رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

أَنكَرُ الْأَصْوَاتِ!!

حمدي رزق
حمدي رزق

«وَاقْصِدْ فِى مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ» (لقمان/ ١٩).

لم أحفل بما يهرف به المطرب «إيمان البحر درويش» سياسيا فى الآونة الأخيرة، ويصب مباشرة فى قناة الجماعة الإرهابية، وتحتفى بمقولاته قنواتها التركية، فى محاولة بائسة يائسة لتصنيع «معارض شرس» من الوسط الفنى بعد فشل تجارب تصنيع عديدة سابقة، وتغوطات النماذج المأفونة محفوظة على يوتيوب.

مثل «عرائس الماريونيت» تكاثرت سرطانيا، «الدمى المتحركة» عبارة على مجسمات اصطناعية يتحكم فى حركاتها شخص، إما بيده أو بخيوط أو أسلاك أو عصىّ، وتتقمص هذه الدمى أدوارا فى مسرحيات تعرف باسم «عروض العرائس»، ويسمى الشخص الذى يقوم بتحريك الدمى «محرك الدمى»، هناك من يحرك الدمى من الخارج!!.



معلوم عرائس الماريونيت لا تصمد طويلا لأنها ميديوكر Mediocre، غير حقيقية، ولا متحققة، لا أصلية، تلعب دورا هامشيا فى فيلم هابط.



ولم أهتم حقيقة بما يتقول به «إيمان البحر درويش»، لا أعرفه سياسيا قط، ولا صاحب موقف قبلا، وكل منجزه إعادة عصرية لأغانى جده العظيم، فحسب صورة باهتة من أصل أبيض وأسود، واستنفد جُلّ سنوات عمره فى محاولة احْتِكار تراث جده.

على مضض تقبلنا هجوماته على السياسات الحكومية فى قضية السد الإثيوبى، وتطرفه فى النقد إلى حدود السب العلنى المباشر، عادى وحصل من بعض «المؤلفة قلوبهم» إخوانيا، ولكن أن يخرج على الناس (شاخرا) فهذا خارج أى تصنيف سياسى معارض.. تصنيفه صعب وصدوره عن فنان أصعب، الفنان لا يسقط أدبيا هكذا.

توصيفا، هذا خروج على النظام العام والآداب العامة، هذا تغوط على يوتيوب، من سوء حظه أن منظومة الآداب العامة على يوتيوب لم يصل إلى علمها مثل هذه الأصوات المنكرة، يقينا ستضيف (الشخر) لاحقا إلى «أَنكَر الْأَصْوَاتِ»، بعد موجة الاستنكار العارمة من المجموع المصرى المصدوم تماما فى حفيد الجد العظيم.

الشخرور الساخر الذى يطرب له أغوات الإخوان عليه أن يخجل من سوء صنيعه، المعارضة شىء وقلة الأدب شىء آخر، «التثوّر اللا إرادى» الذى يعانيه «إيمان البحر درويش» بلغ حد العصاب، والعصاب (Neurosis) نوع من أنواع الخوف الذى يؤدى إلى اضطراب فى الشخصية والتوازن النفسى، فاستولى عليه خوفا، فلم يعد يميز طعم فمه، يتغوط من فيه (شاخرا)، هل بات الشخر معارضة سياسية؟، ليس من الأدب أن تجرح مشاعر الناس، وتقول: أنا جدع، فرق بين الصراحة والوقاحة!!.

فعلا، كما يقول المثل البدوى الشهير «النار يعقبها رماد»، حفيد العظيم سيد درويش عنوان الوطنية يصدر منه هذا الفعل الفج، يلزم الترحم عليه، ألف رحمة ونور على طيب الذكر، فعلا «النار يعقبها رماد»، والمثل يطلق على من يطير ذكره ويعلو أمره ثم لا تجد من أولاده من يشبهه أو يواصل مسيرته، وإنما يعرفهم الناس فقط لشهرة أبيهم أو جدهم، يقول الشاعر: «الناس صنفان موتى فى حياتهم، وآخرون ببطن الأرض أحياء»!.

نقلا عن "المصري اليوم"