رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

افتتاح جميل وحزين وخفيف مثل الهواء

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

** قال ناروهيتو إمبراطور اليابان وهو يعلن إفتتاح دورة طوكيو الأوليمبية 2020: « إنها مختلفة للغاية عما كنا كلنا نتخيله. ولكن دعونا نعتز بهذه اللحظة لأننا أخيرا أصبحنا هنا سويا، فهو النور فى نهاية النفق المظلم لهذه الجائحة»..
** لم تكن مجرد كلمات عادية وتقليدية فى افتتاح أكبر حدث رياضى عرفه الإنسان. فقد انتابتنا مشاعر من الحزن والأمل، ونحن نرى طابور العرض دون جماهير، ونرى شخصا واحدا رسميا يصفق لبعثة بلاده وليس الآلاف. والطابور غاب عنه العديد من الرياضيين ضمن إجراءات اليابان الاحترازية الصارمة، لدرجة أن وفد كل دولة وصل مطار طوكيو غادره خلال 6 ساعات فى المتوسط بسبب الإجراءات الصحية..
** هكذا بدأت طوكيو 2020 وهى محاصرة بشبح كوفيد 19، وقد كان انطلاقها متأرجحا بين رفض غالبية الشعب اليابانى لإقامتها وبين الضغوط السياسية والتجارية والاقتصادية ممثلة بالدرجة الأولى فى الحكومة وفى اللجنة الأوليمبية الدولية، ومع ذلك انسحب بعض الرعاة الـ14 للدورة ولم يحضر ممثلو شركات أخرى تضامنا مع الشعب. وها هى اللجنة المنظمة تنتظر تهديدا من إعصار قادم من هونشو، وهى أكبر جزيرة فى اليابان، وسوف يصل إقليم كانتو الذى يضم العاصمة طوكيو يوم الثلاثاء، وهو الإعصار الثامن الذى تشهده اليابان خلال هذا العام..
**هكذا بدأت طوكيو 2020، بطابور عرض فقير خال من البهجة والفرحة والأمل، والذين شاركوا فيه من الرياضيين اختفت ابتساماتهم خلف أقنعة الحماية من فيروس كورونا الشرير. فيما غاب مخرج الحفل بعد طرده لأنه أطلق نكتة أيام المدرسة ضد السامية، وغاب مؤلف موسيقى الحفل لأنه أطلق كلمات فيها تنمر. وعلى الرغم من البداية البطيئة للافتتاح، أبهرت اليابان العالم بالتكنولجيا الجديدة والفريدة، وبالكرة الأرضية الطائرة، ومشاركة 1824 طائرة مسيرة، وراقصون من كل القارات أدوا أغنية تخيل لنجم فريق البيتلز الراحل المغنى جون لينون وزوجته اليابانية يوكو أونو. وكانت فقرة عرض الألعاب المشاركة فى الدورة من أمتع فقرات حفل الإفتتاح لما فيها من دقة وتدريب ومرح..
** حرصت اللجنة الأوليمبية الدولية عن ترسيخ المساواة بين الرجل والمرأة، بأن يحمل علم كل دولة رياضى ورياضية من الدول الـ206 المشاركة. وكان طابور العرض عرضا للأزياء كالمعتاد، وكان زى البعثة المصرية كلاسيكيا، بألوان العلم، والحمد لله أنه لم يكن رماديا كما كان دائما. بينما اتسمت أزياء الدول الإفريقية بالبهجة والألوان الزاعقة الصريحة الجميلة. واتسمت أزياء دول أخرى بالشياكة والتناسق والبساطة مثل إيطاليا. بينما تعرض زى البعثة الألمانية لانتقادات شديدة وعنيفة. وقال رجل: «حاولت وصف كم كان الزى الألمانى سيئا لزوجتى، التى كانت تقود السيارة وعجزت الكلمات عن وصفه»!
** وفى الجولة الأخيرة والأمتار الأخيرة حملت لاعبة التنس اليابانية ناومى أوساكا، الشعلة الأوليمبية وأشعلت المرجل الأولمبى، بديع التصميم، معلنة افتتاح الدورة الأوليمبية رقم 32 فى طوكيو..
** كان حفل افتتاح جميل.. جميل وحزين وخفيف مثل الهواء!

نقلا عن "الشروق"