رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

6 ملايين رجل يتعرضون للعنف الأسري.. والساطور سلاح المرأة لإنهاء الخلافات الزوجية

الخلافات الزوجية
الخلافات الزوجية


ازدادت في الآونة الأخيرة حالات ضرب وقتل الأزواج بشكل لافت للأنظار، وبعدما كانت للرجل المصري هيمنته وسطوته فهو "سي السيد" الأسرة والآمر الناهي في بيته، تبدلت الأوضاع وأصبح الرجل هو من يترك بيت الزوجية غاضبا، ويذهب لبيت أهله ولذلك خرجت أصوات منددة بقهر الراجل ومنادية بإنشاء مجلس قومي للمقهورين من الرجال، أسوة بالمجلس القومي للمرأة.

وعلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي تم تدشين صفحات للمطالبة بحقوق الرجل وعودة هيبته داخل الأسرة المصرية بعدما توارت في الآونة الأخيرة وأصبح يعاني من جبروت زوجته؛ فاليوم قد يتم ضرب الرجل الذي يفر من منزل الزوجية لـ"ينفد بجلده" بعدما ازدادت حالات قتل الأزواج في وصلات العتاب.

وتقول الدكتورة أماني عبد الفتاح، استشاري علاقات أسرية، إن العنف الأسري ظاهرة عالمية، وقد صدرت إحصائية منذ عدة سنوات تفيد أن 6 ملايين رجل تعرضوا للعنف الأسري ورغم أن الرجل يخجل من أن يعترف بذلك أمام الأهل والأصدقاء إلا أنه من المؤكد أن هناك نسبة ليست بقليلة لرجال تعرضوا لعنف أسري على يد زوجاتهم.

العنف ضد الرجل ليس في مصر فحسب ولكنها ظاهرة أصبحت عالمية ففي دولة المغرب تم عمل بحث عام 2019 لمعرفة مدى العنف الأسري بين الأزواج وكشفت الإحصائية التي تمت لأول مرة بالدول العربية عن تعرض أكثر من أربعة رجال من أصل عشرة إلى فعل عنف واحد على الأقل خلال 12 شهرا السابقة لتاريخ البحث.

وبينت نتائج البحث أيضا أن 70٪ من الرجال تعرضوا لفعل عنف واحد على الأقل خلال حياتهم، 75٪ بين سكان المدن و61٪ بين سكان القرى. وخلال الاثني عشر شهرًا التي سبقت البحث، تعرض 42٪ من الرجال لفعل عنف واحد على الأقل، 46٪ في الوسط الحضري و35٪ في الوسط القروي.

وينتشر هذا العنف بشكل أكبر بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و34 سنة (47٪ مقابل 29٪ ممن تتراوح أعمارهم بين 60 و74 سنة)، وبين الرجال العزاب (46٪ مقابل 40٪ بين المتزوجين) وبين الحاصلين على مستوى تعليمي عال (46٪ مقابل 33٪ بين الرجال دون أي مستوى تعليمي).

الأرقام تتحدث
تركز أغلب التدابير والمبادرات على العنف الذي يرتكبه الرجال ضد النساء، لكن أرقام المكتب الفدرالي للشرطة الجنائية الألمانية، الذي ينشر سنويا إحصائيات عن العنف المنزلي، كشفت أن 17.9% من الرجال وقعوا ضحايا عنف مارسه عليهم شركاؤهم، مما يعني أن من بين 127 ألفا و236 بلاغا عن هجمات وحالات اغتصاب ومحاولات قتل وحرمان من الحرية، هناك 23 ألفا و872 بلاغا تقدم بها رجال، ويشير التقرير الصادر عام 2018 أن العدد قد يكون أكبر من ذلك بكثير، لكن الرجال يشعرون بالعار للإبلاغ عما وقع ضدهم.

الأمر الذي دعا ولايتي "بافاريا" و"شمال الراين وستفاليا" إلى إطلاق مبادرة، للحد من العنف المنزلي الذي يواجهه الرجال، من خلال إنشاء خط اتصال مباشر ومنصة لتقديم المساعدة على الإنترنت، وإقامة منازل آمنة ومراكز استشارية والإعلان بكل وضوح عما يتعرض له الرجال من عنف منزلي، وفقا لدويتشه فيله، في الولايات المتحدة الأميركية، الوضع أكثر خطورة، حيث يتعرض أكثر من 10 ملايين شخص للعنف ويمثل ضحايا العنف من النساء أكثر من 1 لكل 3 بنسبة 35.6%، في حين يقع أكثر من رجل من كل أربعة رجال ضحية للعنف من الشريك بنسبة 28.5%. طبقا للمركز الوطني الأميركي لمكافحة والوقاية من الأمراض.

