رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

عاصفة مناعية خطيرة تهدد حياة المتعافين من كورونا

كورونا
كورونا


كشفت الحكومة في منتصف شهر يونيو الماضي، عن إنشاء عدد من العيادات المُتخصصة بالمستشفيات الجامعية لعلاج ما يسمى "متلازمة ما بعد كورونا"، وستضم هذه العيادات عددًا من التخصصات الطبية لعلاج الآثار النفسية والطبية للمُتعافين من فيروس كورونا، وستكون بجميع محافظات الجمهورية.

يأتي ذلك في الوقت الذي حذرت فيه عدد من الدراسات الطبية التي أجرتها مؤسسات عالمية، إضافة لعدد من الأحداث التي تعرض لها بعض المُتعافين من فيروس كورونا لمعاناتهم من بعض الأعراض المرضية، والتي وصلت لتعرض بعضهم لمشاكل في بعض أجهزة الجسم.

وقال الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الصحة الوقاية، إن أبرز أعراض متلازمة ما بعد كورونا تتمثل في الالتهابات والتليفات الرئوية وصعوبة في التنفس، فضلًا عن الإصابة بقلق شديد مع شعور المريض بآلام في الجسد بعد التعافي من الفيروس.

وأضاف، أن نسبة المُصابين بمتلازمة ما بعد كورونا ليست عالية لكنها موجودة، وأن كل أعراضها تُعالج تدريجيًا، موضحًا أن التداعيات النفسية أكثر مشكلة عامة بين المتعافين وتستمر لبعض الوقت وتنتهي بالعلاج.

لكن الدكتور أمجد الحداد، استشاري المناعة والحساسية، قدر عدد المعرضين للإصابة بـ"متلازمة ما بعد كورونا بنسبة 30%، مضيفًا أن متلازمة ما بعد كورونا تحدث بعد التعافي نتيجة حدوث "عاصفة مناعية" لدى بعض الأشخاص، حيث يحدث نوع من فرط المناعة أو المناعة المُفرطة عقب مهاجمة الجهاز المناعي لفيروس كورونا للقضاء عليه.

وتابع الحداد، أن العاصفة المناعية تُؤثر على بعض أجزاء الجسم، بداية من الجهاز العضلي، حتى الرئة، حيث يشعر المعافى بوهن وألم في عضلات الجسم بشكل عام، وفى حال مهاجمتها الرئة، تسبب صعوبة في التنفس أو نهجان مع أقل مجهود، إضافة لزيادة التعرق حتى مع الراحة، ومن الوارد أن يحدث حكة جلدية أو طفح جلدي.

وشدد استشاري المناعة والحساسية على ضرورة تناول عناصر الزنك وأل – كارنتين" للمتعافين من كورونا، موضحًا أن هذين العنصرين يُقللان من شدة وفترة الإصابة بـ"متلازمة ما بعد كورونا". وأشار إلى أن هذه العناصر تُساعد أيضًا على عملية التحول الغذائي للعضلات لكى لا تحدث آلام عضلية أو وهن عضلي، كما أن عنصر الزنك مهم للجهاز المناعي، ويقلل من العاصفة المناعية وشدتها ومضاعفتها، فضلًا عن أنه يساعد على تقليل فترة التعافي من متلازمة ما بعد كورونا.

ولفت الحداد إلى أن هذه العناصر آمنة جدًا، وتُؤخذ بجرعات معتدلة عبر قرص واحد يوميًا، ولا توجد موانع صحية تمنع استخدامها، مشيرًا إلى أن فيتامين "ب" قد يكون له دور أيضًا في علاج "متلازمة ما بعد كورونا".

إلى ذلك، كشفت دراسة صادرة عن المجلة الطبية مايو كلينك، فإن أعراض فيروس كورونا المستجد تستمر أحيانًا لمدة أشهر، ويمكن للفيروس أن يدمر الرئتين والقلب والدماغ؛ ما يزيد من مخاطر الإصابة بمشاكل صحية طويلة الأمد.

وتُضيف الدراسة الصادرة في مايو الماضي، أن مُعظم من يصابون بمرض فيروس كورونا يتعافون بسرعة خلال بضعة أسابيع، لكن بعض الأشخاص، حتى أولئك الذين تكون أعراضهم خفيفة، يستمرون بالشعور بالأعراض بعد التعافي المبدئي، لافتةً إلى أنه يُوصف هؤلاء الأشخاص أنفسهم أحيانًا بأنهم "حاملون مستمرون للمرض" وقد سميت هذه الحالات بمتلازمة ما بعد كورونا، أو كورونا طويل الأمد"، وتسمى هذه المشكلات الصحية أحيانًا حالات ما بعد كورونا، وينطبق هذا الوصف بشكل عام على آثار كورونا التي تستمر لأكثر من أربعة أسابيع بعد تشخيصه.

وتُشير إلى أن كبار السن والأشخاص الذين لديهم عدة حالات طبية خطيرة هم الأكثر عرضة للإصابة بأعراض كورونا طويلة الأمد، ولكن حتى الشباب الأشخاص الأصحاء قد يشعرون بالتوعك لأسابيع أو حتى أشهر بعد الإصابة. تشمل العلامات والأعراض التي يشيع بقاؤها مع مرور الوقت: "الإرهاق، وضيق النَفَس أو صعوبة في التنفس، والسعال، وألم المفاصل، وألم الصدر، ومشاكل في الذاكرة أو التركيز أو النوم، وألم العضلات أو الصداع، وضربات القلب السريعة أو القوية، وفقدان حاسة الشم أو الذوق، والاكتئاب أو القلق، والحُمّى، والدوخة عند الوقوف، وتفاقُم الأعراض بعد الأنشطة البدنية أو الذهنية".

وأوضحت الدراسة، أن الاختبارات التصويرية التي أُجريت بعد التعافي من كورونا بشهور، أظهرت حدوث ضرر طويل الأمد في عضلة القلب، حتى لدى الأشخاص الذين لم يصابوا إلا بأعراض كورونا خفيفة فقط، وقد يزيد ذلك من خطر التعرض لفشل القلب أو مضاعفات قلبية أخرى في المستقبل.

كما أنه يمكن لنوع التهاب الرئة المرتبط عادة بكورونا أن يسبب تلفًا طويل الأمد في الأكياس الهوائية الصغيرة "الأسناخ" في الرئة، ويمكن للأنسجة التالفة الناتجة عن ذلك أن تؤدي إلى مشاكل تنفسية طويلة الأمد، بحسب دراسة مايو كلينك، مضيفةً أنه حتى اليافعون قد يصابون بعدة حالات دماغية نتيجة كورونا، ومنها السكتات الدماغية والتشنجات ومتلازمة "جيان- باريه"، وهي حالة تسبب شللًا مؤقتًا، كما يمكن أن يؤدي كورونا إلى زيادة خطر الإصابة بداء باركينسون وداء الزهايمر.