رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

تفاصيل خطة الحكومة لإجبار المواطنين على تلقى لقاح كورونا قبل نهاية 2021

اللقاح
اللقاح


على الرغم من أن تلقي لقاح كورونا، هو السلاح الوحيد، الذي تمتلكه البشرية في الحرب ضد فيروس كورونا، حتى الآن، فإن الأرقام في مصر تؤكد أن هناك عزوفا من المواطنين عن تلقي التطعيم، وهذا ما دفع الحكومة للتفكير في خطة يتحول بموجبها التطعيم من اختياري، إلى إجباري، خاصة بعد بدء تصنيع اللقاح محليا، وامتلاك الدولة القدرة على توفير جميع الكميات المطلوبة، وذلك على غرار ما اتجهت إليه العديد من دول العالم حاليا، مثل: السعودية والإمارات والولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبية.

تحرك حكومي
بداية التحرك الحكومي الرسمي، تجاه مواجهة عزوف المواطنين، عن تلقي اللقاح، جاء بقرار اتخذه اللواء محمد الزملوط، محافظ الوادى الجديد، بمعاقبة الموظف الذي لم يتلق اللقاح، إلا إذا كانت لديه موانع طبية، مسجلة بشهادة معتمدة.

تحرك آخر من جانب الحكومة، لتشجيع المواطنين على تلقي اللقاح، تمثل في قرار الحكومة بتزويد مراكز اللقاحات الخاصة بأغراض السفر الدولي، التي تتولى تطعيم المسافرين، باللقاحات المضادة للملاريا، وبلقاحات كورونا للتخفيف عن المسافرين، وترغيبا لهم في تلقي التطيم، بالإضافة إلى تخصيص جرعات اللقاح ذي الحقنة الواحدة، من جونسون آند جونسون للمسافير.

في الوقت نفسه قررت عدد من شركات القطاع الخاص المشاركة بقوة في اتجاه دعم الحصول على اللقاح، بين عمالها وموظفيها، عن طريق التهديد بالجزاءات على الرافضين، وكذلك زيادة الحوافز لمن يحصلون عليه، كما أن بعض الشركات أمهلت موظفيها لنهاية العام الحالي، حتى يكونوا تلقوا التطعيم.

تقرير حكومي
في الوقت ذاته سلط تقرير صادر عن مجلس الوزراء، الضوء على جهود الدولة في توفير لقاح كورونا، للمواطنين والمقيمين، وذلك في إطار الخطة الشاملة لمواجهة الفيروس.

وكشف التقرير، عن أنه تم التعاقد على 100 مليون جرعة من لقاحات فيروس كورونا، حيث تم الاتفاق على توريد 40 مليون جرعة من لقاح استرازينيكا من منظمة جافى، وبصدد استلام 8.6 مليون جرعة منها، بالإضافة إلى الاتفاق على توفير 20 مليون جرعة من شركة R-PHARM الروسية، فضلًا عن توفير 50 ألف جرعة أخرى من المعهد الهندى SERUM INSTITUTE بنهاية يناير 2021، علمًا بأن هناك 12 أسبوعًا يفصل بين تلقى الجرعتين الأولى والثانية من اللقاح.

أما بالنسبة للقاح سينوفارم فقد تسلمت مصر 50 ألف جرعة من دولة الإمارات فى ديسمبر 2020، فى حين حصلت على 300 ألف جرعة من الصين كهدية للشعب المصرى فى فبراير 2021، كما حصلت أيضًا على300 ألف جرعة أخرى من الصين كهدية للشعب المصرى فى مارس 2021، علمًا بأن معدل فاعلية لقاح سينوفارم فى الوقاية من الفيروس يصل لـ 86%، وهناك 21 يومًا يفصل بين تلقى الجرعتين الأولى والثانية من اللقاح.

وأشار التقرير أيضًا إلى أنه جار العمل على توفير لقاح سبوتنيك v الروسى، وذلك بعد أن منحت هيئة الدواء المصرية الاستخدام الطارئ لهذا اللقاح فى فبراير 2021، حيث يصل معدل فاعليته المعلن عنها 91.4%، ويفصل بين تلقى الجرعتين الأولى والثانية 21 يومًا.

وأشار التقرير إلى أن مصر بدأت العمل البحثى على تحضير لقاح كوفى فاكس المصرى فى فبراير 2020، والذى يعمل بالتقنية التقليدية وهى تقنية "اللقاح المعطل" المستخدمة فى عدة لقاحات مثل لقاح "سينوفارم الصيني" وسيكون على جرعتين.

وجاء في التقرير أن اللقاح المصرى ينتج أجسامًا مضادة بعد 3 أسابيع من الحصول عليه، وتظل نشطة حتى الأسبوع الـ13، مشيرًا إلى أن اللقاح الآن ينتقل للمرحلة التالية من التجارب، لكنه لن يكون متاحًا قبل 6 أشهر على الأقل.

الرابعة الأضعف
من جانبه، قال الدكتور محمود صابر، أستاذ مساعد الفيروسات الطبية والمناعة بكلية الطب بالولايات المتحدة الأمريكية، إن الفترة القادمة ستشهد تراجع أعداد الإصابة بفيروس كورونا ولن تكون بنفس وحشية الموجات السابقة، متوقعًا أن تكون الموجة الرابعة هي الأضعف، وأن طفرات الفيروس حتى وإن لم نكتشفها، فستكون عادية أو بسيطة ولن تؤثر على معدل انتشار الفيروس.