رجل من بين ستة
يؤكد المسؤولون في جمعية ويلش تشاريتي "Welsh Charity" المخصصة لمساعدة الرجال ضحايا العنف، طبقا لموقع بي بي سي، أن الجمعية شهدت زيادة كبيرة في أعداد الرجال اللاجئين إليها، خاصة أن عدد الرجال المبلغين عن العنف في المدينة يوازي نصف عدد المبلغات من النساء، إذ ترصد التقارير أن 1.3 مليون امرأة و695 ألف رجل تعرضوا للعنف المنزلي في العام الماضي، كما أشارت إحدى المنظمات الخيرية مبادرة الجنس البشري "The ManKind Initiative" أن ثلث ضحايا الإيذاء المنزلي من الرجال، ورغم أن رجلا واحدا من بين ستة رجال يتعرضون لسوء المعاملة المنزلية فإن رجلا من بين 20 ضحية فقط يلجأ لطلب المساعدة.

في هذا السياق يقول الدكتور فتحي القناوي رئيس قسم كشف الجريمة بمركز البحوث الجنائية إن حالات قتل الزوجات لأزواجهن التي ظهرت مؤخرا ليس بجديد فمنذ عدة سنوات مضت كان هناك من قطعت زوجها وعبأته في أكياس بلاستيك سوداء وأيضا كان هناك من قتلت زوجها وأذابته في مادة كاوية، إذا ظهور حالات قتل الأزواج ليس بجديد وليست بظاهرة أيضًا مقارنة بتعداد النساء في مصر.

وتابع"قناوي": ازدياد التركيز على مثل هذه الجرائم هو الذي أوعز أن هناك ظاهرة بفضل وسائل التواصل الاجتماعي الذي ساعدت في انتشار مثل هذه النوعية من الأخبار بجانب المواقع الإخبارية التي دققت في تفاصيل كان من الممكن التغاضي عنها فوفاة شاب وفتاة داخل سيارة بالجراج كان من الممكن أن يكون خبرا عاديا ولكن المواقع الإخبارية نشرت تفاصيل ما كان يجب لها أن تنشرها مثل أنهما كانا في وضع حميم أو كانا بلا ملابسهما فذلك لن يفيد سوى زيادة المبيعات ليس أكثر.

واستطرد " قناوي": التغيرات التي طرأت في الشخصية المصرية لها عدة عوامل فمنذ نشأة الطفل وهو في مرحلة تكوين شخصيته التي تمتد إلى سبع سنوات وقد تصل إلى 10 سنوات ومنذ الطفولة تذهب الأم به إلى الحضانة وهو المشروع الذي انتشر في كل المناطق بهدف الربح لا أكثر وتلك كارثة ففي تلك الحضانة لا يتم الأمر وفق أسس علمية يتربى الطفل فيها على المُثل والأخلاق ويتعلم كيف يخرج طاقته السلبية بطريقة لا تضر الآخرين فلا يحدث ذلك بل نرى بعض تلك الحضانات بها أغاني المهرجانات ونرى الأطفال يتفاعلون معها ولا ندرك أننا نربيهم وننشئهم على مثل هذه النوعية من الأغاني ويرى الطفل في هذه المرحلة أفلاما كارتونية قائمة على العنف والمطاردة وأفلاما سينمائية تستخدم فيها الأسلحة البيضاء لدرجة أننا اعتادنا مشاهدها ولا ندري أن تلك الصور من هذه المشاهد تطبع في ذاكرة الطفل ويكبر عليها.

وتابع"قناوي" من الأسباب أيضا سوء اختيار شريك العمل فالنبي محمد قال "تخيروا لنطفكم" فالآباء أصبحوا يستسهلون زواج أبنائهم الذين لا يعرفون واجباتهم فالولد لا يعرف اتخاذ القرار المناسب والبنت لا تعي جيدا تلبية احتياجات أسرتها وعليه أقل شيء قد يٌحدث صدام بين الطرفين حينما يتزوجون.