رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

أفلام «كان» تتحدى قسوة الرقابة فى المهرجانات العربية!

طارق الشناوي
طارق الشناوي

تتابع في (كان) صراع الأفلام على الجوائز، وتتابع أيضا صراع المهرجانات الكبرى فيما بينها للاستحواذ على الأفلام الأفضل.

ثلاثة مهرجانات تواجدت في المهرجان، والتنافس جاء محتدما، رغم أن اللقاءات الودية لا تنقطع، بين المسؤولين عن المهرجانات الثلاثة، (القاهرة) و(الجونة) ومهرجان (البحر الأحمر) بجدة، الذي تولد أولى دوراته في نهاية شهر نوفمبر، هو أحدثها، تواجد على مدى ثلاثة أعوام الجناح السعودى وعلم المملكة يرفرف على شاطئ (الريفييرا)، مشيرا إلى أن هناك إرادة لكى تشهد السعودية انطلاقة سينمائية.



ثلاثة مهرجانات كل منها يفكر في الحصول على الفيلم الأكثر جاذبية، وفى نفس الوقت يتحسب رأى الرقابة في الداخل، (القاهرة) و(الجونة) لديهما خبرة متراكمة في كيفية عبور المحاذير والمحظورات، وتعلما الدرس بأن الرقابة لها مفاتيح في الموافقة وبالطبع يسبق (الجونة) (القاهرة) بأكثر من شهرين، وهذا ما يتيح له أن يلتقط العرض الأول ببساطة لأن الزمن يلعب لصالحه، ورغم ذلك فإن (القاهرة) بإمكانيات مادية أقل استطاع في السنوات الأربع الماضية أن يتعاقد على عدد من الأفلام الهامة، (الجونة) فرصته أكبر، فهو يتعاقد أولا على عرض الفيلم، وبالتالى يضيع على (القاهرة) السبق الزمنى، كفاءة المبرمجين في (القاهرة) تتيح لهم الرهان على أفلام أخرى، وفى النهاية يعرف الجميع أن الاقتصاد كمعادلة له دور مؤثر، فمن يمنحك مثلا فيلمه كعرض أول في الشرق الأوسط يحصل على مقابل ضخم، وعندما تُصبح عرضا ثانيا تنخفض التكلفة، والمهرجانات عادة تتباهى بالعرض الأول، تواجد بقوة داخل المهرجان مبرمجون من مهرجان (جدة البحر الأحمر) وعدد منهم كانوا في فريق العمل بمهرجان (دبى) وأثبتوا كفاءة لافتة فتم التعاقد معهم في (البحر الأحمر).



هل توافق الرقابة في بلادنا العربية على الأفلام التي تتضمن عادة مشاهد يرفضها الرقيب، سواء بسبب الإفراط في العنف أو الجنس؟، سبق أن أقيمت مهرجانات (دبى) و(أبوظبى) و(الدوحة)، كانت هناك سماحة رقابية، بينما في سلطنة عمان لا توافق الرقابة ببساطة على الأفلام التي بها جنس وعنف، ويبقى السؤال عن مدى هامش السماح في مهرجان (جدة) الأول، وهو ما ستكشف عنه الأيام القادمة عند الإعلان الرسمى لقائمة أو جزء من قائمة الأفلام المشاركة بالمهرجان.

النظرة الأخلاقية لنحو 50 في المائة من أفلام المهرجان تجعلها في نظر عدد من الدول العربية مرفوضة تماما، ولكن للعرض في إطار المهرجانات معايير أخرى.

المفروض أن انتشار الفضائيات وتعدد المنصات في السنوات الأخيرة منحها القسط الأكبر للحضور، المنصات لم تعد فقط نافذة للعرض، ولكنها صارت أيضا منتجة وليست فقط شريكة في الإنتاج.

الرقابة في العالم باتت فاقدة للصلاحيات، لأن التصنيف العمرى المعمول به قبل أكثر من 60 عاما في مختلف دول العالم، وبدأنا تطبيقه في مصر قبل سبع سنوات، الغرض منه هو منع المنع، لا يوجد ممنوع، ولكن هناك صلاحية مشاهدة طبقا للمرحلة العمرية، وعلى الجميع أن يمتلكوا هذه الثقافة الجديدة التي تطلب أن نتحلى بالقدرة على الاختيار، التصنيف العمرى ألقى الكرة مجددا في ملعب المواطنين.



البعض لا يزال (على قديمه) يريد من الدولة أن تتدخل بالمنع، هذا لم يعد صالحا بعالم اليوم، هل نعرض أفلاما مثل (أنبيت) الذي افتتح به المهرجان و(تيتان) والمقصود به شريحة التيتانيوم الحاصل على السعفة الذهبية، الرقابة لا ترحب ببساطة بهذه الأفلام، ولكن من الممكن في إطار المهرجان تعرض كاملة.

هناك أفلام أخرى تحتاج إلى قدرة تفاوضية من المسؤول عن المهرجان وإلى مرونة رقابة الدولة، نحن لا نزال أسرى الرؤية الأخلاقية والدينية المباشرة في كل تفاصيل الحياة التي نعيشها، وكشفت أزمة حلا شيحة عن هذا التناقض الحاد، حلا تتبرأ من الفن وبعد ذلك تهاجم أباها الفنان أحمد شيحة، عندما وصفها بالمخطوفة، ونقيب الممثلين أشرف زكى يدافع عن الفن في بيان ويقرر شطب حلا من كشوف النقابة.

استند أشرف زكى في معرض حديثه ومداخلاته للدفاع عن موقف النقابة ضد هجوم حلا أن الشيخ الشعراوى أباح الفن.

وأضاف حتى لا يتشكك أحد في صدق الواقعة أن تلك الإباحة حدثت بحضور حسن يوسف، والحقيقة لا جديد في آراء الشعراوى التي رددها أيضا قبله الشيخ د. محمد الغزالى، هما ظاهرها أباحا الفن وهما يقصدان نوعا معينا من الفن المتحفظ الذي يخاصم روح الفن.

يا صديقى أشرف، هم يريدون أن تزداد سطوتهم على الفن، بل وعلى كل منافذ الدنيا، الحصول على موافقة من مرجعية دينية مهما بلغت شعبيته مثل الشيخ متولى الشعراوى هو أكبر خنجر يوجه للفن في مقتل، لا نريده فنا شعراويا!!.

[email protected]

نقلا عن "المصري اليوم"