجتمع الدولي، وهذا كانت له تداعيات على الوطن العربي، مشيرا إلى أن إيران تحاول تصدير نموذجها إلى الدول العربية والإسلامية، وبالتالي في حال اعتراف الدول العربية بحركة طالبان سيؤدي إلى تشجيع هذه التيارات الخارجة عن المجتمعات العربية والإسلامية على حمل السلاح بدعوى أن هناك تجربة ناجحة لحركة طالبان التي حملت السلاح ونجحت في الاستيلاء على الدولة وعلى الحكم، وهذا سيكون بالنسبة لهم مثلا يحتذى، ثانيا سوف يحاولون إعادة محاكاة الثورة الإيرانية وحركات العنف المسلح، وهذا سوف يفتح شهية التنظيمات المسلحة والجماعات التي تدعو إلى حمل السلاح والعنف للحكم ومحاكاة هذا النظام، وما يحدث الأن أن بعض التنظيمات الجهادية مثل القاعدة أو السلفية الجهادية يعايرون الإخوان ويقولون لهم لماذا لا تحملون السلاح؟ ودعوتكم أن السلمية أقوى من الرصاص دعوة فاشلة وأن الرصاص هو الذي ينجح، وبالتالي أفغانستان الآن تحت حكم طالبان أصبحت دولة خطرا على المنطقة لها، وسوف تصدر أفكار العنف وفكرة حمل السلاح إلى الإسلاميين الموتورين الذين يحاولون استنساخ هذا المخطط، وسوف تحيي من جديد فكرة الثورة الإيرانية، وسوف يحدث تلامس في المستقبل بين إيران وحركة طالبان، لذلك سوف تكون إيران من أوائل الدول التي سوف تعترف بحركة طالبان، لافتا إلى أن شكل الدولة التي سوف تقيمها حركة طالبان سوف تكون على غرار الدولة الإسلامية في إيران، وسوف تكون خارجة عن المجتمع الدولي وداعمة للإرهاب وداعمه لكل الحركات التي تدعي التحرر والثورية وسوف تحدث قلاقل في المنطقة، وسوف تكون هي السند والظهر للدولة الإيرانية أمام المجتمع الدولي، وبالتالي كل هذه التحالفات سوف تعادي مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات، وبالتالي هم سيحاولون تعطيل دور الدول الوطنية وتفتيت الجيوش الوطنية لأنهم عبيد للأجندة الأمريكية الخفية التي تطلقها في العالم الآن.

انتصار للولايات المتحدة الأمريكية

ويقول الشيخ أحمد صبح، زعيم المنشقين عن الجماعة الإسلامية، إن ما يحدث في افغانستان يصب في صالح المصالح الامريكية، مشيرا إلى أن ما يحدث في أفغانستان هو انتصار للولايات المتحدة الأمريكية، لافتا إلى أن طالبان وداعش والقاعدة صناعة أمريكية، وكل هذه الجماعات تعمل من أجل مصالح السيد الأمريكي الذي يحدد مناطق الصراع، موضحا أن امريكا تقف مع الجماعات الإسلامية والإرهابية وضد الأنظمة والحكومات في الدول الوطنية، منوها أن الولايات المتحدة الأمريكية سلمت أفغانستان لطالبان على طبق من فضة من أجل توفير ملاذات آمنة للجماعات الإرهابية الموجودة في ليبيا وسوريا، لافتا إلى أن تلك الجماعات عملاء للمخابرات الأمريكية، وأن ما حدث في أفغانستان انتصار بالنسبة للجماعات الإسلامية لأنها تمثل لهم مكانا آمنا، وهذا ما كانت تخطط له الولايات المتحدة الأمريكية، لافتا إلى أن ما حدث في أفغانستان كان صدمة كبيرة بالنسبة لحلفاء الولايات المتحدة الأمريكية، وأثبت مقولة «اللي متغطي بأمريكا عريان»، مشيرا إلى أن الرئيس الأفغاني أشرف غني كان أكبر خليف لأمريكا ورغم ذلك تخلت عنه كما تخلت عن زعماء الربيع العربي، وهذا يتطلب من الدول العربية والإسلامية تحصين الجبهات الداخلية من خلال عمل مصالحات شاملة، مؤكدا على أن ما حدث في أفغانستان يثبت صحة اعتقاد إيران بأن امريكا هي الشيطان الأكبر، ولم يستبعد حدوث ما حدث في أفغانستان في أي دولة عربية وقيام أمريكا بتسليم هذه الدول لجماعات الإسلام السياسي، مطالبا بضرورة حل قضية الجماعات الإسلامية في الوطن العربي، مؤكدا على أن انتصار طالبان سوف يقوي شوكة هذه الجماعات على الأقل معنويا، مشيرا إلى انه يتوقع أن تصبح أفغانستان قبلة لتلك الجماعات بعد سيطرة حركة طالبان، منوها أن الجمهورية الإسلامية في إيران ستكون أقرب دولة للإمارة الإسلامية الجديدة في أفغانستان.