ويرى أستاذ مساعد الفيروسات الطبية والمناعة أن نهاية 2021، ستحمل معها نهاية وباء "كورونا"، بناء على أسس علمية، على رأسها زيادة التطعيمات واللقاحات، زيادة الحالات التي أصيبت بالفيروس بالفعل وكونت حتى لو مناعة جزئية ضد الفيروس، أيضًا ارتفاع درجات الحرارة خلال شهور الصيف التي قد تمتد إلى بدايات شهر أكتوبر.

أزمة العاملين بالخارج
في غضون ذلك يعاني المصريون العاملون بالخارج من أزمة كبيرة، بسبب اختلاف سياسات التطعيم من دولة لأخرى، إذ تعترف بعض الدول بأنواع من التطعيمات ولا تعترف بأخرى، بالإضافة إلى المشكلة الأخرى المتعلقة بطول مدة الانتظار بين موعدي جرعتي التطعيم، التي تصل إلى ثلاثة أشهر.

وطالب العاملون بالخارج الحكومة بسرعة التدخل لحل هذه المشكلة، التي تهدد مصيرهم في العودة مرة أخرى إلى أعمالهم بالخارج، ووعدت الصفحة الرسمية، بعرض مطالبهم على الجهات المتخصة لتنفيذ مطالبهم، ويبلغ عدد المصريين في الخارج نحو 13 مليون مواطن، بحسب تصريحات سابقة لوزيرة الهجرة نبيلة مكرم.

الحكومة بدأت في إعداد خطط للتعامل مع هذا الملف، عبر عدة اجتماعات حكومية، تنفيذًا لتوجيهات رئاسية، واستجابة لطلبات المصريين العاملين بالخارج الراغبين في العودة إلى مقار عملهم بدول الخليج، والذين يحتاجون إلى سرعة تلقي جرعات التطعيم ضد فيروس كورونا (كوفيد- 19)، أرسلت وزارة الصحة والسكان إلى وزارة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج قائمة بمراكز تلقي لقاح فيروس كورونا للراغبين في العودة إلى عملهم بالخارج وتوثيق شهادات التطعيم.

موقف وزارة الهجرة
من جانبها أكدت وزارة الهجرة وشؤون المصريين في الخارج، أنَّ تم تخصيص مراكز لتطعيم المصريين المسافرين إلى عملهم بالخارج، بعد اشتراط بعض الدول تلقيهم لقاح كورونا المستجد، موضحة أنّه جرى إمداد مراكز التطعيمات الدولية بمصر وعددها 179 مركزًا بلقاح فيروس كورونا المستجد للمسافرين خارج مصر.

وأوضحت وزارة الهجرة، أنَّ معظم طلبات من المصريين العاملين بالخارج والراغبين في العودة إلى مقار عملهم بدول الخليج، وهناك شروط وضعتها هذه الدول لدخول العاملين ومنها: الحصول على لقاح فيروس كورونا المستجد، جرعتان من إسترازنكا، أو جرعتان من لقاح سينوفارم، وأنه في حالة تعذر الحصول على لقاح كورونا لابد من شهادة pcr من الجهة الحكومية المصرية وزارة الصحة، وكذلك توثيق شهادة لقاح كورونا المستجد «كوفيد -19»، وذلك من خلال وزارة الصحة حتى لا يواجهوا أي مشاكل في الدول المسافر إليها.

كما تم الاتفاق، حسب تصريح وزيرة الهجرة، على إمداد الوزارة بأسماء مديرى المراكز الصحية حتى يتم التصديق على شهادات التطعيم وفقًا لطلب عدد من الدول، حيث اشترط عدد من دول الخليج على المسافرين إليها إجراء تحليل PCR قبل السفر، وتلقى جرعتين من أحد لقاحات فيروس كورونا المعتمدة دوليًا، وأن تكون شهادة التطعيم موثقة ومصدقا عليها.

"النبأ" تواصلت مع مصادر بوزارة الهجرة، أكدت وجود مساع كبيرة تبذل حاليا، لحل مشكلات العاملين بالخارج، موضحا أن السفيرة نبيلة مكرم عقدت لقاءات عديدة مع وزير الصحة لبحث هذه المشكلة، والتي توصلت فيها إلى أن يتم جعل العاملين بالخارج فى الصفوف الأولى لتلقي اللقاح من أجل العودة إلى عملهم بالخارج.

وقال المصدر إنه يشترط توفر "تأشيرة سفر معتمدة" لتلقي الراغبين في السفر اللقاح في المراكز المخصصة لهم، لافتا إلى أن هناك تعاونا كبيرا بين وزارتي الصحة والهجرة لتسهيل إجراءات للحصول اللقاحات، خاصة بالنسبة للعاملين في الخارج، فضلا عن تعاون العاملين في مراكز اللقاح مع المواطنين للتيسير عليهم.

وبشأن نوعية اللقاحات التي سيتلقاها راغبو السفر، قال مصدر إن الحالة الطبية للمسافر هى الفيصل في هذا الأمر لتحديد نوع اللقاح المناسب من الناحية الصحية، حيث تعتمد مصر لقاحين هما "أسترازينكا" و"سينوفارم"، موضحا أنه حال عدم وجود أمراض تمنع تلقي لقاح "سينوفارم" الصيني سيتم تلقيح المسافرين به، حيث أن المدة الفاصلة بين الجرعة الأولى والثانية له 21 يوما فقط، فيما تصل المدة الفاصلة بين جرعتي لقاح استرازينكا 3 شهور.

وأضاف أنه تم الاتفاق على نشر كافة التفاصيل الخاصة بتطعيم المسافرين على الموقع الإلكتروني لوزارة الصحة ليتسنى للعاملين بالخارج الموجودين في مصر التعرف على الأماكن المخصصة لتلقى اللقاح.